«المنايفه مش بخلا».. مبادرات لعلاج المرضى وسداد ديون الغارمين

11:14 ص | الاثنين 08 فبراير 2021

«بخل المنايفة».. عبارة شاعت بين المصريين على مدار السنوات الماضة رغم تناقضها مع الحقيقة، فأبناء محافظة المنوفية عُرف عنهم الكرم والعطاء ومساعدة الغير حتى شاع عن أهلها أنهم «عزموا ركاب القطار» بعد تعطله بإحدى محطات المحافظة، فضلا عن نجاحهم في تحقيق تكافل اجتماعي لمسه البسطاء من أهل المحافظة.

أبناء المنوفية ضربوا مثلا في التعاون والتآخي والترابط، من خلال مبادرات قاموا فيها بجمع مئات الآلاف من الجنيهات لمساعدة غيرهم في مواقف مختلفة، فعادة ما يتكفلون بالمرضى غير القادرين، وسداد ديون المأزومين.

قرية تجمع 300 ألف جنيه لمساعدة شاب مغترب مديون

نجح أهالي قرية "زاوية الناعورة" بمحافظة المنوفية، في جمع مبلغ 300 ألف جنيه لسداد ديون أحد شباب القرية المغتربين في سلطنة عمان، والذي تعرص لعملية نصب، وتدخل أبناء قريته وقرروا ضرب أروع الأمثلة في مساعدة الشاب لجمع مبلغ كبير لمساعدته في حل أزمته وسداد ديونه من خلال منصات مواقع التواصل الإجتماعي، والإتفاق علي جمع مبلغ من أهالي القرية وإرساله إلي الشاب لكي يدفع ديونه ويعود إلي مصر مرة أخري، بعد حبسه عدة أشهر، وأطلقوا عليها مبادرة «وقفة رجالة» .

مساعدة المرضي اللذين يحتاجون عمليات بتكاليف باهظة

لا شك أن من أهم الروابط في قري محافظة المنوفية، هي مساعدة بعضهم البعض في حالات المرض، فنجد عشرات المواقف التي قرر فيها أبناء القرية الواحدة جمع مبالغ مالية بمئات الألوف للتكفل بعملية جراحية لأحد أبناء القرية الذي لا يستطيع تحمل تكلفتها المالية، ومن بينها نجاح أبناء قرية كفر طبلوها، في جمع مبلغ 280 ألف جنيه كمساعدة لأحد الشباب الذي أصيب بالسرطان وبعد حمع المبلغ وأثناء التجهيز للعملية توفي الشاب.

كما نجح أهالي قرية زنارة التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية مبلغ مالي 300 ألف جنيه لإجراء عملية زراعة كلى لسيدة من أبناء القرية إلى جانب جمع مبلغ 300 ألف جنيه لعملية زراعة كبد لإحدي السيدات بالقرية، فيما نجح شباب زاوية الناعورة بمركز الشهداء، في جمع مبلغ 345 ألف جنيه لإجراء عملية زراعة كبد لرب أسرة يعمل سائق «توك توك»، ولا يجد المبلغ المطلوب لإجراء العملية .

مواجهة جائحة كورونا

مبادرات كثيرة أطلقها أبناء القري والمراكز بالمحافظة فيما بينهم للمساعدة في علاج مصابي فيروس كورونا المستجد في الغزل المنزلي من خلال توفير الأطقم الطبية، والعلاج، فضلا عن توفير بعض القرى وجبات ساخنة ومواد غذائية للأسر المصابه بالفيروس، ومن بين تلك المبادرات ما قام به شباب قرية سمادون الذين استطاعوا جمع مبلغ 91 ألف جنيه في يوم واحد لشراء أسطوانات أكسجين لتوفيرها للحالات المصابة بفيروس كورونا في العزل المنزلي .

وضرب سائقو «التوك توك" بقرية برهيم التابعة لمركز منوف، بمحافظة المنوفية، دأروع الأمثلة لعلاج كورونا، علي الرغم من وضعهم الإجتماعي السئ إلا أنهم قرروا جمع مبالغ فيهما بينهم لمساعدة المصابين في ظل حملة أقامها شباب القرية، وجمعوا مبلغ 1525 جنيه، وعلي الرغم من صغر المبلغ إلا أن الفكرة وجدت إشادة كبيرة من الجميع، خاصة في ظل زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا في قريتهم .

وفي قرية شنشور، التابعة لمركز أشمون، نجح الأهالي في جمع مبلغ 110 ألف جنية، لدعم حالات العزل المنزلي المصابة بكورونا، في ساعة واحدة بعد صلاة الجمعة، وقرروا توفير أسطوانات أكسجين وإجراء التحاليل مجانا، فضلا عن تقديم الأدوية الخاصة ببرتوكول العلاج للحالات المصابة من غير القادرين.

إشادة الصين بمبادرة «ميت خاقان» لمواجهة كورونا

وأشادت وكالة الأنباء الرسمية الصينية «شينخوا»، بتجربة قرية ميت خاقان بمحافظة المنوفية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، بالجهود الذاتية، وأكد أمين محمد هيكل، أحد مؤسسي الحملة، أن المبادرة تم دعمها بعدد 52 أسطوانة أكسجين، ومولدات أكسجين، وأجهزة قياس نسبة الأكسجين في الدم، وأجهزة قياس النبض، بجانب مرور الأطباء علي الحالات التي تخضع للعزل المنزلي وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة بالمجان، مؤكدا أنه يتم توفير الكمامات في المساجد خاصة في صلاة الجمعة، والأسواق، فضلا عن صرف الأدوية مجانا للمصابين، ورش وتعقيم الشوارع بالقرية .