قصة قسطنطين "الرجل الميت الحي"

كتب: رامي الجزيري

قصة قسطنطين "الرجل الميت الحي"

قصة قسطنطين "الرجل الميت الحي"

عاد رجل إلى وطنة رومانيا بعد 20 عامًا من الغربة في تركيا ليفاجئ بأن زوجته سجلته "ميتًا" رسميًا، وما زال يحاول إقناع القضاء انه على قيد الحياة.

وكان قسطنطين ريليو البالغ من العمر 63 عامًا يعمل طاهيا لأكثر من 20 عامًا في تركيا، وبعد عودته واجه عقبة رئيسية وهي رفض محكمة في مدينة فاسلوي شمال شرقي البلاد، إلغاء شهادة وفاته، لأن طلبه قدم "في وقت متأخر للغاية"، وقالت المحكمة إن القرار "نهائي".

ومنذ ذلك الحين يعيش قسطنطين كابوسًا قضائيًا، إذ يحاول إقناع السلطات بأنه لا يزال على قيد الحياة.

وصرح قسطنطين لـ"أسوشيتدبرس": "أنا شبح على قيد الحياة، أنا رسميًا ميت مع أنني على قيد الحياة، ليس لدي دخل لقد أدرجت على قائمة الموتى، لا يمكنني القيام بشيء"، وعبر عن غضبه ورغبته في الانتقام من زوجته التي تعيش في إيطاليا حاليًا.

وأضاف قسطنطين: "لست متأكدًا مما إذا كنت مطلقًا أم لا، لست متأكدًا مما إذا كانت تزوجت من شخص آخر أم لا، لا أحد سيبلغني"، وفقًا لـ"سكاي نيوز".

ووفقًا لروايته، ذهب قسطنطين إلى تركيا للعمل عام 1992 وعاد عام 1995، وكانت أول صدمة في زواجه، إذ اكتشف خيانة زوجته، وفي عام 1999، قرر العودة إلى تركيا للأبد.

وبعد انتهاء تأشيراته اعتقلته السلطات التركية، وتم ترحيله إلى رومانيا في يناير، لكن لدى هبوط طائرته ووصوله إلى مطار بوخارست، أبلغ من مسؤولي الحدود أنه تم إعلانه رسميا ميتًا، وخضع لست ساعات من الاختبارات والاستجوابات.

وأجرى مسؤولون من سلطات الحدود عدة فحوصات منها قياس المسافة بين عينيه لمعرفة ما إذا كانت تتطابق مع صورة جواز سفره القديمة، وسألوه أسئلة عن بلدته، منها أين يقع مبنى البلدية، وتحققوا من بصمات أصابعه، وقال قسطنطين: "قرروا إنه أنا".

لكن لم تقتنع السلطات في بارلاد، وقضى أسابيع في محاولة إقناعهم بإصدار أوراق ثبوتية له ليصبح رسميا "على قيد الحياة،" وفقا لما قاله، وعندما فشل في ذلك، طلب منهم إلغاء الحكم بشهادة وفاته الصادرة 2016، وهي جهود باءت أيضا بالفشل الخميس.

وأكد أنه يريد رفع دعوى قضائية جديدة لكنه لا يملك المال ويعاني مرض السكري، الذي يزيد صعوبة كل شيء، علمًا أنه ممنوع مدى الحياة من العودة إلى تركيا التي رحل منها.


مواضيع متعلقة