دموع وغضب مكتوم في البحيرة.. انتظارًا لجثة شهيد حادث "الضبعة" الإرهابي

كتب: أحمد حفنى

 دموع وغضب مكتوم في البحيرة.. انتظارًا لجثة شهيد حادث "الضبعة" الإرهابي

دموع وغضب مكتوم في البحيرة.. انتظارًا لجثة شهيد حادث "الضبعة" الإرهابي

خيمت حالة من الحزن على قرية النشو البحري، بمركز كفر الدوار بالبحيرة، وتحولت شوارع القرية إلى سرادق عزاء كبير، بعد استشهاد أحد أبناءها في حادث مطروح أمس، والذي راح ضحيته ضابط وأربعة جنود من قوة قسم شرطة الضبعة، بعد أن قام مجموعة من الإرهابيين بإطلاق النيران على سيارة الشرطة التي كانت تقلهم. وصب أهالي الشهيد غضبهم على وزارة الداخلية، بعد تأخر وصول جثمان الشهيد، مؤكدين أن جميع أهالي القرية ينتظرون الجنازة منذ عصر أمس، حيث أفاد أحد أقارب الشهيد، أن مشرحة كوم الدكة بالإسكندرية، طلبت أم الشهيد لأخذ عينة منها لعمل تحليل "DNA" للتعرف على الجثة وتسليمها لذويها، مشيرًا إلى تفحم جميع الجثث بالسيارة، مستنكرًا بطء الإجراءات من قبل قوات الشرطة. "دائمًا ما يدفع البسطاء من شعب مصر ثمن الخيانة والإرهاب".. هذا ما قاله مدحت أبو صالح، عم المجند محمود محمد أبو صالح، شهيد الحادث الإرهابي بالضبعة، لـ"الوطن"، مضيفًا، "لقد كان محمود العائل الوحيد للأسرة المكونة من أربعة أفراد، هم إخوته البنات وأمه، بعد زواج شقيقه الأكبر واستقلاله بعيدًا عن منزل الأسرة، ووفاة والده منذ ستة أشهر، وقد قضى عامين من فترة خدمته، وبقي له عام للخروج إلى الحياه المدنية، إلا أن أيادي الإرهاب الغاشم نالت منه قبل أن يخرج إلى الدنيا. وأشار إلى أنه كان يعد لزواج أخته الوسطى بعد عيد الأضحى القادم، ليخطب بعدها إحدى الفتيات بالقرية، والتي اختارتها له أمه. واستنكر "عم الشهيد"، بطء إجراءات دفن الجثة، قائلًا إن وسائل الاتصال مقطوعة بين أهله وبين قطاع الشرطة التابع له، ولم يخبرونا بأي شيء حول الحادث، ولم يتعرفوا على الجثة حتى الآن. فيما قال عبد الحكيم زكي أبو صالح العم الأكبر للشهيد، "نحن لا نطالب إلا بالقصاص من كل إرهابي يحاول أن يقتل أبناء الوطن"، مؤكدًا أن "محمود" عاد من إجازته الشهرية منذ ثلاثة أيام، وكانت آخر كلماته لأمه "هانت يا أمي فات الكتير ما باقي إلا القليل"، ولم يعلم أنه يتحدث عن عمره الذي راح ضحية الأعمال الإرهابية الخسيسة، مضيفًا "كان ابن أخي مثالًا للشباب الملتزم دينيًا وأخلاقيًا، وله من العلاقات الاجتماعية ما جعله محبوبًا بين أهالي قريته"، مطالبًا وزير الداخلية بالقصاص من مدبري الحادث وكل إرهابي تمتد يده لقتل أبناء مصر. وذكرت مصادر طبية بمشرحة كوم الدكة أن تحليل "DNA"، سيتم عمله بالقاهرة فور أخذ عينه من والدة الشهيد، حيث أن هذا الإجراء قد يؤخر الإفراج عن الجثث حتى اليوم التالي، ذاكرة رغبة بعض أهالي المجندين إلى عمل مقبرة جماعية تضم جميع الشهداء في مكان واحد، وعمل جنازة واحدة لهم، إلا أن هذا الرأي قابله آخرون بالرفض، وأصروا على تحديد هوية الجثث، وتسليم كل شهيد إلى أهله لدفنه بمعرفتهم. واستشهد ضابط و 4 مجندين، في منطقة الضبعة بعد استهدافهم من قبل جماعات إرهابية مسلحة، أمس، أثناء مرور سيارة الشرطة رقم 4758/16 ب شرطة "بيك أب"، والمعنية بتأمين الطريق الساحلي بالكيلو 130/160 دائرة قسم شرطة الضبعة، بقيادة جندي عبدالباسط عبدالسلام دحمان 22 سنة، من قوة المديرية برئاسة الرائد طارق محمد سامح مباشر المنتدب من الإدارة العامة، لاتحاد الشرطة الرياضي لتعزيز الخدمات الأمنية خلال فترة الصيف، حيث قامت سيارة مجهولة يستقلها بعض الأشخاص باستهدافها وإطلاق النيران عليهم، ما أدى إلى اشتعال النيران بها، وتفحم الجثث بداخلها، من بينهم الشهيد محمود محمد أبو صالح من كفر الدوار بالبحيرة.