حملة 100مليون صحة أنقذته.. مأساة «الحي الميت» في كفرالشيخ

حملة 100مليون صحة أنقذته.. مأساة «الحي الميت» في كفرالشيخ
- كفر الشيخ
- المسن الحي الميت
- قصة مىساوية
- أبناء ينكرون نسبهم من والدهم
- محكمة الأسرة
- كفر الشيخ
- المسن الحي الميت
- قصة مىساوية
- أبناء ينكرون نسبهم من والدهم
- محكمة الأسرة
أفنى عمره في« الغربة» ليؤمن مستقبل أبنائه الـ6، واستطاع في أعوام تزويجهم إلا واحداً، وحينما حان وقت الرجوع بعد سنوات طويلة، للحصول على قسطاً من الراحة بين أبنائه، فوجئ بأنه زوجته واولاده استخرجوا له شهادة وفاة وباعوا أملاكه القليلة، وسرقوا أوراقه الثبويتة وانكروا نسبه.
عبد الفتاح أمين، البالغ من العمر 73 عاماً، والمُلقب إعلامياً بـ« الحي الميت»، لم يصدق أنه بعد سنوات طويلة من عمله كـ« مبلط سيراميك»، في ليبا، ورجوعه لذويه أنهم سيكونوا بهذا الجحود، فالأبناء أنكروا انه والدهم والزوجة قالت له،« انت ميت في حكم القانون وملكش حاجة عندنا»، لينفطر قلب الرجل الذي قضى سنوات شبابه في الغربة، وعلى الرغم من وجود دلائل، تفيد انه والدهم إلا انهم لازالوا مصممين على أنه ليس بوالدهم، طمعاً في 14 قيراطاً من الأرض الزراعية ومنزل كبير.
« قصتي بدأت في نهاية 2018، لما رجعت البيت في الإسماعيلية، ومراتي واولادي استقبلوني استقبال حافل لبضع أيام، حتى تمكنوا من الحصول على هويتي الشخصية وجواز سفري بدعوى تجديد البطاقة الشخصية، ثم قاموا بطردي من المنزل، وقالولي أنت ميت وطلعنا ليك شهادة وفاه، فاتصدمت ومكنتش عارف اتصرف أزاي»، بهذه العبارات يروي الحاج عبد الفتاح قصته لـ« الوطن».
لم تنته قصة «الحي الميت»، عند هذا الحد، بل فكر في كيفية إثبات انه حياً فأقام دعوى قضائية ضد زوجته واولاده، وكانت الصدمة الكبرى، حينما وقفوا جميعاً أمام قاضي الأسرة، وأنكروا أبوته،« قالوا للقاضي أبونا أسمر لكن دا أبيض، ودا مش أبونا، اللي واقف دا عمنا فعلاً ، لكن دا مش أبونا، وبقيت أقول للقاضي دلائل عن أولادي وأزاي كنت بيحول ليهم الفلوس من ليبيا، واستشهدت بزوج إحدى بناتي اللي كان معايا في السفر، واللي كان بيخد فلوس مني علشان نجوز الولاد والبنات».
« تحليل الـDNA»
يقول عبد الفتاح، « جيت فترة وقولت مش هسافر، وفوجئت أن زوجتي بتعيط ، وقالتلي ابنك عاوز يسيب الجامعة ويسافر، فمنعته، وسافرت أنا وطلعت البنت من الكلية وزوجتها، وكنت ببعت فلوس، علشان أطمن على أولادي، وسافرت 14 سنة في ليبيا ، وفي آخر 3 سنوات انقطعت الاتصالات بسبب أحداث ليبيا، لكن كنت ببعت ليهم فلوس وبطمنهم عليا، ورجعت لما تعبت خلاص ولما الأولاد اتجوزوا، فوجئت باللي حصل، مكنتش أعرف، وبعد 3 ايام قالولي طلعنالك شهادة وفاة وادينا الأوراق اللي معاك، علشان نلغي شهادة الوفاة ونطلعلك اوراق من جديد، وبدأ يراوغني، وقالي كدة بالرعبي أنت كدة كدة ميت، فعيش معانا على انك ميت، وإلا هسجنك».
بدموع لم تنقطع، يؤكد الحاج عبد الفتاح، انه حينما أقام دعوى قضائية طلب من القاضي إجراء تحليل الـ«DNA»، لكنهم رفضوا فذهب لإجرائه وشقيقه وطلع متطابقاً، ما يدل على أنني والدهم،« رفضوا يعملوا التحليل، فالقاضي قال هنعمل تحليل ليك انت واخوك، إذا كان متطابق يبقى أنت أبوهم، وفعلاً عملناه بعد رفضهم 3مرات، ومحكمة الأسرة في الإسماعيلية أحالت الدعوى للمحكمة المدنية المختصة بعد ثبوت صحة التحليل بيي وبين شقيقي.
شهادات مزورة
لم تكتف الزوجة وأولادها برفض إجراء التحليل، بل استخرجوا إعلام وراثة ليرثوا ما تبقى من والدهم، «عملوا إعلام وراثة ، وخدوا كل ما املك بموجب شهادة الوفاة، وبقت أنا حي بث في حكم القانون ميت، سيبت كل حاجة في إسماعيلية ورجعت هنا على قرية زيدان في الحامول بكفر الشيخ، وكمان استخرجوا 3 شهادات صحية مزورة تثبت إصابتي بـ3 أمراض خبيثة، على غير الحقيقة، وأنا لم أدخل هذه المستشفيات، وقالوا للقاضي أبونا كان تعبان، لكن دا سليم، والقاضي وقتها لم يسألني على تلك الشهادات، لكن أنا كنت ببكي أمام القاضي وأقول مش معقول ولادي اللي ربيتهم وعلمتهم يعملوا معايا كدة؟».
يوضح عبد الفتاح،« حاولت اوصل معاهم لحلول، لكن هما قالولي انت ميت، واتغربت في ليبيا والأردن ولكن مكنتش متخيل أن ممكن دا يحصل، جوزت 5 أولاد وبنات، وعاوز أقولهم حسبي الله ونعم الوكيل، وأنا بقة عاوز أشوف أنهم ولادي ولا لا، طلعوا ولادي هستعوض ربنا في عمري اللي ضاع، مكنوش ولادي يبقى كل واحد يشوف مصلحته، بس أنا مش مسامح في عمري اللي ضاع».
بينما أكد شقيقه محمود أمين، المقيم بقرية زيدان التابعة لمركز الامول في كفر الشيخ ، في 2018، ابني كلمني في التليفون، وقالي ابويا رجع، وهما بلغونا قبل كدة ان والدهم اتوفى وخدوا كل حاجة بحكم الشرع، ولما رجع الولد بعتلي روحت ولما سألته قالي أنا دفعت 700 جنيه للمحامي علشان نطلع أوراق ثبوتية جديدة، ونلغي شهادة الوفاة، وبعدين فوئجت انهم طردوه، وقالوله عيش معانا ميت، علشان مندخلش السجن، وقالوله ملكش أي حاجة عندنا، فقررت أرفع قضية بالوجود وأقامت الدعوى باسمي نظراً لعدم وجود أي أوراق ثبوتية معه، وتداولت في محكمة الأسرة لكن جرى تحويلها للمحكمة المدنية المختصة بعد تطابق البصمة الوراثية بيني وبين أخويا.
الرجل:« عاوز حقي ويعملوا تحليل بصمة وراثية بعد إنكار أبوتي»
أضاف،« أمام القاضي زوجته قالت دا مش جوزي، والأولاد نفس الكلام قال دا عمي لكن دا مش أبويا، لكن دلوقتي لو تعب مش عارف يكشف بسبب عدم وجوده بحكم القانون، ولو مات مش هنعرف ندفنه بسبب عدم وجود أوراق، هو عايش لربنا بس ومعندوش أي حاجة خالص، عايش معانا ونشيله على راسنا، لكن عاوزين حقه، الراجل في آواخر أيامه، ومش عارفين يتعالج ولا نعمله أي حاجة».
طالب الحاج عبد الفتاح، الدولة بالتحرك لإثبات وجوده حياً،« نفسي حد يساعدني علشان أثبت أني موجود، مش طالب حاجة غير الاعتراف بوجودي، أنا حي أرزق، لكن بتمنى الموت علشان اللي حصل، متخيلتش أن دا يحصل، أنا ربيت 6 أولاد وفي الآخر قالوا مش أبونا، وهددوني بالسجن، وكل ذكرياتي معهم موجودة، وقصصت على القاضي وعليهم ذكرياتي معهم، حتى ملابس الموجودة في المنزل أدليت بمواصفاتها، وعاوز أقولهم أنا لو بربي حاجة غير بني أدم كان تمر فيه التربية والغربة».