ظروف بلال تحول طموحه من إعلامي شهير لـ«مبلط سيراميك»: متعود على الشقى

ظروف بلال تحول طموحه من إعلامي شهير لـ«مبلط سيراميك»: متعود على الشقى
شارع كبير يعج بالمارة من السكان، على أحد جانبيه، يسمع صوت المكبرات التي تصدر أغنيات شعبية، يبدو أنه افتتاح محل جديد في ذلك المكان، وفي ركن مختبئ من زاوية المحل، وقف شاب في مقتبل عمره، يثني جذعه ليصنع خليطا من الإسمنت والجبس يستطيع من خلاله تثبيت السيراميك في أرضية المحل، تلك المهنة التي تميز بها، ولكن المفاجأة تأتي حينما تعلم أن ذلك العامل تنازل عن حلمه في أن يكون إعلاميا مشهورا، لتحوله الظروف إلى «مبلط سيراميك».
بلال سمير صباح، 31 عاما، شاب حاصل على بكالوريوس التربية جامعة عين شمس قسم إعلام، عام 2011، بتقدير جيد جدًا، وبترتيب الرابع على دفعته، عمل بالصحافة لفترة لكن حلمه لم يكتمل، طرق كل الأبواب ليحقق ما طمح إليه منذ صغره بأن يكون إعلاميا شهيرا ولكن دون فائدة.
حلم «بلال» في مجال الإعلام بدأ يتلاشى شيئًا فشيئًا، لكن ثمة بريق نور من الأمل ظل بداخله، لعله يقوده يوما ما إلى تحقيق مراده، ولكنه توجه إلى العمل بكبرى شركات المحمول بمصر حتى تزوج، «مقعدتش شهرين ومراتي سابتيني بعد ما الشركة استغنت عني عشان كورونا وفلوسي قلت» بحسب حديثه لـ«الوطن».
استغناء زوجة صاحب الشاب الثلاثيني عنه، أطفأ ما تبقى من نور الأمل نحو حلمه بداخله، فلم يكن أمامه سوى العمل بالمعمار «مساعد مبلط سيراميك»، «كنت فاكر مراتي هتقف جنبي وقت شدتي، بس طلعت فاهم غلط، وياريتها بعدت وسابتني في حالي بالعكس دي بتاخد مني نفقة 850 جنيه في الشهر».
يتعجب بعض الزبائن حينما يعلمون أن عامل السيراميك هو خريج جامعي، وكان ذلك الأمر لا يؤرقه، فهو يرى أن «الشغل مش عيب»، وأن دوره هو السعي فقط والرزق هو من عند الله، أما الخطأ هو أن ينتظر الشخص أن يأتيه رزقه ويطرق بابه دون أن يسعى.
على الرغم من تأقلم «بلال»، مع مهنة «مبلط السيراميك»، إلا أنه يتمنى الحصول على وظيفة أخرى لسبب واحد، «أغلب بنات اليومين دول بيحبوا المظاهر وكل فتاة أتقدم لها اترفض بسبب العمل الحر عشان كدة عايز شغلانة تانية آكل منها عيش».