بين التعويض والحنين.. مدير «تطوير العشوائيات» يواجه أهالي مثلث ماسبيرو

كتب: محمود البدوي

بين التعويض والحنين.. مدير «تطوير العشوائيات» يواجه أهالي مثلث ماسبيرو

بين التعويض والحنين.. مدير «تطوير العشوائيات» يواجه أهالي مثلث ماسبيرو

رد المهندس خالد صديق، المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، على تساؤلات واستفسارات المواطنين بشأن منطقة مثلث ماسبيرو، وذلك خلال مداخلة هاتفية في برنامج «كلمة أخيرة»، مع الإعلامية لميس الحديدي، على شاشة «ON»، حيث استنكرت مواطنة تُدعى مها توفيق، مالكة أحد العقارات بمنطقة مثلث ماسبيرو المطلة على كورنيش النيل، وضع عقارها ضمن مخطط الهدم.

وقالت «توفيق»، إنها تملك أحد العقارات وتقطن به، ومنذ ثلاثة سنوات تعيش حالة من القلق والتوتر، «كل شوية حد يقول العمارة بتاعتكم سيتم إزالتها لأنها ضمن مخطط تطوير منطقة ماسبيرو، رغم أننا مكناش ضمن مثلث ماسبيرو حتى بداية 2019، حتى جاء قرار في 27 مارس الماضي من محافظة القاهرة، وجاء في القرار أن العقار المطل على الكورنيش ضمن المخطط وسيتم هدمه».

وأوضحت أن الدولة ستقوم بإزالة المنطقة على مراحل من أجل تطويرها، ولكن هذا يُسبب لهم صدمة، فمعظم العقارات هناك تم بناؤها بطراز مميز جدًا وعلي أيدي مقاولين مميزين في هذه الفترة، «العمارة التي أقطن بها وتقع مجاورة لمبنى ماسبيرو تم بناؤها على الطراز الانجليزي وباقي العمارات على نفس الشاكلة».

وأشارت إلى أن هذه العقارات ليس شكلها سيئا كما يُردد البعض، ولكن قد تكون في حاجة إلى ترميم مثلما حدث في المناطق والعقارات المتواجدة في ميدان التحرير، التي أصبحت ذو شكل متناسق، كما أن العمارة التي تسكن فيها وتملكها لها طراز مميز ومتواجدة منذ الستينيات، «إحنا متمسكين ببيوتنا، لأن فيها تاريخينا وحياتنا، مش معقول فجأة حد ييقولنا اطلعوا بره وهنعوضكم».

وتابعت: «ممتلكات البشر لا تقدر بالثمن المادي بقدر ماتقدر بالقيمة الإنسانية، محدش عبرنا على مدار ثلاث سنوات، بنسمع بس إن عمارتنا هاتتهد، ده تدمير نفسي، إحنا نشأنا فيها واتجوزنا وخلفنا وفيه أحفاد اتجوزوا فيها، ماعتقدش حد يرضى يوافق على التعويض والنقل لوحدة أخرى، إحنا مش ممكن نسيب النعمة دي، فيها أطباء وسفراء وفي مرة واحدة يقولولنا اتفضلوا وهنعوضكم، لا».

وعلى نفس الاتجاه، ذكر محمد إداريس، أحد ملاك عمارات ماسبيرو المطلة على الكورنيش، إنه وجه اعتراضه لفكرة إزاله العقار الذي يقطنه ضمن خطة تطوير مثلث ماسبيرو، حيث لم يتواصل معهم أحد ولم يتم التحاور معهم منذ 3 سنوات، «كل مايعلموه حول الأمر فقط عبر المخططات الاستثمارية للبقعة الكائن بها العقارات، إحنا ملكية خاصة تحترم بموجب القانون والدستور».

وتابع: «نحن لسنا ضد التطوير، يقولوا لينا ونشارك معهم بتطوير واجهات العمارات بس مش بالطريقة دي؟ البلد فيها تطوير ونهضة كبيرة نحب نشارك فيها بس بدون نزع ملكياتنا الخاصة، عقارتنا في النهاية ليست منفعة عامة دي بيوتنا وأرضنا ويتم أخذها الان بدعوى التطوير، العمارات تحتاج لتطوير  في شكلها  ممكن نشارك في التطوير في إطار مشروع التطوير عبر تغيير الواجهات لكن ماينفعش تتشال وتتهد بجرة قلم».

وواصل: «كفاية إننا بنعاني من قصة الإيجار القديم المجحفة اللي بتخلي المستأجر القديم يدفعلنا ملاليم ومش عاوز يتعدل لحد الآن، وبعدين فجأة نلاقي طرد ونزع ملكية، الفترة الماضية المنطقة تشهد إزعاجا وضوضاء، بسبب استمرار عمل المشروع لمدة 24 ساعة، ليلا ونهارا، بالاضافة لقطع الكهرباء على مدار اليومين الماضيين بسبب تغيير مسارات الكابلات وفضلت قاطعة قترة طويلة».

من جانبه، عقب المهندس خالد صديق، المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، على شكاوى سكان المنطقة قائلا: «كل هذا الكلام يتردد فقط على السوشيال ميديا، صحيح المباني دخلت في المخطط الخاصة بالإزالة لكن السؤال، هل قرار الإزالة صدر بالفعل بشكل منفرد دون التواصل معهم؟ لا ماحصلش. فيه عمارات زي ماسبيرو والخارجية والقنصلية الايطالية تم استئثنائهم من المخطط».

وأضاف صديق: «حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار بشكل منفرد عشان تطلع الناس تقول هذا الكلام، مافيش قرار طلع للازالة دون حوار مجتمعي حتى الان، المخطط حتى الان لم يتغير والعمارات ضمن مخطط الإزالة لكن تطبيق القرار لم يتم ولن يتم دون حوار مجتمعي، القرار بتاع الشكل الخاص بالإزالة والتعويض ومين هيروح فين لسه ماتمش، مش فاهم الناس بتتكلم وتقول هيطلعونا إزاي؟».

وتابع: «أقولهم إنت لسه ماعرفتش هتاخد إيه مقابل ذلك؟ المالك مثلا هياخد تعويض بنفس القيمة الاستثمارية للعمارة التي يقطن بها، وهي شقق تساوي ملايين»، بينما عقب أحد الملاك محمد إدريس «أنا ساكن في مكاني مش عاوز أغير»، ليرد صديق «يافندم إنت ساكن في شقة قيمتها الاستثمارية تساوي ملايين صح ولا؟ وبالتالي لما آجي أنقلك هنقلك في وحدة سكنية تساوي ملايين تعادل قيمة العقار الذي تقطن فيه، مش هعاملك كشقة عادية تساوي 100 ألف أو مليون حتى، وهانقلك لنفس المكان المساوي لقيمة عقارك ولن نجحف حقك  خالص».

ورد إدريس: «مش كل حاجة ماديات، أنا مرتبط بمكاني ومش فارق التعويض، عاوز بيتي بس ومش عايز أي تعويض وده رأي جميع الملاك والسكان، ودورنا عليكم عشان تقعدوا معانا طول الفترة اللي فاتت ماحدش قعد معانا»، فيما عقب صديق بأن «مشروع تطوير ماسبيرو مش هو المشروع الوحيد اللي شغالين فيه فقط. إحنا شغالين في رؤية شاملة».


مواضيع متعلقة