يعرض في مهرجان دولي.. «كباتن زعتري» حكاية فيلم استغرق تصويره 6 سنوات

يعرض في مهرجان دولي.. «كباتن زعتري» حكاية فيلم استغرق تصويره 6 سنوات
- فيلم وثائقي
- كابتن الزعتري
- مهرجان صاندانس السينمائي
- مهرجان سينما
- الفن
- فيلم وثائقي
- كابتن الزعتري
- مهرجان صاندانس السينمائي
- مهرجان سينما
- الفن
يعرض الفيلم المصري الوثائقي «كباتن الزعتري»، مساء اليوم، عبر فعاليات مهرجان صاندانس السينمائي الدولي، والذي يقام إلكترونيًا هذا العام بسبب دواعي فيروس كورونا، ويليه مؤتمر صحفي بتقنية الفيديو كونفرانس مع مخرجه ومنتجه المصري علي العربي.
الفيلم يوثق قصتين لبطولة لاجئين
وعبّر المخرج علي العربي، في تصريحات صحفية، عن سعادته وفخره لكونه الوحيد من الشرق الأوسط الذي يشارك ضمن فعاليات هذه الدورة الهامة من عمر المهرجان الأبرز عالميًا للسينما المستقلة والمقام بأمريكا، والذي تعد مشاركاته ونتائجه مؤشرًا كبيرًا لجائزتي الأوسكار والجولدن جلوب.
وتحدث عن حلمه بشأن صناعة أفلام مصرية بمواصفات عالمية تستطيع المنافسة في السوق خارج مصر من خلال فيلم «كباتن الزعتري» ومشروعه القادم الذي سيكون فيلمًا روائيًا طويلًا سيتم تصويره بين مصر وأمريكا.
واستطرد: «في عام 2013 قابلت محمود وفوزي في مخيم الزعتري للاجئين، عندما كنت أقوم بتصوير موضوع آخر هناك وقتها، ولم يكن هناك ما أستطيع تقديمه لحلمهم، كانوا دائمًا حولي ولديهم فضول لمعرفة ماذا كنت أصنع، وسألوني أسئلة عديدة حول ما كان يحدث خارج المخيم، وكيف يبدو شكل العالم خارجه؟، وبعد أيام قليلة شعرنا أنا وفريقي أننا أصبحنا بمثابة نافذة لهم على العالم الخارجي، في هذا الوقت قررت أن أعيش معهم لفترة لرؤيتهم عن قرب وتوثيق حياتهم ومحاولة اكتشافهم».
وأشار إلى خبرته من عمله السابق كمخرج لتوثيق الحروب لمجموعة قنوات عالمية «بعد زيارتي لـ22 مخيمًا للاجئين في جميع أنحاء العالم سواء للكمبوديين والسوريين والصوماليين، تولد لدي الانطباع أن اللاجئين يحتاجون الطعام والماء والدفء، في العموم محمود وفوزي غيرا لدي هذا الانطباع، واكتشفت أن اللاجئ يحتاج أن يكون فردًا من العالم وأن يعيش حياة طبيعية، وفوق كل هذا يتمتعون بهبة من الأحلام، ومن كل هذا أدركت أنني أمام قصتين للبطولة بحاجة لتوثيقها».
ونوه علي العربي، إلى أن هذا هو سبب قراره بصنع الفيلم والعيش معهما لنحو 6 سنوات، مؤكدًا أنه اتخذ هذا القرار دون أي اعتبارات إنتاجية، وكان حريصًا على معرفة ما سيتغير في شخصيتهما خلال هذه السنوات، وهل سيتمسكان بحلمهما أم سيفقدان الأمل؟، وهل ستغير الصعوبات بالمخيم قناعاتهم؟.
وتابع: «بدأت باستراتيجية أن أتغلغل داخل مجتمع المخيم وساعدتني الصداقة التي نشأت بيني وبين محمود وفوزي في تحقيق هذا، ما دمنا قررنا أن نتواجد معهم في منازلهم وشوارعهم وحتى لحظاتهم الخاصة، العام الأول كان صعبًا، ولكن بعدها صنعنا علاقة قوية بينهم وبين الكاميرا التي أصبحت مألوفة لهم، وكان هناك جو من عدم الارتياح لكن بعدها نشأت رابطة قوية جعلتنا معهم وحولهم في كل مكان، كما أنهم أصبحوا يختبرون علاقتهم بالعالم الخارجي من خلالنا، وهو ما جعلنا لا نغير أي شخص من الفريق خشية إرباكهم».
وأضاف العربي: «في البداية كانت هناك تحديات ضخمة، أولها أن المخيم له قواعد ونظم ولم نكن نستطيع التحكم في ساعات التصوير، وفي البداية كان هناك ضغط من الأمن نفسه، وثانيها الدخول في مجتمع مغلق من اللاجئين السوريين وتقبل ظهور فريق الفيلم، وحرصنا على وجود نساء في فريقنا لتتقبلنا العائلات وكن قادرات على الحديث للفتيات والسيدات هناك».
وأشار العربي إلى ثالث التحديات، وقال إنها تتمثل في كيفية الوقوف بجوار محمود وفوزي وجعلهما يعتادا وجود الكاميرا حولهما، «لجأت للعبة كانت مفيدة أننا أعطينا لهما الكاميرا ليصوروننا ثم قمنا بتصويرهما».
يدق ناقوس الخطر لمنع تحول اللاجئين إلى إرهابيين
ولفت مخرج الفيلم إلى وجود تحديات إنتاجية أيضا، وهي كيف نظل هناك لفترة طويلة ومعظم فريقي من القاهرة؟ «لقد صنعنا فيلما في 6 سنوات ونمتلك 700 ساعة تصوير وهذا كم هام للغاية، فلم نكن نوجههما- محمود وفوزي- ولكني عشت معهما اللحظات التي اعتبرتها هامة للفيلم، وكان هاما البقاء معهما ورصد نموهما من سن الـ16 حتى وصولهما لسن الـ24، لتوثيق أوجه التغير والنمو في شخصيتيهما وأحلامهما وتحقيقهما لها الفكرة كانت في توثيق الحلم الذي يتحقق بالنسبة لهما لذا كان من المهم أن أظل حولهما».
وقال إنه عمل مخرجا في توثيق الحروب، ورأى كيف تعتبر الفضائيات اللاجئين مجرد رقم، وهو ما كان مربكًا بالنسبة له، «لهذا عندما صنعت كباتن الزعتري كنت أريد أن أجعل المشاهدين يعيشون معهم ويتشاركون معهم كل شئ رحلتهم ونموهم وآلامهم وأفراحهم واخترت هذه الطريقة لخلق علاقة قوية بين المشاهدين والشخصيات».
الفيلم واجه تحديات كثيرة
وأكمل: «رأيت أن قصة محمود وفوزي ليست فقط عن اللاجئين، بل هي قصتنا جميعا التي عشناها في مراهقتنا، بأحلامها وروحها وآلامها، وفرحتنا أنها قصة ولدين قد تحدث في الهند أو الصين أو اليابان وأمريكا أو مصر وأي مكان بالعالم».
وعن حلمه الذي يسعى لتحقيقه من الفيلم، أوضح العربي: «أمنيتي في أن يصل للمشاهدين أهمية هذه الأحلام وأن يصدقوا قوتها، كل آلامهم تحتاج الحل والتعامل معاها، وليس فقط التعاطف أو الشفقة بأنهم يستحقون أن يكونوا جزءًا من العالم، وأي شخص منا يستطيع أن يساعدهم في هذا، فسيصبح عالمهم أفضل بكل تأكيد، أتمنى أن نتفهم جميعًا أن هذا هو الجيل الأول من اللاجئين السوريين، ويجب علينا أن نتفهم أنهم يستحقون معاملة وتنشئة أفضل، لأن المخيف أنهم قد يتحولوا لإرهابيين لو لم نقم بواجبنا الصحيح تجاههم، فالنتيجة الكارثية والمخجلة أن نتركهم ليصبحوا ضدنا، وأتمنى أن كل من سيشاهد الفيلم يدرك حقيقة اللاجئين وأهمية مساعدتهم وتوظيفهم في الطريق الصحيح وأن نجعل العالم مكانا أفضل بالنسبة لهم».