معاناة «بلال» من موظف إلى مبلط سيراميك: مراتي سابتني بسبب ظروفي

معاناة «بلال» من موظف إلى مبلط سيراميك: مراتي سابتني بسبب ظروفي
- خدمة عملاء
- موظفين خدمة عملاء
- مبلط
- صنايعي
- عمال اليومية
- خدمة عملاء
- موظفين خدمة عملاء
- مبلط
- صنايعي
- عمال اليومية
بعد أن أصبحنا في زمن النكران، أصبح كل شئ مباح، البعض ينكر الخير، ومن ثم تنقلب الأمور، وتجد أناس تغيروا لمجرد تغير الظروف، تلك كلمات مختصرة لما آلت إليه أمور الشاب العشريني بلال سمير، ذلك الفتي الذي كان مثال للطموح، تحول الآن إلي الرصيف، بعدما فقد الوظيفة والزوجة كلاهما معا، وأصبح الآن وحيدا دون وظيفة، ومن هنا تبدأ معاناة الشاب في الحصول علي عمل.
بعد رحلة كفاح مريرة، يعمل الآن «بلال» مساعد مبلط، حيث تقتصر مهمته علي تجهيز «المونا» وغسل السطح المراد تركيب البلاط له، وكذلك حمل شكاير الأسمنت علي ظهره الذي اعتاد دوما حمل الكتب والحقائب، قبل أن يعتاد علي حمل المون والطوب: «كنت الرابع على الكلية، ولما اتخرجت حاولت أشتغل في مجالي، وأطور من نفسي، وكان حلمي أتعين في الكلية بما إني حققت مرتبة متقدمة علي الدفعة، لكن مفيش نصيب».
بعد عمل متقطع في عدة شركات تمكن الشاب من إدخار مبلغ زهيد، إعتبر أنه بمثابة مفتاح لحلم السفر خارج مصر، وبالفعل سعي لأن يسافر، ولكن تعرض لعملية نصب، ليفقد بذلك «تحويشة العمر».
وبعد معاناة طويلة تمكن «بلال» من الحصول علي وظيفة ممثل خدمة عملاء داخل أحد شركات المحمول، وبالفعل تحسن الوضع وتمكن الشاب من إتمام زواجه، لتبدأ بعد ذلك سلسلة من الأحداث الدرامية التي أثرت عليه، والتي وصفها قائلا: «مراتي تعبت وإحتاجت عملية، وكنت أنا صرفت كل فلوسي علي الجواز، إتصرفت وعملت لها العملية فعلا، لكن كانت الأمور في الشركة مش تمام، لأني مكنتش بحقق التارجت بسبب ظروفي في البيت فالشركة مشتني».
وعقب ذلك تمردت الزوجة علي زوجها وتركته وذهبت عند أهلها: «في الوقت ده هي بدأت تتغير معايا بقي لأني مكنتش شغال، بدأت بقي أدور علي شغل تاني لكن ملقتش للأسف».
ونظرا لطبيعة القرية التي يسكن فيها الشاب قرر طلب العمل من بعض أبناء القرية «الصنايعية» وبدأ العمل أولا مساعد بناء: «كنت بشيل طوب وأسمنت وأجهز المونا للمعلم».
ليترك العمل بعد ذلك ويقرر أن يعمل في مهنة السيراميك وبالفعل كان له ما أراد وتمكن من العمل مع أحد، أبناء قريته: «كنت لما أروح لحد صنايعي من بلدنا أصعب عليه، ويقولي ده انت تيجي معانا ومتشتغلش وهتاخد يومية كمان».
ويعمل الآن الشاب بمهنة «مبلط» حيث يقتصر دوره علي عمل «تخميرة مونا» إلي جانب كنس ومسح البلاط، وملئ الفراغات: «حاسس بمرارة لكن هعمل إيه مفيش في ايديا حاجه أعملها».