الاحتجاجات تعود للواجهة في تونس ولبنان.. والجيش يلجأ لقنابل الغاز

الاحتجاجات تعود للواجهة في تونس ولبنان.. والجيش يلجأ لقنابل الغاز
ما أشبه اليوم بالبارحة، فالتظاهرات في تونس ولبنان عادت مجددا إلى الساحة، حيث وصلت حشود المحتجين إلى مبنى البرلمان التونسي، أمس الثلاثاء، فيما كان التصويت جاريا حول تعديل وزاري في حكومة هشام المشيشي التي مرت فيما بعد، بينما بادر رجال الأمن إلى إغلاق الطرق في المنطقة.
وتجاوز بعض المحتجين الحاجز الأمني المضروب حول البرلمان التونسي، من أجل الوصول إلى ساحة «باردو» المحاذية للبرلمان، حيث انطلقت الاحتجاجات من حي التضامن الشعبي، غربي العاصمة التونسية، حوالى الساعة الحادية عشرة صباحا، التي شهدت أوسع الاحتجاجات الليلية، خلال الأسبوع الماضي.
ورفع المحتجون شعارات تعرب عن رفض المنظومة السياسية برمتها في تونس، بينما رفعوا شعارات ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية، من أجل التعبير عن استيائهم من الأزمة الحادة في البلاد.
وطالب الغاضبون أيضا بالإفراج عمن اعتقلوا، مؤخرا، على خلفية احتجاجات ليلية، ويجري اتهامهم بالضلوع في أعمال تخريب بالبلاد.
وكانت الاحتجاجات الليلية التي شهدتها مناطق من تونس، مؤخرا، أثارت جدلا في البلاد.
وتراجع سياسيون تونسيون عن مواقف اتهامية تجاه المحتجين السلميين، بينما تشبثت حركة النهضة الإخوانية بالحديث عما تصفه بـ «الأيادي الخارجية»، بينما يقول المحتجون إن «كيلهم قد طفح»، بالنظر إلى عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
ومن جانبهم، اتهم المتظاهرون الحكومة بالفشل في القيام بأي تغيير إيجابي لصالح الشعب التونسي، بغض النظر عن خطوات التعديل.
وفي لبنان انفجر الشارع على خلفية تأزم الوضع الاجتماعي والاقتصادي مع استمرار الإقفال العام لمواجهة وباء كورونا، حيث وقعت مساء الاثنين مواجهات بين الجيش اللبناني ومحتجين في طرابلس بعد تحركات متفرقة خلال النهار ليعود ويسجل أمس إقفال طرقات في بيروت والشمال والجنوب.
وفيما لم يصدر الجيش اللبناني بيانا حول ما حصل أول أمس الاثنين، في الشمال الذي أدى إلى تحرك تضامني في صيدا ليلا، أعلن ناشطون عن توقيف عدد من المحتجين، ونفذوا أمس اعتصاماً أمام مدخل سرايا طرابلس مطالبين بإطلاق سراح زملائهم في موازاة تنفيذ وقفات احتجاجية في عدد من المناطق.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن عددا من المحتجين قطعوا طريق كورنيش المزرعة في بيروت بالاتجاهين بمستوعبات النفايات اعتراضاً على تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية خلال فترة الإقفال العام، وتدخلت إثر ذلك عناصر من مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي، فأزالت المستوعبات والعوائق من وسط الطريق، ليعاد بعد ذلك فتحه بالاتجاهين أمام السيارات.
من جانبه، أفاد مراسل الوكالة الوطنية للأعلام في طرابلس، بأن الجيش اللبناني لا يزال يطارد ما وصفهم بـ«المخلين بالامن» في عمق الأسواق الداخلية، وتشهد ساحتا الكورة والنجمة مواجهات عنيفة بين الجيش وعدد من الشبان الذين يعمدون الى إلقاء قنابل المولوتوف والحجارة، وإطلاق المفرقعات النارية باتجاه القوى الامنية التي قامت بدورها بالقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم وإجبارهم على التراجع إلى عمق الأسواق الداخلية.
وأسفرت المواجهات الى سقوط أكثر من ثلاثين جريحا من كلا الطرفين، عملت عناصر الصليب الأحمر على نقل اكثر من ست حالات الى مستشفيات المدينة، فيما تمت معالجة العدد الآخر ميدانيا.