القصة الكاملة لعودة "الميت الحي" بعد اختفاء 7 أشهر

كتب: هبة وهدان

القصة الكاملة لعودة "الميت الحي" بعد اختفاء 7 أشهر

القصة الكاملة لعودة "الميت الحي" بعد اختفاء 7 أشهر

حالة من الصدمة شعر بها المواطنون بمحافظة الشرقية انتقلت إلى ربوع كافة محافظات الجمهورية اليوم، وذلك بعد العثور على مواطن على قيد الحياة رغم دفنه منذ 4 أشهر، حتى باتت قصته تعرف إعلاميًا باسم "الميت الحي".

وبدأت الواقعة عندما شاهد أحد أهالي كفر الحصر، التابع لدائرة مركز شرطة الزقازيق، بالشرقية، أمس السبت، المدعو "م.م.ا.ا"، 46 عاما، مُدرس بالتربية والتعليم، بأحد الشوارع وفور تتبعه وجده بالقرب من مقابر القرية نائم على الأرض بين الجبانات، وذلك بعد تغيبه عن منزل أسرته في شهر يناير الماضي، حيث كان يُعاني من مرض نفسي قبل 4 سنوات، واعتاد التغيب عن منزل الأسرة لفترات طويلة، لكنه في كل مرة كان يعود، حتى اختفى فجأة بداية العام الجاري.

ووفقا لشهود العيان من أهالي القرية، فإن المدرس المذكور اختفى لقرابة 7 أشهر وعثر على جثة قريبة الشبه منه وعليه تم التصريح بدفنها قبل أكثر من 100 يوم، بعد أن تبين أن أسرة المُدرس تلقت مكالمة هاتفية من أحد أقاربهم، والذي يعمل بمستشفى الأحرار التعليمي، بالزقازيق، نهاية شهر مارس الماضي، يخبرهم بوصول جثة لشخص مجهول الهوية ملامحه قريبة من ملامح نجلهم المتغيب، ووقتها أجمع أفراد الأسرة على أن الجثة بالفعل قريبة الشبه من نجلهم، باستثناء شقيقته، والتي كانت تؤكد أن الجثة لا تخص شقيقها، قبل إنهاء إجراءات التصريح بالدفن واستلام الجثمان ودفنه يوم 21 مارس الماضي، بالتزامن مع أخذ عينة من قبل الطب الشرعى من أحد أشقائه للتأكد من كونه شقيقهم ولكن نتيجتها لم تظهر حتى اليوم.

وبحسب الشهود، فإن المدرس كان يتمتع بسمعة طيبة وكان شخصا طبيعيا للغاية ولديه أسرة مكونة من زوجة وأبناء وأن المشاكل الزوجية هي التي أثرت عليه وتسببت في أزمة نفسية له.

وقال سيد الجمال، شقيق المدرس محمد الجمال، إن ما حدث خيال علمي، فكان مصدوما عند سماع خبر عودة شقيقه والمفترض أنه دفنه قبل 4 أشهر، متساءلًا: "أومال أنا دفنت مين؟"، موضحًا أنه قد سبق وتعرف على الجثة الخاصة بشقيقه ودفنها منتصف مارس الماضي وتم استخراج شهادة وفاة له.

وأضاف "الجمال"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "على مسئوليتي"، الذي يُعرض على شاشة "صدى البلد"، مع الإعلامي أحمد موسى، أنه عندما شاهد شقيقه بعد عودته للحياة شعر بالخوف، خاصة وأنه قام بدفن شخص آخر غير شقيقه، كاشفا أنه استخرج شهادة وفاة وأقام مراسم العزاء، وقامت النيابة حينها بأخذ عينة دم حتى تطابقها مع الجثة لكن النتيجة لم تظهر حتى الآن.

وأوضح شقيق محمد الجمال، أن شقيقه كان دائم التغيب عن المنزل نظرا لإصابته بمرض الفصام منذ 7 أعوام، متمنيا علاج شقيقه محمد بعد "عودته إلى الحياة" مرة أخرى، مؤكدا أنه "ذهب إلى الشرطة من أجل الإبلاغ عن ظهور شقيقي مرة أخرى".

ومن جانبه، سرد محمد عزت، الشاهد في واقعة المدرس العائد من الموت، تفاصيل الواقعة، فذكر أنه توجه للمقابر ووجد المدرس محمد الجمال نائمًا على الأرض، رغم أنه كان من المعروف أنه توفي ودفن منتصف مارس الماضي، فخاف من الاقتراب منه، "أول ما شوفته قالي ابعد.. سيبني في حالي"، وبتلك الكلمات تأكد أنه الجمال.

وأضاف "عزت"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "على مسئوليتي"، الذي يُعرض على شاشة "صدى البلد"، مع الإعلامي أحمد موسى، أن أشقاء محمد الجمال العائد من الموت لم يصدقوا أنه ما زال على قيد الحياة، فكان لا أحد يعرف مكانه طوال الفترة الماضية، موضحًا أن الجمال كان يريد رؤية أبنائه، ولم يتسن له رؤيتهم لأنهم في صحبة والدتهم في مكان بعيد، مؤكدا أن شقيقه احتضنه وهو غير مصدق.

وأوضح الشاهد، أن الجثة التي كانت في ثلاجة الموتى بالمستشفى لها نفس ملامح محمد الجمال، والجثة كان لها 15 يومًا والملامح كانت اختلفت وربما حدث لبس في التعرف عليها، كما أن جنازة محمد الجمال كانت آخر جنازة يتم الصلاة عليها في المسجد قبل قرار الإغلاق بسبب أزمة فيروس كورونا.

وتابع: "كان تم أخذ عينة من شقيقه سيد وقت استلام الجثة ولم يستلمها منذ ذلك التاريخ".

ومنذ ساعات قررت نيابة الزقازيق العامة، صرف المُدرس المعروف بالعائد من الموت من مركز شرطة الزقازيق، وتسليمه إلى أسرته.

 


مواضيع متعلقة