الشتاء يقلب مواجع «أحمد»: عشتي اتحرقت وبنتي الرضيعة ماتت من البرد

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

الشتاء يقلب مواجع «أحمد»: عشتي اتحرقت وبنتي الرضيعة ماتت من البرد

الشتاء يقلب مواجع «أحمد»: عشتي اتحرقت وبنتي الرضيعة ماتت من البرد

مع أول ضوء للنهار تبدأ رحلة أحمد خالد، الرجل الأربعيني، اليومية انطلاقاً من «عزبة خير الله» بمحافظة القاهرة، مقر سكنه، ليتسنى له الوصول إلى الورشة التي يعمل بها بمنطقة الزهراء، تاركاً أطفاله الصغار في إحدى العشش بالعزبة، ومع حلول الشتاء وتغير أحوال الطقس، يحاول جاهداً تدفئة عشته مستخدماً بعض الأخشاب التى يشعلها فى نصف «برميل صاج» ويضعها فى الشارع، بعد أن تهدأ ألسنة النيران يدخلها وسط أطفاله، ويتركهم عند الفجر متوجهاً إلى عمله.

تكررت معاناة «أحمد»، في ظل موجات البرد القاسية، وذات شتاء وبينما هو منهمك فى ورشته إذ جاءه نذير بخبر سيئ: «سقف عشتك ولّع»، وقع هذا الخبر على مسامعه كصوت رعد أفقده السمع للحظات، كما وصف لنا.

يحكي «أحمد»: «متعود أولّع خشب في نص برميل وبعد ما النار تهدى بدخله الأوضة جوه وسط العيال، ولما أمهم بتصحى بتشيله تخرّجه بره، بس فى اليوم ده الريح كان جامد فوقّع شوية خشب من السقف على البرميل فولّع تانى والنار مسكت فى السقف كله»، وتابع: «لولا ستر ربنا والنهار كان طلع فالناس لحقت خرّجت العيال بره، وطفوا النار، وطبعاً مفيش فلوس علشان أسقفه تانى فأخدت العيال ورُحت قعدت فى أوضة بالإيجار، وبقالى شهرين مش عارف حتى أدفع الإيجار».

وعن معاناته مع برد الشتاء، قال: «كان عندى بنت بترضع ماتت من السقعة، وسقف العشة ولّع بسبب النار اللى كانت بتدفى العيال، وبرد الفجر مش بينفع معاه أى حاجة، وبفضل صاحى طول الليل مش عارف أنام من البرد أنا وعيالى»، مضيفاً: «المطر بيبهدلنا كلنا، ببقى قاعد والميّه نازلة علينا، وبفضل قاعد فى ركن العشة من المطر، ولما الدنيا تهدى شوية بنردم بالتراب وننام لحد ما الميّه تصحينا لو مطرت تانى». 


مواضيع متعلقة