برواية الأطباء.. تفاصيل استخراج أكواب زجاجية من بطن مريض بالمنصورة

05:03 م | الأربعاء 10 فبراير 2021

3 ساعات ونصف كانت عمر واحدة من أغرب العمليات الجراحية التي أجراها أطباء مستشفى المنصورة التخصصي، بمحافظة الدقهلية، ليس من جانب خطورة الجراحة، رغم خطورتها بالفعل، وإنما لطبيعة الجسم الصلب الذي عثروا عليه داخل الجزء الأسفل من بطن المريض، وهو عدد 2 كوب زجاج بالحجم الكبير.

وأكد الأطباء أنه من الناحية الطبية استحالة وصول هذه الأكواب عن طريق الفم والبلعوم، لأنها لن تمر من خلال المعدة، ورجحوا أن تكون قد دخلت من خلال فتحة الشرج، لوجودها في القولون بالجزء الأسفل من البطن.

التقت «الوطن» أطباء مستشفى المنصورة التخصصي، الذي استقبل الحالة، وهي لشاب يبلغ من العمر 22 سنة، من إحدى قرى محافظة الدقهلية، وشرحوا الإجراءات الطبية التي أجريت له بتوجيهات الدكتور فهمي محمد السعيد، مدير عام المستشفى، بعدما فوجئوا بوجود هذه الأكواب في هذا المكان من الجسم.

وقال الدكتور ذكاء إبراهيم حسن، استشاري ورئيس قسم الجراحة العامة، ونائب مدير مستشفى المنصورة التخصصي: «استقبلنا مريضاً في العقد الثالث من العمر، يدعي أنه وقع على جسم صلب، ويشكو من ألم في بطنه، وبالفحص الإكلينيكي للمريض، وجدنا جسماً غريباً في منطقة أسفل البطن، وتم إجراء أشعة عادية للمريض، أظهرت وجود ما يشبه أكوابا من الزجاج».

وأضاف أنه «إنقاذاً لحالة المريض، جهزناه وقررنا أن نجري له عملية جراحية عن طريق فتح جزء من أسفل البطن لإخراج الجسم الغريب، ومعنا الفريق الطبي، وتم تخدير المريض كلياً، وكنا نشتغل كفريق واحد، التخدير مع الجراحة، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، وقررنا أن نعمل فتح في البطن أسفل السرة، وفوق الجسم الغريب الموجود».

وأشار إلى أنه «بفتح بطن الشاب، وجدنا الجسم الغريب في منطقة الحوض، بالجزء السفلي من القولون، وتم فتح جزء من القولون، واستخراج الجسم الغريب، عبارة عن كوبين من الزجاج من الحجم الكبير، لابسين في بعض، وحاولنا خلال العملية ألا تحدث أي تهتكات في القولون، خاصةً أن أحد الكوبين كان مكسوراً، وحفاظا على المكان، بدأنا نعمل فتحة لتغيير مجرى الإخراج، بعمل فتحة جانبية»، مشيراً إلى أنه بعد عدة شهور سيتم إعادة المجرى إلى طبيعته، كما أكد أن المريض حالته الطبية مستقرة.

وأكد الدكتور ضياء السيد، وكيل مستشفى المنصورة التخصصي: «نستقبل المرضى من كافة أنحاء الدقهلية يومي الاثنين والجمعة، وفي اليوم الواحد نستقبل حوالي ألف مريض، ووصل لنا المريض، وبعد عمل الفحوصات أجرى له أطباء الجراحة عملية لاستخراج الجسم الغريب، وعلى حسب حالة المريض، والجراحة في حد ذاتها ليست غريبة، ولكن الغريب هو أننا أول مرة نرى كوبين في هذا المكان من الجسم».

وشارك في إجراء الجراحة كل من الدكتور ذكاء إبراهيم حسن، رئيس القسم، والدكتور أحمد العدوي، والدكتور علاء عبد المنعم، اخصائيي الجراحة العامة والمناظير، والدكتور أحمد العشري، نائب الجراحة، وفريق كامل من التخدير بقيادة رئيس القسم، الدكتورة ولاء الصاوي، استشاري التخدير، والدكتور حمادة محمد عبد الحميد، استشاري التخدير، وكل من الدكتور أحمد أبو الوفا، والدكتور أحمد عصام، اللذين قاما بتخدير المريض قبل خضوعه للجراحة.