دبلوماسيون: مؤتمر «باريس» مؤامرة لإضعاف الدور المصرى

كتب: بهاء الدين محمد و«أ. ف. ب»

دبلوماسيون: مؤتمر «باريس» مؤامرة لإضعاف الدور المصرى

دبلوماسيون: مؤتمر «باريس» مؤامرة لإضعاف الدور المصرى

عقد وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وقطر وتركيا وعدة دول أوروبية، أمس، مؤتمراً فى باريس لمناقشة أزمة التصعيد فى قطاع غزة. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية «رومان نادال»، إن الاجتماع يهدف إلى دعم المبادرة المصرية، وجرى التنسيق بشأنه مع مصر ويهدف إلى إعلان هدنة دائمة فى غزة، ووقف النزاع الدامى بالقطاع. وقال مسئول أمريكى، لـ«فرانس برس»، رداً على سؤال حول عدم مشاركة مصر فى الاجتماع، إن «عدم وجود المصريين سببه أننا التقيناهم من قبل». فيما قال السفير بركات الفرا سفير فلسطين السابق بالقاهرة، لـ«الوطن» إن الجانب الفلسطينى سوف يرحب بنتائج هذا المؤتمر إذا كانت داعمة للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار ومكملة لها، ودافعة فى اتجاهها. وسادت حالة من الجدل فى الأوساط الدبلوماسية حول استضافة العاصمة الفرنسية لهذا المؤتمر، ففى الوقت الذى يرى فيه البعض أنه جاء استكمالاً لما بدأ فى القاهرة من جهود دبلوماسية مكثفة لوقف إطلاق النار استنادا إلى المبادرة المصرية.. اعتبر آخرون أن انعقاده بدون مشاركة مصر دليل على أن جهود القاهرة ليست كافية لحل الأزمة. وأكد السفير كمال عبدالمتعال عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية لـ«الوطن» أن من حق مصر أن تتشكك فى المدعوين للمشاركة فى «مؤتمر باريس» وأهدافه؛ لأن اللعبة فى الحرب الحالية أبعادها أكبر من مجرد كونها عدواناً إسرائيلياً على غزة أو حماس، كما أن هناك أطرافاً دولية وإقليمية يهمها تحقيق أمن إسرائيل وحل الصراع العربى الإسرائيلى على حساب مصر، وأن هذا النوع من المؤتمرات ليس أكثر من مؤامرة دولية تهدف للضغط على مصر لفتح معبر «رفح» بشكل نهائى ما يهدد الأمن القومى المصرى. ولفت «عبدالمتعال» إلى أن «المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار التفت حول هذا الموضوع وربطته بفتح كافة المعابر الإسرائيلية، لذلك فإن عدم حضور مصر مؤتمر باريس يؤكد استمرارية لذكائها السياسى وحذرها من أن تورط هذه القوى مصر فى تسوية تتعارض مع مصالحها». وفيما يتعلق بمشاركة تركيا وقطر فى الوصول للتهدئة، قال «عبدالمتعال»: «مصر لم تعرض مبادرتها على أى طرف، وتعاملت مع الرأى العام العالمى والعربى والفلسطينى بأنها ليست بعيدة عن الصراع، والولايات المتحدة تفرض على مصر كلاً من تركيا وقطر لأنهما عملاؤها بالمنطقة، وتبحثان عن أى دور». وقال السفير وهيب المنياوى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية لـ«الوطن» إن هناك ضغوطاً على حماس من تركيا وقطر لعدم الاستجابة لوقف إطلاق النار على أساس المبادرة المصرية، مؤكداً أن الموقف أصبح دقيقاً بالنسبة للطرفين سواء على مستوى الجريمة الإنسانية التى تقوم بها إسرائيل فى غزة، أو تجاه قدرة حماس على هز مشاعر المواطن الإسرائيلى وتكبيد تل أبيب خسائر عديدة، ولكن عندما يُقال إن حماس استجابت لمبادرة تشترك بها قطر فهذا يأتى حفظاً لماء وجه الآخرين، والتأكيد على أن مصر لا تتحرك بمفردها فى هذه القضية. من جانبه، اعتبر السفير ناجى الغطريفى مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»، أن انعقاد هذا المؤتمر فى باريس بحضور تركيا وقطر بعد كل الجهود الدبلوماسية رفيعة المستوى التى انعقدت فى القاهرة، يعد شاهداً على أن الأمر لم يعد كما كان، بمعنى أن دور مصر لم يعد كما هو فى القضية الفلسطينية.