«للصيد مش للتنزه».. خبير غوص يحلل أسباب غرق مركب الإسكندرية

كتب: محمد أباظة

«للصيد مش للتنزه».. خبير غوص يحلل أسباب غرق مركب الإسكندرية

«للصيد مش للتنزه».. خبير غوص يحلل أسباب غرق مركب الإسكندرية

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حكمة تنطبق على عائلة اسكندرانية بعد غرق مركب صيد استقله نحو 20 فردا من العائلة، بينهم نساء وأطفال، حيث كانوا في رحلة ببحيرة «الهوارية» غرب الإسكندرية، مساء أمس الاثنين.

قوات الإنقاذ بالإسكندرية، وفريق «غواصين الخير» يباشرون إلى الآن البحث عن ضحايا مركب الإسكندرية، أو كما تعرف بمركب «الهوارية» أو مركب «مريوط»، حيث انتشلوا 9 جثث حتى الآن، فضلا عن 5 مصابين .

الفرق بين مراكب الصيد والتنزه

مراكب الصيد لا تختلف كثيرًا عن مراكب التنزه من حيث الحجم، حسبما قال الكابتن محمد عوض خبير الغطس، وعضو جمعية الإنقاذ النهري، حيث إن أحجامها تتراوح بين 5 إلى 30 مترًا، بينما يكمن الاختلاف بينهما في الجاهزية، فمركب التنزه مخصص بها أماكن لجلوس الأفراد، أما الصيد فتخصص الأماكن لتخزين الأسماك ومعدات الصيد.

3 أسباب تؤدي إلى غرق مراكب الصيد

يتم تحديد عدد الأفراد على متن كل مركب بحسب حجمها، سواء كانت صيد أو نزهة، وفقا لـ«عوض»، إلا أنه في كثير من الأحيان يقوم البعض بتحميل المراكب بالحمولة الزائدة سواء بالمعدات أو بأفراد زيادة عن المقنن او المسموح، وهو ما يعتبر مشكلة قد تؤدي إلى غرق المركب، بجانب اصطدامها احتمالية اصطدامها الصخور أو الأشياء الصلبة في المياه، فضلا عن تعرضها لخطر الغرق حال مواجهتها رياح شديدة وأمواج عالية.

إجراءات يجب اتباعها قبل خروج مراكب الصيد للمياه

قبل خروج المركب من الشط إلى البحيرة من المفترض أن تسجل حمولتها وعدد الأفراد على متنها وتحصل على التراخيص المطلوبة، وهو ما أكده خبير الغطس، إلا أن بعض المراكب غير المرخصة تخرج دون تراخيص ولا تسجل أعداد الركاب على متنها، وهو ما حدث في «الهوارية»، وأكده المحافظ اللواء محمد الشريف، بتصريحه: مركب الإسكندرية غير مرخص

طبيعة بحيرة «الهوارية»

«الهوارية» هى بحيرة داخلية تفتقد إلى الرقابة، وفقًا لما أكده عضو جمعية الإنقاذ النهري، مضيفًا أن مراكب الصيد تخرج دون تصاريح أو تسجيل للحمولة، بسبب عدم وجود رقابة أو ميناء هناك، وهو الحال في أغلب البحيرات في مصر، لافتًا إلى أن الرقابة تكون على البحار أو البحيرات المتصلة بالبحار.

وأضاف «عوض»، أن بحيرة «الهوارية» مساحتها كبيرة وغير متصلة ببحر، وتضم مزارع للأسماك لكل منها مساحتها الخاصة، وعادة ما يخرج  صاحب المزرعة بمركبه الخاص لمباشرة أحوال مزرعته، فضلا عن تواجد أماكن لإقامة العمال في المزارع على شط البحيرة، لافتًا إلى أن الطقس السيء لا يؤثر كثيرًا على بحيرة «الهوارية»، لأنها بحيرة داخلية وأمواجها غير عالية.

أخطاء يقع فيها أصحاب مراكب الصيد

مراكب الصيد الصغيرة كما هى الموجودة في «الهوارية» لا تتحمل 19 فردا على متنها، بحسب «عوض»، وهو خطأ كبير قد يكلف المركب غرقها، مضيفًا أنه في بعض الأحيان يجد «ريس» المركب أخرى تغرق في البحيرة، فيضطر إلى إنقاذ من عليها، وهو ما يكلفه حمولة زائدة على مركبه قد تعرضه للخطر.

وذكر، أن التعامل في حالات وجود مركب أخرى تغرق يجب أن يكون ريس المركب المار شخصية «براغماتية» وينحي مشاعره جانبًا، وإذا كانت الحمولة ستكون زائدة على مركبه لا يحملها أكثر من طاقتها، حتى لا تغرق هى الأخرى، ويصبح الخطر على المركبين.

خبرات يجب توافرها في «ريس» المركب

أكد خبير الغطس، وعضو جمعية الإنقاذ النهري، أن «ريس» المركب سواء كانت صيد أو تنزه من المفترض أن يحمل شهاد «قيادة عائمة بحرية»، ويكون دارس لبعض الدورات التي يتعلم فيها تفاصيل حمولة المركب وتوزيع الوزن عليها، وكيفية السيطرة على متن مركبه، وضبط حركة الأفراد عليها وتوزيعهم، حتى لا تميل المركب على أحد جانبيها، إلا أن بعضهم لا يدرسون، وخاصة في المراكب غير المرخصة.

أسباب تهرب أصحاب المراكب من التراخيص

تهرب أصحاب المراكب من التراخيص يكون لعدة أسباب حسبما أوضح «عوض»، أهمها زيادة التكاليف في التصاريح والرسوم والإجراءات اللازمة، في حين أنهم يعملون في صيد السمك، والعائد المادي من عملهم غير مجزي، ولذلك يروا أن الإجراءات واستخراج التراخيص تكلفهم أعباء مادية كثيرًا فوق قدرتهم، لذلك يتهربون منها، وتبقى أغلب المراكب غير مرخصة، كما حدث في مركب الإسكندرية.


مواضيع متعلقة