«الزير والبوكلة» تراث يصارع الإندثار في مواجهة مبردات المياه بالفيوم

«الزير والبوكلة» تراث يصارع الإندثار في مواجهة مبردات المياه بالفيوم
- الفيوم
- النزلة
- الزير
- البوكلت
- صناعة الفخار
- كورونا
- تنقية المياه
- مبردات المياه
- الفيوم
- النزلة
- الزير
- البوكلت
- صناعة الفخار
- كورونا
- تنقية المياه
- مبردات المياه
رغم تطور التكنولوجيا بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، وانتشار مبردات المياه و«الكولدير»، داخل المنازل، والشقق السكنية، يصارع «الزير والبوكلة» عدم الإندثار لكونهما تراثًا وُجد منذ ردحٍ من الزمن، حيث يحرص البسطاء والفلاحون على امتلاك «الزير أو البوكلة»، لشرب المياه في منازلهم، مؤكدين أنّ مياه «الزير»، لها مذاق خاص وتروي العطشان بشكل أكبر من الزجاجات والمبردات.
صبيحة كل سبت تطوف عربة «كارو»، قرى محافظة الفيوم لتبيع «الزير والبوكلة»، وتتعالى أصوات البائعين: «إلحق الزير والبوكلة وسيبك من الإزازة والكوباية.. الزير بينقي المياه ويخليها أحسن من المعدنية»، وهو الأمر الذي استجاب له الكثيرون من أهالي القرى خصوصًا في زمن الكورونا وخوفهم من كل شئ، لأنّ الزير كما في موروثهم سيُنقي المياه بصورة طبيعية ويحفظ المياه بدلًا من إنفاق المئات على شراء المياه المعدنية أو الآلاف على شراء المبردات.
ولا تزال قرية «النزلة»، بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم تتربع على عرش صناع «الزير والبوكلة»، حيث أنّها تميزت في صناعتها من مثات السنين، وورث أهاليها تلك الصنعة أبًا عن جد"، ولازالوا يحرصون على صناعة «الزير والبوكلة»، بشكل مستمر، كما أنّهم يحرصون على امتلاكهم واحدًا في المنزل لتنقية المياه.
«محمد صلاح»، من سكان القرية،يجلس بين مئات القطع المُصنعة من «الزير والبوكلة»، المتراصة في أشكال هندسية رائعة، مؤكدا أنّ مياه الزير هي الأكثر نقاءًا لأنه يقوم بتطهير المياه وتنقيتها وكإنّه «فلتر»، عالي الجودة ولكن بصورة طبيعية، حيث يقوم بتحليل المياه وترسيب كافة الرواسب السيئة في القمع الذي يقع أسفله، لذلك عندما يتم تنظيف «الزير»، بصورة دورية كل أسبوع تجد ربة المنزل في أسفله رواسب كثيرة جدًا.
وأشار في تصريحات لـ«الوطن»، أنّ مياه «الزير والبوكلة»، لها مذاق خاص وخصوصًا الزير حيث أنّ مياهه تكون نقية أكثر كما أنّها تكون باردة وكأنها كانت في الثلاجة، وذلك بسبب صناعة الزير من الطين، ثم حرقه في الفرن على درجة حرارة عالية لذلك فهو يقاوم الحرارة ويحفظ ما بداخله باردًا.
وكشف أنّه رغم انتشار المبردات والثلاجات والديب فريزر والكولمان بصورة كبيرة إلا أنّ تجارة الزير بدأت تنتعش خلال الفترة الأخيرة في ظل فيروس كورونا لأنّ أهالي القرى والريف تعودوا على شرب مياه الزير وتناقلوا تراثه من الجدات والأمهات اللاتي كن دائمًا يؤكدن أنّ مياه الزير هي الأكثر نظافة، وكنّ يحرصن على إفراغه من المياه يوم الجمعة من كل أسبوع.
ولفت إلى أنّ المزارعين في صعيد مصر حريصون حتى الآن على امتلاك «الزير»، في منازلهم لتنقية المياه وتبريدها خصوصًا الفترة الحالية في ظل انقطاع المياه كثيرًا، أمّا البوكلة فيستخدمونها لحفظ الجبن والألبان والمش لأنّهم يفضلون الزير بسبب قاعه الأسطواني الذي تتجمع فيه ملوثات المياه والترسيبات مؤكدًا أنّ هناك أثرياء يشترون الزير لتزيين الحدائق الخاصة بقصورهمويستخدمونها في الشرب أيضا.
وشدد على أنّ نقاء المياه في الزير، وأيضًا الطهي في الأواني الفخارية الذي يُعطي مذاقًا رائعًا للطعام، يرجع إلى كون تلك الأواني والزير مصنوعين من مواد طبيعية تمامًا من البيئة المحيطة ويخلون من المواد السامة بخلاف الأواني المعدنية، كما أنّها لا تتفاعل مع المياه والأطعمة حتى ولو وضعت في النار لذلك فهي تحافظ على جودة الطعام ونظافته.
وعن مراحل تصنيع «الزير»، شرح أنّه يتم غربلة الطمي قبل استخدامه للتخلص من أي شوائب ثم يتم نقعه في المياه لمدة يوم كامل، ثم يخلط بتبن القمح ويتم تشكيل الطين على يد الصانع، عقب ذلك يتم عمل حفرة صغيرة في الأرض ويضع «الزيرأو البوكلة»، بداخلها، وتترك لمدة 5 أيام في الشتاء ويومين فقط في الصيف لكي تجف، ويأتي بعد ذلك مرحلة الحرق بداخل الفرن، لتُصبح القطعة جاهزة للعرض لديهم حتى يتم بيعها.
وفي ختام حديثه أكد «صلاح»، أنّ الزير هو الأفضل بدون مقارنة لكونه رخيص الثمن لا يتجاوز سعره (50 جنيهًا) كما أنّ حجمه كبير ويسع لأكثر من مائة لتر مياه ما يؤهله لأن يحتفظ بالمياه أسبوعًا كاملًا حتى يتم تنظيفه الدوري ثم يُملأ مرة أخرى.