في ذكرى وفاتها.. لماذا كان شادي عبدالسلام أغنى رجل عرفته نادية لطفي؟

في ذكرى وفاتها.. لماذا كان شادي عبدالسلام أغنى رجل عرفته نادية لطفي؟
«كنت محظوظة حقا بتلك الكوكبة الرائعة من كبار المثقفين والمبدعين، الذين أتاحت لي الظروف في مشوار حياتي المهني والإنساني أن أعرفهم وأقترب من عالمهم وأتعلم منهم وأسعد بصحبتهم»، بهذه الكلمات تصف الفنانة نادية لطفي علاقتها بالمثقفين المعاصرين لها، وتروى أبرز المواقف التب جمعتها بكبار الشخصيات عبر كتابها «اسمي بولا.. نادية لطفي تحكي»، الصادر عن دار نهضة مصر للكاتب أيمن الحكيم، بمناسبة ذكرى رحيلها التي توافق اليوم؛ إذ رحلت الفنانة الكبيرة في 4 فبراير 2020.
وأبرز هذه الحكايات كانت:
شادي عبدالسلام
قبل مشاركتها له في فيلم «المومياء»، كانت قد تعرفت عليه لأول مرة في أثناء تصوير «الناصر صلاح الدين»؛ إذ رشحه يوسف شاهين لتصميم أزياء الفيلم التاريخية، مع الخبير العالمي «مسيو كراز».
وقالت نادية: «لو سألتنى عن أغنى رجل عرفته في حياتي لأجبتك فورا وبلا تردد: شادي عبدالسلام، وقد تكون الإجابة غير منطقية للذين يتصورون الغنى هو الفوس والثروة، ويعرفون أن شادى مات فقيرا، بل باع أثاث بيته ليسدد تكاليف علاجه، وأن حلمه السينمائي الأخير (إخنتاتون) مات معه، لتعثره في تمويله».
وتضيف نادية لطفي: «ولكن إجابتي منطقية جدا لمن يعرفون شخصيتي ومقاييسي في الحكم على الناس وموزايني للرجال، فطول عمرى أنفر من مصادقة أصحاب الثروات والغنى المادي، لأنك لن تجد عندهم سوى الأرقام والمشروعات والعقارات، ولذلك فالرجل الغني بمقاييسي هو من يمتلك ثروة من المعرفة والثقافة والإنسانية والرقي (العقل الجميل)، وبتلك المقاييس يكون شادي عبدالسلام أغنى من عرفت وبلا منازع!».
يوسف إدريس
تعرفت عليه نادية لطفي لأول مرة 1960، كان عمرها في السينما عامين، وقالت عن حوارها الأول مع يوسف إدريس: «علمنى درسين ظلا عالقين بذهني حتى اليوم، الأول أن التمثيل موهبة فطرية قبل أن يكون دراسة، وإحساس قبل أن يكون أداء، وأن فنانات تخرجن في أكبر معاهد التمثيل لكن فاشلات؛ لأن الإحساس منحة إلهيه لا يمكن تعلمه، وهو المعيار الذي يفرق بين الممثل الموظف، والآخر الذي يحترق ويتألم حتى يصل إلى أعماق الشخصية، ومن يومها قررت أن أكون من النوع الأخير مدرسة الإحساس والألم».
وأوضحن الفنانة: «والدرس الثاني أن الشهرة قد تكون وباء ووبالا على الفنان وتدمر موهبته، إذا أصبحت هدفا وغاية في ذاتها، فالأهم منها بالنسبة للفنان الحقيقي هو الإجادة والإتقان، فإذا ما اجتهدت وأتقنت شغلك، تأتيك الشهرة مرغمة».
إحسان عبدالقدوس:
تقول صاحبة «النظارة السوداء»: بدأت علاقتى بإحسان عبدالقدوس قبل أن أره، كنت معجبة بقصصه وأتابعها بانتظام، سحرني بساطته وجرأته ونماذج بطلاته، فوقعت في هوى بطلة «لا أنام»، عندما قرأت الرواية وأذكر أنني شاهدت الفيلم المأخوذ عنها في السينما عام 1957 بصحبة زوجي عادل البشاري، وصديقتي عنايات الزيات.
وتروى الفنانة الراحلة: من المواقف التي لا أنساها لإحسان عندما اعتقل السادات ابنه محمد، ضمن حملة الاعتقالات الشهيرة في سبتمبر 1981، وقتها اتصلت به أواسيه فوجدته متماسكا جدا لم يهتز ولم يستغل علاقته بالسادات ليطلب منه الإفراج عن ابنه، وقال لي بثبات عظيم: «أنا ربيت أولادى على الحرية، وعلمتهم أن الحياة اختيار، واللي يختار لازم يدفع ثمن اختياره».