«عبدالرحمن وأبوه» كتف بكتف لمواجهة ظروف المعيشة: كبر ومحتاجني معاه

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

«عبدالرحمن وأبوه» كتف بكتف لمواجهة ظروف المعيشة: كبر ومحتاجني معاه

«عبدالرحمن وأبوه» كتف بكتف لمواجهة ظروف المعيشة: كبر ومحتاجني معاه

على الرغم من أن مجال دراسته يختلف كثيرا عما يقوم به الآن، إلا أنه قرر أن يقف داعما لوالده، الذي يعمل مبلط سيراميك، تلك المهنة التي تمثل الشقاء في أبهى صوره.

الابن يعمل مساعد مبلط مع والده

تجهيز الخامات اللازمة للبلاط، أمر صعب، ويحتاج إلى بذل جهد كبير، حتى يتم فرش الرمال، وكذلك وضع الأسمنت تمهيدا لبدء عملية تركيب السيراميك، تلك الأمور تحتاج إلى قوة بنيان لتحمل الشقاء.

عبدالرحمن يسري، من منطقة الزيتون بمحافظة القاهرة، هو ذلك الشاب العشريني الذي قرر الوقوف إلى جوار والده في تلك المهنة الصعبة، على الرغم من حصوله على مؤهل عالٍ، إلا أنه ما زال حتى الآن يساعد والده في العمل، ليس رغبة في جمع الأموال، وإنما بهدف دعم ومساندة الأب الذي ضحى كثيرا من أجل إسعاد أبنائه: «مكنش بيبخل علينا بأي حاجة، طول الوقت كان بيشجعني أكمل تعليمي والحمد لله اتخرجت من معهد نظم ومعلومات إدارية، وكل ده بفضل أبويا، اللي ضحى بشبابه علشان يكبرنا، وجه اليوم اللي لازم أقف جنبه كتف في كتف، لأنه يستحق».

وفاء الابن 

والد «عبدالرحمن» ظل يعمل لسنوات حتى يتمكن من مساعدة والده، حيث ترك المدرسة ولم يكمل تعليمه، بعدما تمكن من الحصول على شهادة إتمام المرحلة الثانوية الصناعية: «كان متفوق جدا في الدراسة وكان بيحبها، لكن قرر إنه يساعد جدي، ومكملش تعليمه، لكن صمم إننا نتعلم ونكمل تعليمنا أنا وأخواتي التلاتة».

 

الأب ترك الحرية للابن الذي قرر رد الجميل 

يقول «عبدالرحمن» إن والده لم يطلب منه يوما أن يعمل معه، حيث ترك له الحرية الكاملة في اختيار المجال الذي يريده: «بشتغل مصور فوتوغرافي، ولما أبويا بيكون عنده شغل بروح أشتغل معاه مساعد مبلط، أهو أشيل عنه شوية، هو شقي كتير علشانا».

جهد وعرق 

مع بداية استلام الشقة من أجل تركيب السيراميك، يبدأ الشاب في فرش الرمال بمستوى معين، وتجهيز المونة لوالده، حتى يتمكن من إكمال التركيب: «بجهز المونة وأحطها قدامه وأشيل السيراميك، وكمان شكاير الأسمنت، والرمل، أه هو الموضوع مرهق شوية لكن أنا اتعودت عليه، لأني بقالي فترة كبيرة معاه، وهفضل معاه دايما وفي كتفه».


مواضيع متعلقة