قصة «سيمون مالي» الصحفي المصري الذي أصبح ابنه مساعد بايدن (صور)

كتب: مصطفى رحومه

قصة «سيمون مالي» الصحفي المصري الذي أصبح ابنه مساعد بايدن (صور)

قصة «سيمون مالي» الصحفي المصري الذي أصبح ابنه مساعد بايدن (صور)

حالة من التنوع بين مختلف الألوان والعرقيات أدخلها الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تشكيلة إدارته الجديدة بالبيت الأبيض، وكان من بين تلك التشكيلة «روبرت مالي»، الذي تم تعيينه مبعوثًا له للشئون الإيرانية، وهو من أصول مصرية، حيث أن والده هو الصحفي اليساري «سيمون مالي»  الذي تم تعيينه بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مندوبا لجريدة «الجمهورية» في الأمم المتحدة بنيويورك.

 

سيمون مالي.. يهودي عائلته من  «حلب» وولد في القاهرة

و «سيمون» بحسب تقارير غربية، هو يهودي الأصل، تعود جذور عائلته إلى مدينة حلب في سوريا، ووفدت إلى مصر، حيث ولد «سيمون» في القاهرة، وعمل صحفيًا بها، وكان أحد المدافعين الصلبين عن قضايا العالم الثالث ومناهضة الإستعمار، حتى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، قرر تعيينه مندوبا لجريدة «الجمهورية» في الأمم المتحدة، وخلال عمله الصحفي في نيويورك تعرف على زوجته الأمريكية باربرا التي كانت تعمل في مكتب تمثيل جبهة التحرير الجزائرية لدى الأمم المتحدة خلال حرب الاستقلال ضد فرنسا.

الصحفي اليساري كان مكرس حياته لقضايا العالم الثالث وحركات التحرر

وقبل وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، انتقل «سيمون» وأسرته إلى العاصمة الفرنسية باريس عام 1969، حيث أسس هناك مجلة «آسيا وأفريقيا» التي كانت مكرسة لقضايا العالم الثالث وحركات التحرر ضد الإستعمار، وأجرى في المجلة مقابلات مطولة مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والزعيم الكوبي فيديل كاسترو، والمناضل الجنوب أفريقي اوليفر تامبو، في وقت كانت وسائل الإعلام الغربية لا تجرأ على لقاء مثل تلك الشخصيات.

فضلًا عن تكريس المجلة للحديث عن حركة التحرير في بقاع العالم مثل تيمور الشرقية والصحراء الغربية، إلا أن حديثه عما وصفه بـ«قذارة» سياسات فرنسا خلال الحقبة الإستعمارية في القارة الأفريقية، أثار غضب الأوساط اليمينية الفرنسية وحلفائها الأفارقة، واتخذت الحكومة الفرنسية خطوة غير مسبوقة عام 1981 عندما ألقت القبض عليه في الشارع ووضعته على متن أول طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة دون أن تسمح له حتى بأخذ جواز سفره الأمريكي، وكان الرئيس أنور السادات سحب الجنسية المصرية منه قبلها وحرمه من تجديد جواز سفره المصري.

إلا أنه بعد سقوط اليمين الفرنسي ووصول الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران إلى قصر الإليزيه، حرص على دعوة سيمون مالي للعودة إلى فرنسا، واستقبله في باريس، وهو الذي كان يحرر مجلته لمدة 8 أشهر من مكان إقامته المؤقتة في سويسرا.

«روبرت مالي».. زميل «أوباما» في الدراسة وإسرائيل تصفه بـ«المتشدد»

أما «روبرت» فهو خريج أرقى الجامعات الأمريكية، وكان زميل الدراسة للرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما، ونال درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد البريطانية عن رسالة حملت عنوان: «العالم ثالثية واضمحلاله»، ولديه العديد من المؤلفات حول الثورات العربية والإسلام السياسي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحماس ومخاطرالسلطة، وشغل منصب الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية في واشنطن، وشارك في قمة كامب ديفيد عام 2000 حيث كان عضواً في فريق السلام الأمريكي، وعمل في مجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة في إدارة باراك أوباما، وكان مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية ومساعداً لمستشار الأمن القومي ساندي بيرجر خلال حكم الرئيس بيل كلينتون، ومدير الديمقراطية وحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية في مجلس الأمن القومي، وعين في 2015 مستشاراً خاصاً لأوباما لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، ويرتبط "مالي" كذلك بعلاقة صداقة منذ أيام الدراسة مع وزير الخارجية الأمريكي الحالي، وهو يهودي الأصل أيضا "أنتوني بلينكن".

ولا تشعر بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بارتياح اتجاه "مالي"، الذي هاجمته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية ووصفته بأنه "متشدد" ضد إسرائيل".


مواضيع متعلقة