بيغسل ويكفن حالات كورونا مجانا.. «بسيوني» يتطوع لخدمة أهالي كفرالشيخ

بيغسل ويكفن حالات كورونا مجانا.. «بسيوني» يتطوع لخدمة أهالي كفرالشيخ
مع بداية ظهور فيروس كورونا المستجد، الذي أرهب الملايين حول العالم، بدأ الجميع يتكاتف مع جهود الدولة في مكافحة انتشار ذلك الفيروس الذي تمكن من التفشي، وأصاب ملايين البشر حول العالم.
وفيات كورونا يتعامل معها الجميع بحذر خشية انتقال الفيروس للمحيطين بالجثمان، ومن هنا لابد من أن يكون الشخص الذي يتعامل مع الجثمان على دراية كاملة بأساليب التطهير والتعقيم، حتى لا يكون سببا في نقل العدوى له أو لغيره.
من تحفيظ القرآن لـ تكفين الموتي بالمجان
مع بداية ظهور فيروس كورونا، كان الشيخ بسيونى حلمي، من مدينة دسوق بمحافظة كفرالشيخ، يعمل على تحفيظ الأطفال الصغار القرآن الكريم، إلى جانب قيامه بالتطوع أيضا لغسل وتكفين الموتي بالمجان، إلى أن دق الفيروس أبواب محافظة كفرالشيخ وتمكن من إصابة أحد مواطني دسوق وأودى بحياته، ومن هنا قرر «الشيخ» أن يتطوع لتغسيل الموتى بالمجان، فبدأ بمساعدة ذويهم في غسلهم وتشيع جثمانهم.
يتجول بين الأحياء والقرى
منذ عام 2007 وهو يعمل في خدمة الموتى يتجول بين مناطق مدينة دسوق، مارا بين القري والنجوع، يقدم تلك الخدمة بشكل مجاني: «كله لوجه الله، وبالمجان، كنت بغسل في الشهر أكتر من 15 حالة، في نطاق المدينة كلها».
تكفين ضحايا الفيروس
ظهر الفيروس وبدأ الأربعيني التوجه إلى المستشفى للمساهمة في تغسيل ضحايا كورونا: «أول حاله كورونا في دسوق، رحت لقيتها مرمية في الأرض، وكان وقتها معايا صديقي، لكن لأني كنت خايف عليه، حليته مني، وقولت له أمشي وسيبني أنا هغسل أنا الحالة، لكن هو تمسك بيا وقال لأ هفضل معاك، وربنا كرمنا وغسلنا الحالة، ومن وقتها وأنا بلف في كل مكان أغسل الموتى».
العديد من الحالات التي يقوم بتغسيلها «بسيوني»، لا يتكلف ذويهم غير ثمن الكفن فقط، وهو ما يشعر الرجل أحيانا معه بالخجل الشديد، لأنه كان يفضل ألا يدفع أهالي المتوفي أي أموال: «للأسف صعب عليا اتحمل مصاريف كل الأكفان دي، ونفسي حد يدعمني، عايز أوصل كل الموتى بسلام لدار الفناء».
ارتفاع كبير في عدد الوفيات
وصل عدد الحالات التي قام بتغسيلها «بسيوني» منذ بداية الشهر الجاري وحتي يوم 21 من يناير إلى 59 حالة، حيث يعتبر أن هذا العدد كبير للغاية، ولابد من أن يتخذ الجميع حذرهم من انتقال العدوى إليهم.
الإجراءات الاحترازية
يحمي الأربعيني نفسه، من خلال ارتداء بدلة واقية، إلى جانب تعقيم الموتى قبل البدء في التغسيل، إلى جانب تطهير الأدوات المستخدمة في الغُسل بشكل جيد، وبعد الانتهاء يضع ملابسه تلك في شنطة خاصة بعد أن يقوم بتعقيمها جيدا، ويعود به إلى منزله ويتركها في الشمس لمدة طويلة حتى يتأكد أنها آمنة ويمكن له أن يرتديها مرة أخرى.
يتمني «بسيوني» أن يساعده الجميع في تقديم الخدمة بشكل مجاني، وبدلا من أن يتحمل أهل الموتى تكلفة الكفن، يتبرع به بعض القادرين: «فيه ناس بتغسل بـ 2000 جنيه، لكن أنا مستحيل أخد من حد مليم ونفسي يبقي فيه دعم أكتر علشان أساهم في غسل أكبر عدد ممكن من الموتي».