بالصور| ورشة نجارة داخل أحواش البشوات.. "الحي أبقي من الميت"

بالصور| ورشة نجارة داخل أحواش البشوات.. "الحي أبقي من الميت"
- مدافن
- مقابر
- ورشة نجارة
- الإمام الشافعي
- الحي أبقى من الميت
- مدافن
- مقابر
- ورشة نجارة
- الإمام الشافعي
- الحي أبقى من الميت
في شوارع الإمام الشافعي يسود "صمت الموتى" يقطعه صراخ وعويل لأهل متوفى جاءوا ليودعوا قريبهم الوداع الأخير، وصوت آخر هو غريب على تلك المنطقة.. صوت منشار يقطع الأخشاب، تتقدم نحو الصوت فتجد حوشا كُتب عليه "مدافن أولاد حسن توفيق ومحمد حلمي وحسين توفيق"، وبالداخل يعمل نجار.
يعمل على قطع وتشكيل الخشب ونشاط رغم أنه تجاوز الستين وبمعنى أدق كل ما يخص تشكيل الخشب، ويرى أن تلك المهنة هي فن ومزاج ولا يمكن لأي شخص أن يتقنه بدون أن يحبها، هكذا قال عم حنفي مرسي، فرغم أنه حاصل على ليسانس آداب جامعة القاهرة عام 1981، وقد عمل مدرس لمدة 7 سنوات إلا أنه لم يلبث أن فتح ورشة النجارة من عام 1989.
يبدأ عمله من الثامنة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، في الأوقات الذروة قد يتأخر في عمله إلى الثامنة، لكنه يفضل الجلوس مع أسرته باقي اليوم، يذهب كل فترة إلى شارع مزرعة البط بحي البساتين لاختيار الخشب المناسب، ثم يعود إلى ورشته ويبدأ في تشكيل الخشب للوصول إلى رغبة الزبون، ويعتبر حنفي نفسه صاحب مزاج فهو يختار العمل الذي يقوم به، كما أنه يتقنه بشهادة كل من تعامل معه.
"أنا مولود في منطقة الإمام وأبويا وجدي عاشوا هنا، إحنا من سكان المقابر، لكن مش أى مقابر دي اسمها مقابر الباشوات، عندنا مؤسسات حكومية زى البريد والمدارس وأقسام الشرطة، وأهل المنطقة مثقفين ومتعلمين ومنهم اللى وصل مناصب كبيرة زى وزير الداخلية النبوي إسماعيل، واختارت الحوش ده بالذات عشان يكون الورشة بتاعتي ودلوقتى لأن المقبرة بتاعته صغيرة وغير واضحة، وقد استغليت باقي الغرف لوضع الأدوات والماكينات".
"تعلمت الصنعة وشربتها فى اليونان، فقد سافرت هناك بعقد عمل مدرس، وهناك شاهدت المصانع التى تعمل على الخشب وصناعته وتعشيقه بعد ما تعلمتها حلفت لازم أرجع مصر وأفتح الورشة بتاعتي وقد كان".
وعما إذا كان العمل داخل أحد الأحواش أو المقابر يسبب له أو لصبيانه القلق أو الخوف، قال "الحي أبقى من الميت، وإحنا مش بنخاف من الأموات إحنا بنخاف من اللى عايشين، والحمد الله الواحد عايش بسمعته".