«سميرة» هربت مع أمها من عنف والدها: تبيع المناديل وتحلم بأن تصبح مدرسة

كتب: إنجي الطوخي

«سميرة» هربت مع أمها من عنف والدها: تبيع المناديل وتحلم بأن تصبح مدرسة

«سميرة» هربت مع أمها من عنف والدها: تبيع المناديل وتحلم بأن تصبح مدرسة

لم تفكر سميرة فتحي، صاحبة الـ8 عاما، في طفولتها التي تضيع منها، وهي تجلس في الشارع تستذكر دروسها بنصف تركيز، بينما النصف الآخر مع فرشة المناديل  التي أمامها، على أمل أن يأتي أحدهم ليمنحها جنيه او اثنين مقابل «كيس مناديل»، إذ كل ما تفكر فيه، هو تقديم المساعدة لوالدتها بأي شكل ممكن، ولو ببضعة جنيهات من بيع المناديل، أملا في حياة خالية من العنف والإيذاء الجسدي، الذي كان مصدره والدها للأسف.

«وإحنا صغيرين بابا كان بيضرب ماما كتير، كل شوية بسبب ومن غير سبب، ماما فضلت مستحملة فترة طويلة، علشاني وعلشان أختي الصغيرة، لكن بعد شوية خافت، لأن أبويا بقى يمد إيده علينا إحنا كمان، فقررت تسيب البيت، وتشتغل علشان نلاقي أي حاجة ناكلها» تقولها سميرة بصوت يبدو فيه رعشة، عندما تذكر اسم والدها، تؤكد أهوال ما شاهدته منه رغم سنها الصغير.

غرفة صغيرة في الدقي

وتعيش سميرة ووالدتها في غرفة  صغيرة في منطقة الدقي، ورغم ظروف المعيشة الصعبة، أصرت والدتها على إلحاقها بالمدرسة، «أنا في سنة خمسة ابتدائي، بروح على قد ما أقدر المدرسة، في أيام مش بقدر أروح فيها، علشان مش معانا فلوس نفطر بيها، وماما بتعتمد على هدوم الناس اللي بيدوها لينا كمساعدة، ولما بخلص باجي أقعد معاها على الفرشة، هي كانت بترفض، علشان المذاكرة بتاعتي وكده، ولما وعدتها إني هاذاكر وأنجح وافقت».

ويبدو النضج المبكر واضحا في صوت «سميرة» ولكنه ممزوج بقطرات من الألم الذى لا ينتهي، وهي تحكي عن قصص عنف أبيها تجاهها وأختها التي تصغرها بعامين، «بعد شوية لما لاقيت الفلوس اللي ماما بتجيبها من فرشة بيع فرش الشعر، والمقصات والدبابيس قليلة خلتها تعمل لي فرشة جنبها عليها مناديل، علشان نساعد بعض أنا وهي سوا، وهي وافقت برضه علشان منمدش أيدينا لحد، خصوصا في دفع فلوس الأوضة اللي عايشين فيها، لأن الراجل صاحب البيت مش بيرضى أننا نأجل الفلوس، ونفسي لما أكبر أكون مدرسة، علشان شغلانة حلوة مناسبة ليا ولماما، وأقدر أساعدها بفلوس منها».


مواضيع متعلقة