القبائل تدق طبول الحرب بتشكيل كتائب مسلحة لتصفية الإرهابيين

القبائل تدق طبول الحرب بتشكيل كتائب مسلحة لتصفية الإرهابيين
«معارك دامية بين الجماعات التكفيرية وأبناء القبائل البدوية».. عنوان يُلخص اضطراب الأوضاع فى سيناء، التى أعلن كبار مشايخ قبائلها، إثر اجتماعٍ عاصف، عُقد أمس الأول بمنزل أحد مشايخ قبيلة الرميلات بقرية الفيتات جنوب الشيخ زويد، عن تشكيل كتائب مسلحة من أبناء القبائل للثأر من الجماعات التكفيرية، دون النظر إلى القبائل التى تنتمى إليها بعض العناصر الإرهابية، جاء ذلك عقب تكثيف الجماعات التكفيرية عمليات استهداف مشايخ وعواقل القبائل، بحجة مساندتهم للأجهزة الأمنية ضد الإرهاب، الأمر الذى خلق حالةً من الغليان التى سيطرت على القبائل وعواقلها وجعلتهم يدقون طبول الحرب ضد تلك الجماعات المتطرّفة، إثر اغتيال رمزين قبليين من وجهاء قبيلة الرميلات بمدينة رفح بشمال سيناء، فى العشر الأواخر من رمضان، الأول هو اشتيوى أبومراحيل، شقيق نائب سابق بالبرلمان وأحد القيادات فى المنطقة، بجانب حسان البعيرة، أحد شيوخ قبيلة الرميلات الحكوميين، ولم يمر سوى ثلاثة أيام فقط حتى قامت العناصر التكفيرية باغتيال العميد محمد سلمى السواركة، ابن قبيلة السواركة، صباح الجمعة الماضى.
وفى أول أيام العيد خططت الجماعات الإرهابية لاستهداف عدد من مشايخ القبائل، وتمكنوا من اغتيال صالح عيد سليمان التيهى، أثناء وجوده بوسط العريش، بعد ساعات من مقتل 4 عناصر إرهابية وإصابة 6 آخرين تابعين لجماعة «أنصار بيت المقدس» برصاص أبناء قبيلة السواركة، على خلفية محاولتهم اغتيال الشيخ عبدالمجيد المنيعى ونجله «علاء» داخل منزله بقرية المهدية جنوب رفح.
وقالت مصادر أمنية وقبلية بشمال سيناء، إن قبيلة السواركة بقرية المهدية برفح تمكنت فى أول أيام العيد، من التصدى لكمين أعدته مجموعة كبيرة من العناصر التكفيرية التابعين لجماعة «أنصار بيت المقدس» أمام منزل الشيخ عبدالمجيد المنيعى، أحد رموز وعواقل قبيلة السواركة برفح، فى محاولة لاغتياله هو ونجله «علاء»، الذى كان معه داخل المنزل.[FirstQuote]
وكشفت المصادر أن الشيخ عبدالمجيد المنيعى، رصد من إحدى نوافذ منزله، تحركات مريبة لعناصر إرهابية يستقلون سيارتين، إحداهما ماركة «فيرنا» بيضاء اللون، والثانية دفع رباعى، وعلى الفور أرسل الشيخ نجله لتنبيه أبناء قبيلته من إحدى النوافذ فى خلفية المنزل، ثم قام الشيخ بفتح باب المنزل وتركه مفتوحاً كطُعم للعناصر الإرهابية، الذين بلعوا الطعم وتركوا أماكنهم، واقتربوا رويداً من المنزل شاهرين أسلحتهم، فقام الشيخ عبدالمجيد ونجله بمواجهتهم بوابل من الأعيرة النارية، فيما وصل دعم من أبناء القبيلة وحاصر العناصر التكفيرية، فحاولوا التراجع إلى الخلف لاستطلاع الموقف، فكانت رصاصات أبناء القبيلة فى انتظارهم، ودارت اشتباكات عنيفة لم تستمر سوى بضع دقائق، سقط على أثرها 4 قتلى وأصيب 6 آخرون من العناصر التكفيرية، فيما لم يصب أى أحد من أبناء قبيلة السواركة بأى مكروه.
وأضافت المصادر أن الشيخ عبدالمجيد وأبناء قبيلته تحفّظوا على المصابين الستة والسيارتين، حتى وصلت قوة من الجيش إلى مكان الواقعة لتسلمها، وبتفتيش السيارتين عُثر بداخل السيارة «الفيرنا» على شعارات وأعلام خاصة بجماعة «أنصار بيت المقدس». وعلى الفور نقلت القوات الجثامين الأربعة إلى مبرد مستشفى رفح المركزى، ونقلت المصابين الستة إلى مستشفى العريش العسكرى، 4 منهم حالتهم خطيرة للغاية، تحت حراسة أمنية مشددة.
وأكدت المصادر، أن قبيلة السواركة، عقدت اجتماعاً موسّعاً عقب مقتل العميد محمد السلمى السواركة مدير قطاع قوات الأمن، ابن القبيلة برفح على يد تكفيريين عصر الجمعة الماضى، وقرروا عقب الاجتماع، اتخاذ الحذر الكامل لشيوخها وعواقلها من المساندين لأجهزة الدولة ضد الإرهاب، وعلى الرغم من نجاة الشيخ المنيعى، من محاولة اغتياله، إلا أن الجماعات التكفيرية تمكنت بعد ساعات من محاولة الاغتيال، من استهداف الشيخ صالح عيد سليمان التيهى، 58 عاماً، شيخ قبيلة التياها.
وأكدت المصادر أن 4 عناصر إرهابية يستقلون سيارة «فيرنا» رصدوا تحركات الشيخ صالح التيهى، أثناء ترجّله بمنطقة عاطف السادات بوسط مدينة العريش، وعلى الفور نزل المسلحون من سيارتهم، وأطلقوا وابلاً من الأعيرة النارية على الضحية، مما أسفر عن مصرعه فى الحال برصاصتين فى الرأس. وأشارت المصادر إلى أن العناصر التكفيرية، أقدمت على تصفية الشيخ التيهى بسبب تأييده للأجهزة الأمنية فى حربها على الإرهاب واعتقادهم أن القتيل كان يُبلغ الأجهزة الأمنية عن أماكن وجودهم.
وكشفت مصادر قبلية بمدينة الشيخ زويد، أن عدداً كبيراً من مشايخ وعواقل معظم القبائل البدوية بشمال سيناء عقدوا اجتماعاً آخر بدأ فى الساعة الثانية من صباح أمس الثلاثاء، داخل منزل أحد مشايخ قبيلة الرميلات بقرية الفيتات جنوب الشيخ زويد، واستمر حتى الساعة السادسة صباحاً، وسيطر الغضب الكامل على الحضور، الذين قرروا تشكيل كتائب مسلحة من أبناء القبائل، للثأر من العناصر التكفيرية، وعدم السماح مرة أخرى لتلك الجماعات بإهدار دماء عواقل ووجهاء القبائل، ممن يعلنون مساندتهم لأجهزة الدولة. وتابعت المصادر أن المجتمعين، طالبوا كل مشايخ قبيلة برصد أى تحركات للجماعات التكفيرية وإبلاغ كبار المشايخ والعواقل، للتحرك السريع والثأر من تلك الجماعات الإرهابية.