قصة صوم «يونان» الذي يبدأه الأقباط اليوم ولمدة 3 أيام: فرض في عهد ابن زرعة

كتب: مصطفى رحومة:

قصة صوم «يونان» الذي يبدأه الأقباط اليوم ولمدة 3 أيام: فرض في عهد ابن زرعة

قصة صوم «يونان» الذي يبدأه الأقباط اليوم ولمدة 3 أيام: فرض في عهد ابن زرعة

يبدأ الأقباط الأرثوذكس، اليوم الإثنين، صوم يونان أو نينوى، لمدة 3 أيام، وهو صوم يسبق عادة الصوم الكبير، بحسب الاعتقاد المسيحي، وتقيم الكنائس القبطية الأرثوذكسية، قداسات الصلاة بتلك المناسبة، والتي تلقي إجراءات مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد بظلالها على أدائها والمشاركة فيها؛ إذ تقام بنسبة حضور 25% من سعة الكنيسة، ما دفع إيبارشيات الكرازة المرقسية، لأن تكون المشاركة في صلوات هذا الصوم عبر «الحجز المسبق».

النبي يونان وقصته مع أهل نينوى

وصوم «يونان»، هو احياء لذكرى قصة «يونان» النبي؛ إذ يعتقد أنه مكث لـ3 أيام في بطن الحوت، وهي بحسب الاعتقاد المسيحي، تعود إلى أنه حينما طلب الله من النبي المذكور الذهاب إلى مدينة نينوى، التي كانت تعصاه، وأن يبلغها رسالة الإيمان، فرفض وحاول الهروب إلى مدينة «ترشيش»، ولكن حدث هياج عظيم في البحر، واضطر البحارة لإلقائه في المياه، فابتلعه حوت ضخم، وبعدها ألقاه على شواطئ مدينة نينوى، فأبلغهم رسالة التوبة، فتابوا وصاموا لمدة 3 أيام.

وصوم «يونان» يقع دائمًا قبل بدء الصوم الكبير بأسبوعين، وهذا الصوم تبلغ مدته في الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والسريانية الأرثوذكسية 3 أيام، بينما تصومه كنيسة الأرمن الأرثوذكس 5 أيام، ولا تعترف به كنيسة الروم الأرثوذكس.

صوم يونان.. بين الفرض والإلغاء

وحسب المراجع الكنسية، لم تعرف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، هذا الصوم حتى عهد البابا ابرآم ابن زرعة البطريرك الـ62، في تعداد بطاركة الكنيسة، الذي تولى في الفترة (976- 979م)؛ إذ كان سرياني الأصل، وكان يصوم هذا الصوم، بينما لم يكن يصوم أول أسبوع في الصوم الكبير، حيث ينفرد الأقباط دون الطوائف الأخرى بصومه، ويسمونه «أسبوع الاستعداد».

وقبل البطريرك، آنذاك، أن يصوم هذا الأسبوع، وفرض على الأقباط صوم 3 أيام يونان مقابله، وقبل الأقباط بذلك، وكان صوم يونان في تلك الأيام 6، قبل أن تصير الآن 3 أيام، وعندما جاء البابا غبريال الثامن، البطريرك الـ97 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذي جلس على الكرسي البابوي في الفترة من (1587- 1603م)، أمر بألا يصام «صوم يونان»، ولكن لم يسمع له الأقباط، ومازال يتبع حتى الآن.

ويصوم الأقباط «صوم يونان» انقطاعيًّا بالامتناع عن تناول الطعام حتى غروب الشمس، أو حتى انتهاء صلوات القداس الإلهي خلال الأيام الثلاثة ولا يؤكل سوى النبات والبقوليات فقط، ويعد بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمثابة استعداد روحى للصوم الكبير، الذى يبدأ بعد 15 يوما من فصح يونان، ويستمر 55 يوما، ويحظى بقدسية لدى الأقباط، كونه يسبق عيد القيامة، حسب الاعتقاد المسيحي.


مواضيع متعلقة