آخر أبطال معركة شدوان بالغردقة يروي تفاصيل 36 ساعة صمود «حرب الكرامة»

آخر أبطال معركة شدوان بالغردقة يروي تفاصيل 36 ساعة صمود «حرب الكرامة»
- البحر الأحمر
- معركة شدوان
- حرب شدوان
- الغردقة
- العيد القومي للبحر الأحمر
- البحر الأحمر
- معركة شدوان
- حرب شدوان
- الغردقة
- العيد القومي للبحر الأحمر
تحتفل محافظة البحر الأحمر بالعيد القومي لها في الثاني والعشرين من شهر يناير من كل عام، تزامنا مع ذكرى معركة شدوان، والتي سطر فيها أهالي البحر الأحمر ملحمة شعبية مع القوات المسلحة في دحر العدوان الغاشم على الجزيرة وتمثل ذلك في إمداد ومعاونة القوات المسلحة بكل الوسائل والوسائط البحرية.
تبعد جزيرة شدوان 35 كم شمال مدينة الغردقة، وهي جزيرة صخرية منعزلة لا تزيد مساحتها على 70 كيلو مترا يبلغ طولها 16 كم وعرضها 35كم، وظل القوات المصرية 36 ساعة صمود في الدفاع عن أرضها ضد العدوان الإسرائيلي.
يروي الرجل الثمانيني حسن سليم، وشهرته «عبده سليم سباق»، آخر أبطال مدينة الغردقة من المشاركين في معركة شدوان، المقيمين على قيد الحياة، ذكريات وتفاصيل 36 ساعة صمود أمام العدو الإسرائيلي قائلا «كنا على قلب رجل واحد وهدفنا عدم السماح للعدو الإسرائيلي الاستيلاء على جزيرة شدوان شمال مدينة الغردقة ولم نخاف الضربات المتتالية من سواء من طائرات العدو والتي كانت تنال منا بحرا وجوا»، سارحا بتفكيره قائلا «أول ضربة حولت سماء الغردقة للون الأسود في النهار من شدة الدخان المصاحب لها».
وأضاف البطل المصري في حديثه لـ «الوطن»، أن دوره مع مجموعة الدفاع الشعبي كان توصيل الذخيرة والأسلحة إلى جنودنا البواسل على أرض جزيرة شدوان والتى كان يحاصرها العدو الإسرائيلي أرضا وجوا والذي كان يمنع وصول أي إمدادات للقوات المصرية على الجزيرة.
واستطرد قائلاً «عرفنا نخدع العدو وقمنا بتوصيل الذخيرة لاولادنا في جزيرة شدوان بلانشات الصيادين «لانشات ملكي» حيث أبلغنا المقدم حسني حماد وقتها أن الذخيرة نفذت منهم وكنا حريصين على إمدادهم بالأسلحة وجراكن المياه والتي كانت مخزونة في القسم القديم بمنطقة السقالة، واستخدمنا سيارة المرحوم عمي «سباق» وهي السيارة الوحيدة التى كانت متواجدة في الغردقة وقتها، وكنا بنحمل عليها الصناديق الذخيرة ونروح بها لغاية الميناء ونحملها على اللانشات الصيادين ونذهب بها حتى جزيرة شدوان وبنوصلها تحت وابل من نيران الطيران الإسرائيلي، أول ما سلمناهم الذخيرة ابتدوا يشتبكو معاهم في الجزيرة».
وابتسم قائلا «الحمدلله لقناهم هزيمة عمرهم ما ينسوها ولا شافوها قبل كده والحمدلله ضحينا بأروحنا عشان البلد والحمد لله ربنا كرمنا ونصرنا عليهم وقضينا على نصف قوات العدو الإسرائيلي والباقي منهم رجع مهزوم، بفضل جنودنا البواسل والذين لم يتراجعوا في جزيرة شدوان وأظهروا لهم شهامة المصريين حيث كملوا الحرب بالأسلحة البيضاء عندما نفذت منهم الذخيرة والجنود كانت تواجه الموت بصدورها وبكل شجاعة دفاعا عن الأرض وطول العمر الجندي يردد الله أكبر تعطيه الحماس».
ويؤكد حسن سليم، آخر من تبقى من المواطنين المشاركين في معركة شدوان بالغردقة، أن الفرحة كانت كبيرة بدحر العدوان الإسرائيلي عندما تم إبلاغهم أن خسائر العدو كبيرة.
وحسب ما تم نشره من بيان عسكري في جريدة الأهرام المصرى فى 24 يناير عام 1970، عن الهجوم على جزيرة شدوان، قدرت خسائر العدو بأكثر من خمسين قتيلا وجريحا، وأن خسائرنا نحو 80 فردا بين شهيد وجريح ومفقود، بمن فيهم المدنيون، فى المعركة التى استمرت 36 ساعة.
وأضاف البيان أن قائمة الشهداء ضمت جنودا وضباطا ومدنيين، أبرزهم المقدم حسنى محمد أحمد، ابن الإسكندرية، وخريج الكلية البحرية فى أغسطس 1952، وكان أمله الوحيد أن يموت خلال معركة فوق لنش طوربيد، وكان يتوقع هذا فى أحاديثه، ويردد دائما: «احنا مهنتنا الموت»، وفى جنازته بالإسكندرية سار وراءه نحو نصف مليون مصرى فى واحدة من أضخم الجنازات التى أقيمت لرجل عسكرى فى مصر.
وبحسب بيان عسكري مصري عن الهجوم الإسرائيلي على جزيرة شدوان صدر عقب انتهاء المعركة وهزيمة العدو الإسرائيلي، أن جزيرة شدوان التي يبلغ طولها 16 كيلو مترًا، ويتراوح عرضها بين الثلاثة وخمسة كيلو مترات، ويوجد بها فنار مدني لإرشاد السفن ليلاً منعاً من اصطدامها بالشعب المرجانية، تعرضت لهجوم جوي عنيف وهاجمت الفنار الذي يوجد بالجزيرة.
واستمر العدو في القذف الجوي لمدة 4 ساعات متتالية مستخدما طائرات فانتوم وسكاي هوك الأمريكية الصنع، وتمكن تحت هذا الغطاء الجوي من إنزال كتيبة مظلات منقولة بالهليكوبتر في الطرف الشمالي من الجزيرة حيث لا توجد أي قوات، وقد تقدم العدو تحت ستار من القذف الجوي العنيف لاقتحام مواقع قوة الحراسة في جنوب الجزيرة وطلب من القوة أن تستسلم.
ورغم عنف القصف الجوي وما ترتب عليه من خسائر في قواتنا فقد رفض الرجال الاستسلام وقاتلوا العدو في بسالة وشجاعة نادرة من خندق إلى آخر وفي كل مكان حاول العدو أن يتقدم إليه حتى اضطر العدو لإيقاف هجومه بعد تزايد خسائره، واضطر للانسحاب بعد قتال دام 36 ساعة.