«الأسطى سوسو».. ميكانيكي بقلب أم: حادثة سير قلبت حياة «سعدة»

«الأسطى سوسو».. ميكانيكي بقلب أم: حادثة سير قلبت حياة «سعدة»
ربما الأقدار تمنح البعض فرصة لتغير نمط الحياة، بصورة تجعل الأمور تتحول رأسا على عقب، ذلك لأن هناك بعض الأشياء التي تكون سببا لتعلم حرفة جديدة، ومنها تجنى الأموال.
حادثة غيرت حياتها
الحياة الهادئة لم تدم طويلا في حياة سعده حجاج، من محافظة القاهرة، تلك الأم التي أجبرتها ظروف الحياة علي تغير حياتها بشكل كبير بعد تعرضها لحادث سير كاد أن ينهي حياتها هي وزوجها: «بناتي كانت هتتيتم وهما لسه أطفال، لكن لولا ستر ربنا».
منحها القدر فرصة جديدة للحياة بصورة جديدة من خلال التركيز علي تطوير ذاتها وتعلم حرفة الميكانيكا التي ربما تقتصر علي الرجال، لما بها خطورة وصعوبة في تعامل السيدات مع السيارات والأجزاء القديمة بها.
شقيانة من وأنا في الجامعة
منذ نعومة أظافرها وهي تعمل بكفاح شديد من أجل الإنفاق على نفسها دون مد يدها لأبيها، ليس سوي رغبة منها أن تحمل عن عاتق والدها هم المصروفات: «شغالة من وأنا 17 سنة، شقيانة من وأنا في الجامعه طول عمري بصرف على نفسي».
بعدما بلغت الثلاثينية ثمانية عشر عاما وجدت ضالتها في حرفة الميكانيكا التي جذبتها بشدة لما فيها من أمور تعشقها السيدة: «بحب الميكانيكا من ثانويه عامة، وبحب أعرف عنها كل حاجة، وخدت كورسات فيها علشان أطور نفسي».
لم يكن شغفها ذلك كافيا لأن تقوم بالعمل في تلك المهنة، حتى وقعت السيدة في حادثة سير هي وزوجها كادت أن تفقد على إثرها الحياة، ولكن نجت بأعجوبة لتبدأ رحلة كفاح جديدة مع مهنة الميكانيكا، بعدما قررت أن تعمل بها وتفتح ورشة خاصة لتصليح السيارات: «حكايتي بدأت لما عملت حادثة وكنت هموت أنا وجوزي لما انقلبت العربيه بينا وكانت بناتي هتتيتم، وطبعا مطلعتش منها سليمة، لكن أثرت على ضهري وأصبحت تقريبا بمشكله هعيش بيها طول عمري».
بعد الحادثة ذهبت الأسطى سوسو كما تحب أن يلقبها الزبائن إلى منطقة الحرفيين من أجل تصليحها، وهناك تعرض للنصب لتقرر السيدة بعدها تعلم الحرفة بشكل يسمح لها بفتح ورشة لتصليح السيارات: «بدأت اسأل ناس قديمة في الصنعة، وأفهم السوق وعرفوني إزاي أصلح وميضحكش عليا وأجيب إيه ومنين وإزاي وأخلي بالي من إيه، لغاية ما شربت الموضوع وبقيت مع كل خطوه أدخل واسأل».
تمكنت «سعدة» من إتقان المهنة بشكل كبير، وعرفت تلك الأماكن التي يمكنها الشراء منها، حتى أصبحت على علم بكل محتويات السيارة: «فتحت مركز لقيت ناس كتير شجعوني وناس كتير اتريقوا عليا، لكن اللي شجعوا أكتر مش هنسي واحد قالي أعمل إيه خطوة خطوة، ولولا الحادثه مكنتش وصلت للي أنا فيه ده أبدا».