«يوسف» عاشق المسرح.. طفل يبيع المناديل ليصرف على «البروفات»

كتب: سمر صالح

«يوسف» عاشق المسرح.. طفل يبيع المناديل ليصرف على «البروفات»

«يوسف» عاشق المسرح.. طفل يبيع المناديل ليصرف على «البروفات»

حلمي أكبر من كل العقبات، وشغفي دائم، متجدد لا ينضب، ما الضرر في أن أجول الشوارع بائعًا من أجل أن أكسب مالًا أنفقه على فني الذي أهواه.

هكذا يبدو الصغير«يوسف طارق» وهو يحادث نفسه، بينما يعمل مندوبًا للمبيعات رغم صغر سنه وجسده الضئيل، لا يهتم بنظرات البعض له، وباتت ملامحه تشي بما في رأسه من أحلام يتطلع بها إلى عنان السماء.

مندوب مبيعات ويهوى التمثيل 

نشأته في بيت يقدس الفن شكلت ملامح روحه منذ الصغر، كثيرا ما استرق ساعة أو أقل ليحاكي مشهد أعجبه يكسر به رتابة الوقت أثناء المذاكرة، يلتحق بفرق المسرح الشابة في إجازته يدعمه في كل خطوة شقيقته ووالديه، «والدي بيحب المسرح وبيمثل، وأنا شربت منه حب الفن والمسرح»، يقول الصغير يوسف في بداية حديثه لـ«الوطن».

مسارح وسط البلد والعاملين بها باتت تعرف الصغير الذي يتضح شغفه من عينيه دومًا، طرق أبوابها بحثًا عن فرصة حتى التحق إلى فرقة «الكابوس» المسرحية قبل عدة أشهر، وزادت معها رغبته في العمل للإنفاق على فنه وحمله، «والدي شغله الأساسي مندوب مبيعات وفكرت أشتغل زيه، عشان أجيب فلوس وأصرف على المسرح» حتى لا يحمل أسرته عبء مصاريف إضافية، بحسب وصفه.

50 جنيه يوميًا من بيع المناديل لتوفير مصاريف البروفات 

بين المحلات والمارة يتجول الصغير البالغ من العمر 14 عامًا، مناديًا على بضاعته التي يحمل جزء منها في راحة يديه الصغيرتين، «مناديل مبللة.. مناديل لنضافة الإيد»، والجزء الآخر داخل حقيبة على ظهره باتت رفيقة طريقه.

«في البداية والدي رفض، وبعد محاولات إقناع وافق، الشغل مش عيب ولا حرام في البداية كنت بتكسف إني بلف في الشارع أبيع، دلوقتي اتعودت، لإني مش بعمل حاجة غلط»، يؤكد يوسف، أن قرار بيع المناديل لم يكن إلا قرارًا فرديًا رغبة منه في الاعتماد على نفسه.

خمسون جنيها أو أقل، يكسبها «يوسف» الطالب بالصف الأول الإعدادي، من بيع المناديل في الشارع، يخصص جزء منها لأجرة بروفات المسرح والجزء الآخر لشراء ملابس جديدة، وتناول مشروبه المفضل بصحبة أصدقاءه من الفرقة.

انضم يوسف إلى فريق مسرح الكابوس وأثبت نجاحه

«يوسف موهوب وأثبت نفسه بسرعة» يصف نادر صلاح، مخرج ومؤسس فرقة «الكابوس» المسرحية، التي انضم إليها الصغير قريبًا، بعد اختبارات عدة اجتازها بنجاح، في بداية لقاء «الوطن» داخل مقر الفرقة بأحد عمارات وسط البلد، موضحا أنه بدأ يدعمه بأدوار متنوعة تتجلى فيها موهبته الصغيرة.

أعمال فنية وأحلام كبيرة

«30 حي الزمالك» اسم المسرحية الأولى التي شارك فيها «يوسف» ضمن فريق «الكابوس»، أدى خلالها شخصية «زوبعة الشيطان»، بطريقة أبهرت المخرج والجمهور الحاضرين، وبحسب وصف مخرج الفرقة المسرحية، بدأ من بعدها يتدرج من أدوار لأخرى.

أحلام يوسف كبيرة لا تتناسب مع سنه الصغير، يسرح بخياله فيرى نفسه مخرجًا كبيرًا يقود فريق مسرحي شهير، لا يكف هاتفه عن الرنين من كثرة أعماله ومشاغله، «هفضل ورا حلمي لحد ما أبقى حاجة كبيرة في يوم من الأيام»، يقول يوسف، وهو يدعوكم بنظراته لتتمنوا له التوفيق.


مواضيع متعلقة