«عبد الفتاح» رسم لوحة لأم كلثوم منذ 57 عاما ورممها في ذكرى وفاتها
عبدالفتاح عبده، رسم لوحة أم كلثوم
استيقظ من نومه مُبكراً كعادته، وبينما كان يُشاهد التلفاز ويُطالع الصُحف فى يوم 3 فبراير الماضى، علم بمرور 46 عاماً على وفاة سيدة الغناء العربى، كوكب الشرق« أم كلثوم»، فعاد بالذاكرة إلى الوراء 57 عاماً، إذ قام برسم لوحة فنية تجمع بين عمالقة الغناء أم كلثوم ومُوسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، عام 1964م.
عبد الفتاح سليمان عبده، صاحب الـ70 عاماً، مُدير عام سابق بوزارة التربية والتعليم، أحد أبناء مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، قام برسم اللوحة الفنية، حينما كان طالباً عام 1964م، حيث كانت أول عمل فنى يجمع بين الثنائى «أم كلثوم» و«عبد الوهاب»، هي أغنية «إنت عمري»، وحين علم بذكرى وفاة «أم كلثوم» الـ46، بحث عن اللوحة، بين «الكراكيب» فى حُجرة قديمة أعلى سطح منزله، فوجدها، واسترجع ذكرياته مع رسم هذه اللوحة التاريخية، التى أطلق عليها «لقاء السحاب».
عبد الفتاح: رممت اللوحة بالحبر الشيني وزخرفتها
أعاد «عبد الفتاح»، ترميم اللوحة التى رُسمت فى ستينيات القرن الماضى على «فَرْخ ورق» مقاس 70 فى 50 سم، والتى استخدم فى رسمها «الحبر الشينى» فقط، وزخرف جميع جوانبها بكلمة «لقاء السحاب» بالخط الكوفى، وقام بإعادة تلوين بعض أجزاء اللوحة التى محت معالمها تغيرات السنين، وكتب بين صورة «أم كلثوم» و«عبد الوهاب» كلمة «إنت عمري».
وقال «عبد الفتاح»، لـ«الوطن»: «رسمت اللوحة فى شهر مارس من عام 1964م، وذلك عندما لحن عبد الوهاب أول لحن للسيدة أم كلثوم والخاص بأغنية إنت عمري، واستخدمت فى رسم اللوحة الحبر الشينى فقط، وأتذكر إننى انتهيت من رسمها فى يوم واحد، وأطلقت على اللوحة لقاء السحاب، وهى جملة أطلقها الكاتب الكبير مصطفى أمين لأنها جمعت للمرة الأولى فنياً بين ثومة وعبد الوهاب».
وأضاف: «شاركت باللوحة فى عدة معارض خاصة بمديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ بعد رسمها بسنوات، وحصدت الكثير من الجوائر، كما حازت على إعجاب جميع فئات المُجتمع، وطلب البعض شرائها مني ولكنى رفضت ذلك، لأننى كنت ومازلت أعتز بهذه اللوحة التى وثقت اللقاء الفنى الأول الذى جمع بين أم كلثوم وعبد الوهاب».
الرجل السبعيني:« دورت على اللوحة في الكراكيب علشان أرممها»
قام «عبد الفتاح»، بإعادة تلوين بعض أجزاء اللوحة التى محت معالمها السنين: «بعد علمى بمرور 46 عاماً على وفاة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، بحثت عن اللوحة التى كنت أحتفظ بها فى حجرة أعلى سطح منزلى، ووجدتها، وقُمت بإعادة ترميمها، باستخدام الحبر الشينى، وكتبت بين صورة أم كلثوم وعبد الوهاب كلمة إنت عمري، وقُمت بتعليقها فى محل الحدايد والبوايات الخاص بي، حتى يراها كل الزبائن الذين يترددون على المحل بصفة يومية، والكثير من الناس الآن يُعلقون على روعة وجمال اللوحة، والبعض يلتقط الصور التذكارية معها».
ليست لوحة «أم كلثوم» و«عبد الوهاب»، هى الوحيدة التى رسمها «عبد الفتاح»، لكنه قام أيضاً برسم الرئيس الرحل محمد أنور السادات، وأطلق عليها لوحة «بطل الحرب والسلام»: «قُمت أيضاً فى سبعينيات القرن الماضى برسم لوحة للرئيس السادات، رحمه الله، بمُناسبة مُعاهدة السلام، وأهديته اللوحة خلال زيارته التاريخية إلى مدينة الحامول فى عام 1979م، وأُعجب باللوحة جداً، وصافحنى وقتها، وشكرنى على ذلك، وتم نشر اللوحة فيما بعد فى مجلة صباح الخير عام 1987م».