درَس وحَكم وتزوج فيها.. مصر الجديدة شاهدة على حياة مبارك ووفاته

درَس وحَكم وتزوج فيها.. مصر الجديدة شاهدة على حياة مبارك ووفاته
- مبارك
- محمد حسني مبارك
- ذكرى وفاة مبارك
- وفاة مبارك
- ذكرى رحيل مبارك
- مقابر مبارك
- منزل مبارك
- مصر الجديدة
- مبارك
- محمد حسني مبارك
- ذكرى وفاة مبارك
- وفاة مبارك
- ذكرى رحيل مبارك
- مقابر مبارك
- منزل مبارك
- مصر الجديدة
داخل مصر الجديدة، التي شيدها البارون البلجيكي إمبان قبل عدة قرون، عاش الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، أغلب سنوات حياته، حيث بدأها مبكرا بعد أن خرج من كفر مصيلحة بالمنوفية، ليدرس بالكلية الحربية المتواجدة بالمنطقة ذاتها، حيث ظل يتردد على دار القوات الجوية التي كان أحد طلابها ثم ضباطها وقاداتها، ليختار شقته القديمة بشارع الحجاز الشهير بالمنطقة نفسها، قبل أن ينتقل لقصر الاتحادية بهليوبوليس، بعد وصوله للحكم في 1981، المواجه لفيلته الخاصة، التي ظل بها عقب خروجه من الحكم وانتهاء محاكمته بالبراءة، بينما يرقد جثمانه بمقابر أسرته في الميرغني، بالحي التراثي نفسه.
العقار 4 بشارع الحجاز
عقار مكون من 7 طوابق، يحتل مكانة مميزة بأحد أشهر شوارع مصر الجديدة، يلفت أنظار المارة لهيئته شبة الدائرية المختلفة عن غيره، ويضفي عليه الهدوء الصارم الذي اكتسبه سكانه الذين كان أغلبهم من رموز حرب أكتوبر 1973، وعلى رأسهم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي تمر اليوم ذكرى وفاته الأولى، عن عمر ناهز 92 عاما.
العقار رقم 4 بشارع الحجاز، لم تتغير سماته منذ تدشينه قبل نحو مائة عام، واختاره مبارك ليكون مسكنه مع زوجته سوزان ثابت، ليجاور فيه العديد من رجال القوات المسلحة البارزين، ما بين قائدي الأركان ومساعدي الوزراء ونائب رئيس الجمهورية الأسبق، في عهدي الرؤساء الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات.
وأقام مبارك في الطابق الثاني من العقار، حيث تتكون الشقة من 5 غُرف وصالة ومكتب، وكان ذلك السكن قريبا من مدارس «سان جورج» بمصر الجديدة أيضا، التي درس بها نجليه «علاء وجمال»، بينما كان يحرص على الاستمتاع بأجواء المنطقة العريقة من شرفة منزله مع زوجته بعد عودته من العمل، لذلك لم يبعها على الإطلاق رغم تركه لها قبل حوالي 40 عاما، وعدم تردده عليها منذ ذلك الحين، حينما تولى حكم البلاد وانتقل إلى قصر الاتحادية.
قصر الاتحادية
ومن شارع الحجاز إلى قصر الاتحادية، انتقل مبارك على بُعد عدة شوارع قليلة، ليسكن مقر الرئاسة، الذي تحول من فندق شهير إلى قصر للحكم بقرار من السادات عام 1972، ليكون ثاني ساكنيه.
ويتميز القصر بكونه، يجمع بين العمارة الشرقية والإسلامية، من أعمال الديكور، وزخارف الرخام والمرمر، والنقوش الإسلامية والآيات القرآنية، وفنون الأرابيسك والشبابيك الجصية، وروعة الزجاج المُلوَّن، وفقا للموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية.
واستغرق بناء القصر عامين من (1908– 1910)، بتصميم المهندس المعماري البلجيكي الشاب إرنست جسبار، حيث سمي «هيلوبوليس بالاس»، ووُصف بأنه فندق «ألف ليلة وليلة»، وكان من أجمل وأهم الفنادق في العالم في ذلك الوقت، ولفت أنظار أثرياء وملوك العالم.
وقد مكث مبارك في القصر منذ توليه الحكم عام 1981، حيث شهد أهم لقاءاته مع المسؤولين والوزراء بمصر، وملوك ورؤساء العالم، واتخذ داخله أبرز القرارات للبلاد، منها التحكيم الدولي لتحرير طابا، وتنفيذ مشروعات كبرى مثل مترو الأنفاق، وتوشكى، وإسكان الشباب في المدن الجديدة، وتعيين أول نائب له، ثم قرار التنحي ومغادرة القصر تماما.
فيلا مبارك
وتغلغل الرئيس الأسبق في منطقة مصر الجديدة، فكان يرتاد واحدا من أشهر نواديها، وهو نادي هيليوبوليس، المواجهة لقصر الاتحادية، لذلك اختار تشييد فيلته الخاصة بجوارهما، التي تغطي واجهتها العديد من الأشجار العتيقة وتحجب الرؤية عنها تماما.
وتقع الفيلا بشارع حليم أبوسيف، التي كان يقيم فيها أيضا خلال فترة الحكم، وأصبحت مسكنه الرسمي بعد ثورة يناير 2011، حيث كان من الصعب مرور غير القاطنين به في الشارع قبل ذلك سوى بإخطار مسبق.
وعاد مبارك إلى فيلته مرة أخرى، بعد إنهاء محاكمته وإخلاء سبيله عام 2017، ليقيم فيها مع أسرته بمرافقة رعاية طبية كبيرة له، حيث كان يحافظ على عاداته القديمة المتبعة منذ التحاقة بالكلية الحربية، ويحرص على قضاء أكبر وقت مع زوجته وأبنائه، وعقد لقاءات خفيفة مع أصدقائه.
مقابر آل مبارك
ومنذ 2017 وحتى 2020، لم يخرج مبارك من مسكنه بشارع حليم أبو سيف، سوى مرات محدودة، بسبب مرضه الشديد وعدم قدرته على مقاومته، لينتقل إلى مستشفى المعادي العسكري التي وافته المنية فيه، يوم 25 فبراير من العام الماضي، لتنتهي مسيرة صاحب الضربة الجوية الأولى بحرب أكتوبر.
وأوصى الرئيس الراحل بأن يتم دفنه بجوار حفيده الراحل «محمد»، الذي يقبع جثمانه الصغير بمقابر «آل ثابت» في مصر الجديدة، ليقتني أخرى ملاصقة لها لعائلته ولكنها ظلت مغلقة لأعوام، رغم فخامتها، حتى يوم وفاته، ليكون أول جثامين «آل مبارك» التي تواري الثرى بها.
وعلى بُعد مسافة قليلة من قصر الاتحادية وفيلته الخاصة، اختار مبارك مسكنه الأخير بشارع الدكتور عبدالعظيم وزير، في منطقة الميرغني بمصر الجديدة أيضا، التي لم يودعها رغم رحيله عن العالم، ليدفن في تراب مصر كما وعد مسبقا.
وتمتاز المقابر في تلك المنطقة بأنها ذات مساحة شاسعة، ويتولى مسؤوليتها حوالي 3 أفراد، ومبنية بطوب وردي اللون، وبوابة حديدية سوداء ضخمة، ومن الداخل زُينت بالزجاج الملون والأشجار، بينما يحيطها حاليا كردون أمني لحمايتها.
وصل جثمان مبارك للمقابر في 26 فبراير 2020، عقب جنازة عسكرية ضخمة بمسجد المشير طنطاوي في التجمع الخامس، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من الملوك والرؤساء العالم، واستقبلته الفرقة العسكرية بها بعزف النشيد الوطني و21 طلقة مدفع، بحضور العديد من أنصاره ومحبيه وأسرته، قبل أن تخمد الحركة تماما اليوم التالي.