صوت عبدالله غيث يصنع أدوارا دينية وعالمية: «سره في صلابته وتلونه»

كتب: محمد أباظة

صوت عبدالله غيث يصنع أدوارا دينية وعالمية: «سره في صلابته وتلونه»

صوت عبدالله غيث يصنع أدوارا دينية وعالمية: «سره في صلابته وتلونه»

91 عامًا مروت على ميلاد صاحب الأداء والصوت والمميز، وأحد أبرز الفنانين في تاريخ مصر، النجم القدير عبدالله غيث، ابن محافظة الشرقية، صاحب الحضور والأداء المميز في السينما والدراما والمسرح، جعلته واحدًا من أهم نجوم جيله، بعد مشوار فني زاخر بالأعمال المحفورة في التاريخ الفني، وصوته الذي لا يخطئ أحد في تمييزه.

ولد «فارس المسرح العربي» في 28 يناير عام 1930 في كفر شلشلمون بمركز منيا القمح بالشرقية، وبدأ مسيرته الفنية عام 1930 من خلال المسرح القومي خلال فترة دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وفي السينما بدأ مشواره عام 1962 بفيلم «لا وقت للحب»، ومن بين أعمال «غيث» الكثيرة والتي تركت أثرًا فنيًا كبيرًا، كان لصوته المميز أعمال خلدت سيرته، منها العالمي.

عمر المختار «أسد الصحراء» بصوت عبدالله غيث

في عام 1981، أُنتج فيلم «أسد الصحراء» الذي يحكي قصة كفاح البطل الليبي عمر المختار، وقدمه النجم العالمي «أنطوني كوين»، والمخرج السوري مصطفى العقاد، وبسبب صوته المميز ولهجته القوية والواضحة، وتمكنه من اللغة، اختير عبدالله غيث لأداء الدبلجة الصوتية للنسخة العربية للفيلم.

كان ذلك التعامل الثاني بين الثلاثي، أنتوني كوين، عبدالله غيث، مصطفى العقاد، حيث قدموا معًا الفيلم العالمي «الرسالة»، بنسختين إنجليزية وعربية، وطغت شخصية «غيث» على العمل حتى أن بطله الأجنبي كان يخشى منه، حسبما ذكر «العقاد» في لقاء تليفزيوني سابق، قائلا إن كوين كان يطلب من غيث تمثيل مشاهده أولا حتى يتعلم منه ويراه، وهو ما أكده «فارس المسرح العربي» في لقاء سابق، وذكر به إن النجم الأجنبي تفاجأ بآدائه المميز ووصفه بـ«العظيم».

صوت عبدالله غيث يروي مسلسل «محمد رسول الله»

وفي عام 1980 تم إنتاج الجزء الأول من مسلسل «محمد رسول الله» بطولة كوكبة من كبار النجوم، وتم اختيار عبدالله غيث لتقديم دور «الراوي» لنقاء وجودة صوته، وتمكنه من اللغة العربية السليمة، حيث كان يؤدي دوره لربط الأحداث في نقاش الشخصيات بالمسلسل مع الأنبياء، حيث إنه لا يمكن تجسيد شخصياتهم، ولذلك كان يقول «غيث» الرد عن لسان النبي الذي يجري معه الحوار.

طارق الشناوي: «غيث» وتد المسرح وحالة غير متكررة

وقال الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، إن عبدالله غيث في المسرح أُطلق عليه «الوتد»، وذلك من فرط قوته، وجودة وصلابة صوته، وعلى الرغم من ذلك كان قادرًا على التلون في الأداء بكل التعابير، مستندًا على مونولج «الكلمة» لعبدالرحمن الشرقاوي، والذي قدمه «غيث» بأداء متعدد التوجهات وبقوة وتنوع.

وأضاف «الشناوي» لـ«الوطن»، أن «وتد المسرح» يستطيع أداء الجانب العاطفي والرومانسي وأيضا جانب القوة والشجاعة بصوته المميز، لافتًا إلى أن استعانتهم به في أعمال يكون البطل فيها عنصر الصوت اختيار طبيعي، نظرا لكونه حالة غير متكررة في زمنه وحتى الآن. 


مواضيع متعلقة