«ندى علام» تنتصر على التنمر بقدم واحدة ودون ذراعين.. ترسم وتكتب وتحلم بالوزارة «فيديو»

كتب: إبراهيم الديهي

«ندى علام» تنتصر على التنمر بقدم واحدة ودون ذراعين.. ترسم وتكتب وتحلم بالوزارة «فيديو»

«ندى علام» تنتصر على التنمر بقدم واحدة ودون ذراعين.. ترسم وتكتب وتحلم بالوزارة «فيديو»

ليس بالابتسامة والتفاؤل والطموح فقط، واجهت ندى محمود محمد علام، قسوة وجودها في الحياة بقدم واحدة ودون ذراعين، بل كانت إرادتها وأسرتها، أهم رفاقها في رحلة تشير في تفاصيلها إلى علامات «حب الله». 

في إحدى قرى محاظة المنوفية، ولدت «ندي» بلا الذراعين، منذ الصغر كُتب عليها أن تواجه حياة صعبة، وكان سلاحها الاحتواء والحب، الذي وفرته له أسرتها، فكان للدعم الذي وفره لها أبيها وأمها وأشقائها أثرا كبيرًا في تأهيلها لتصبح نموذجا يستحق أحلامها في أن تكون وزيرة.

من درجة «متحدي الإعاقة» إلى مرتبة «ذوي الهمم»

بالفعل، صارت ندى مؤهلة لتكون وزيرة "التحدى"، بعدما واجهت أكثر تحديات حياتها قسوة، وهو التنمر الذي تقول عنه «بصراحة كنت بتعرض كتير للتنمر لكن كنت بواجهه بالإرادة». لم تستسلم «ندى»، وأبت الاستسلام لقدر لم يكتب عليها العجز، فتغلبت على ما يعجز عنه الأصحاء، وشهدت لها أعضاء جسدها الغائبة، وهي في رحلة الحياة تكتب تاريخها وتصنع مجدها، وترسم احلامها، بقدم واحدة ودون ذراعين.

التحقت «ندى» بالمدرسة، ونجحت في امتحانات أقل صعوبة وقسوة، حتى دخلت الجامعة، وفيها تخرجت ولم يتوقف قطار أحلامها، وهي تطلق صافرته حتى سمعتها إدارة الجامعة البريطانية في مصر، فدعتها إلى منحة مجانية للحصول على الماجستير والدكتوراة، وقد صارت «ندي» ابنه الفيوم، فخر جامعات ومؤسسات علمية راسخة، تسعى إليها، لتمنحها وتجربتها ارفع الدرجات.

لم تكن فاقدة الذراعين والقدم اليمني، يومًا ما من المعاقين، ولم تقف عند مرتبة «متحدى الإعاقة»، لكنها وبجدارة صارت من «ذوى الهمم». تقول ندى :«عمري ما أعتبرت نفسي معاقة، الإعاقة هي إعاقة النفوس والقلوب السوداء والاعاقة هي الإعاقة الذهنية ولا اعتبر نقسي معاقه".

كانت ندي تستخدم في رحلتها في الحياة تستخدم قدمها اليسري في الكتابة والرسم واستخدام الهاتف المحمول، فصارت قدمها مصدر الإلهام والتفوق، لم تعتمد طيلة دراستها علي مرافق أو مساعد لها في الامتحانات أو التنقل للوصول للكلية، فقط كان كرسيها المجهز، هو وسيلتها الأساسية.

تقول ندى عن رحلتها: «ولدت بلا ذراعين، بكتب برجلي اليسري، وبتغلب علي كل الصعاب اللي بتوجهني، رغم إن نظرات الناس لي كانت متفاوته، فالغالبية يدعموني معنويا ويساعدوني، والبعض يتنمر عليً، لكني كنت أحول "نظرات الشفقة" إلى حافز يدفعني للأمام، وكنت اعرف طريقي» 

أحب الرسم منذ صغري وحلمى أكون وزيرة

تؤكد «ندى» أنها أحبت الرسم منذ الصغر، وتفخر بأن أساتذتها كانوا يرونها مميزه عن أصدقائها، وتقول: «بحب الرسم من وأنا صغيرة، وكانوا بيقولولي رسمي أكبر من سني، وتحديدا وأنا في الثانوية، ومدرستي ساعدتني أطور من نفسي وارسم أكتر، وشاركت في معارض رسم تابعة للمدرسة ووزارة الثقافة».

وتعبر عن طموحاتها التي ولدت من جمال رسماتها قائلة:« لا أجد صعوبة في الرسم والكتابة بالقدم اليسري، وطموحي أن أكون وزيرة ثقافة لأني أحب الرسم والثقافة والفن».

والدي عودني اعتمد على نفسي 

وعن أبيها واسرتها تقول ندى: «والدي عودني على الإعتماد على نفسي، وبندمح في المجتمع، أنا زيي زي الناس، وأسرتي بتدعمني في كل شئ وربنا عوضني بيهم عن كل شئ افتقدته".

منحة «بريطانية» لدراسة الماجستير والدكتوراة

وعن روؤيتها لخطواتها في المستقبل القريب تقول: «سأكمل الدراسات العليا في مجال إدارة الأعمال في إحدي الجامعات الدولية في مصر عن طريق منحة خاصة حصلت عليها من الجامعة البريطانية، وساظل أعتمد على نفسي في استكمال دراستي وفي الحياة أيضا».


مواضيع متعلقة