أبطال شدوان يرون وقائع "معركة الكرامة"

أبطال شدوان يرون وقائع "معركة الكرامة"
- أحمد إبراهيم
- إبراهيم سليمان
- اطلاق النار
- الاحتلال الإسرائيلي
- البحر الأحمر
- الحمد لله
- الرئيس جمال عبدالناصر
- الزعيم جمال عبد الناصر
- السلاح الأبيض
- أبطال
- أحمد إبراهيم
- إبراهيم سليمان
- اطلاق النار
- الاحتلال الإسرائيلي
- البحر الأحمر
- الحمد لله
- الرئيس جمال عبدالناصر
- الزعيم جمال عبد الناصر
- السلاح الأبيض
- أبطال
تواكب الذكرى 49 لمعركة شدوان الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة البحر الأحمر في الثاني والعشرين من يناير، عندما رجال سطروا تاريخ بحروف من نور و ضربوا أروع الأمثلة في الصمود والتضحيات منهم من ارتوت دمائهم برمال جزيرة شدوان، فكانت أرواحهم فداءً للحفاظ على الأرض والعرض.
وشهدت جزيرة شدوان في 22 يناير عام 1970 ملحمة تاريخية وتجسيد لحجم التضحيات والبطولات التي قدمها أبناء محافظة البحر الأحمر وخصوصًا أبناء مدينة الغردقة الذين تقاسموا مع قواتنا المسلحة الصمود أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدة 36 ساعة قتال متواصل.
عندما قامت قوات العدو الإسرائيلي فجر الخميس الموافق 22 يناير 1970 بهجوم ضخم على جزيرة شدوان جوًا وبرًا وبحرًا، وكانت تحرس الجزيرة مجموعة صغيرة من الصاعقة المصرية لحراسة الفنار الذي يقع جنوب الجزيرة.
ورغم القذف الجوي للطائرات الإسرائيلية و محاصرة سفنها البحرية بحرًا إلا أن أبناء المدينة البواسل رفضوا التخلي عن قواتنا المسلحة المصرية المحاصرين بالجزيرة بدون زخيرة ومؤن حيث نفذت أسلحتهم حتى اضطروا للاشتباك مع العدو بالسلاح الأبيض حسب رواية الشهود.
وقاموا صيادوا الغردقة بالدور البطولي بتوصيل الزخائر والمؤن والأسلحة والقوات في مراكب الصيد الصغيرة محاطين بقذف جوي من طيران العدو وسط قذف بحري من السفن الإسرائيلية.
و منهم مازال على قيد الحياة ليسردوا لنا وقائع تفاصيل معركة الصمود والتحدي والدفاع عن الأرض وهزيمة العدو بالعزيمة.
يقول "محمد عبدالله سيد" صياد شارك في معركة شدوان.
يروي محمد عبدالله، من مواليد مدينة الغردقة عام 1950، شاهد عيان، على معركة شدوان، إن العدو الإسرائيلي قام بعملية قصف جوي وسيطرة بحرية بقوات كبيرة ومنظمة حتى احتلوا الجزيرة لمدة 36 ساعة والتي لم يكن عليها سوي عدد قليل من الجنود المصرية واستشهد بعضهم و4 مدنيين لعملهم بالفنار الذي على الجزيرة.
ويقول كنا نطلع بمراكب الصيد لمصاحبة الجنود المصرية ومعهم الأسلحة لإنزالهم على الثلث الشمالي من الجزيرة ليتسللوا إلى مكان العدو الإسرائيلي الذي يقطن الثلث الشمالي، متابعًا أن أول مركب صيد يوصل جنود وأسلحة يمتلكه الريس حسن جادالله وكان على متنه الريس حميد عتيق والريس حسين محمد جاسر من أبناء المدينة والريس رزق بلال، وعند وصولهم بالقرب من الجزيرة قام الريس رزق بلال بمغامرة استطلاع أولًا على متن قارب صغير (هوري)، وذلك لتأمين قواتنا لكنه لم يعد فكانت هناك قوات العدو متربصة بالقرب من الفنار ومرسى صغير على الجزيرة، فأخذوا بإطلاق النار على من في المركب فاستشهدوا جميعًا ولم يعد رزق بلال ولم نعثر على جثته ولم نعرف عنه شيئا حتى الآن.
يستكمل "محمد عبدالله" الحديث: أنزل العدو ما يقرب عن 1500 جندي إسرائيلي علي الجزيرة وكان عدد القوات المصرية حوالي 170 مقاتلاً مسلحين تسليحًا خفيفًا، وعندما اقترب الإسرائيلوين من السيطرة على الجزيرة قام وقتها الطيران المصري بأوامر من الرئيس جمال عبدالناصر بقصف الجزيرة، ولكون معرفة القوات المصرية بأماكن الخنادق والاختباء على الجزيرة فقد قاموا بالاختباء.
و "تابع" في ظلمة الليل بدأت القوات الاسرائيلية بنقل جثث قتلاهم وتلغيم الأرض وجثث شهدائنا وإذا بلغم ينفجر بأحد الصيادين من أهالي مدينة الغردقة فقد على أثره ذراعيه الإثنين فابي زملائه تركه حتى أمرهم بإطلاق النار عليه حتى لا يكون عبئا عليهم ولكنهم ظلوا بجانبه حتى وصول مركب صيد بعد ساعات كان على متنها الريس أحمد جادالله والريس علي مرزوق والريس سيد أحمد من المجهود الحربي فحملوه إلى مستشفى صغير بالغردقة.
حتى تمكنت القوات المسلحة من إعادة السيطرة على جزيرة شدوان وتمشيطها بواسطة سلاح المهندسين وإزالة جميع الألغام، وحصل الصيادون المشاركون في المعركة على النوط العسكري وشهادة تقدير من الزعيم جمال عبدالناصر.
وأشار إلى أن اثنين من الصيادين تم أسرهم بواسطة العدو الإسرائيلي هما أحمد الجريتلي وسعد الرموزي وقضوا مدة بالسجن الإسرائيلي حتى تم الإفراج عنهم في تبادل الأسرى.
ويختتم "محمد عبدالله" كلامه ويقول: "الحمد لله خدمنا بلدنا بكل ما نملك ولآخر نفس سنخدمها لأن الذي يحب مصر ربنا بيحبه وكل من يسيء إلى مصر ربنا مش حيسيبه".
"عبده سليم سباق" شاهد عيان على معركة شدوان، يحكي لنا وهو في العقد السابع من العمر من مواليد مدينة الغردقة عن ذكرياته مع معركة شدوان ويمر شريط الذكريات بمخيلته، ويؤكد لنا أنه يتذكر تلك الأيام وكأنها الأمس.
يقول "سباق" إنه التحق بـ"المجهود الحربي" وهو "الدفاع الشعبي" بالمعنى المعروف الآن إبان معركة شدوان عام 1970 وكان يستلم سلاح "شميزر" ضمن مجموعة مختارة تمثل الدفاع الشعبي وكان دورهم حراسة شواطئ الغردقة بالتناوب، حرصًا من الضفادع البشرية الإسرائيلية والتي تأتي متسللة من جزيرة شدوان إلى الشواطئ لتدخل مدينة الغردقة.
وأكد "عبده سليم" أن الطائرات الإسرائيلية كانت تغطي سماء الغردقة في ذلك الوقت وتشن غارات متتالية، وكانت وقتها تنطلق صفارات الانذار ومعناها أن يختبأ المواطنين بالمخابئ تحت الارض خوفًا من النيران التي تقذفها الطيارات.
ويروي "عبده سليم" أنه شاهد عيان على نقل الذخيرة والأسلحة من مبنى المحافظة إلى الميناء ليحملها الصيادين عبر مراكب الصيد إلى الجنود بجزيرة شدوان والذين كانوا محاصرين بالجزيرة بواسطة العدو الإسرائيلي.
وكان يتم نقل الذخيرة والأسلحة بسيارة عمه "قاسم سباق" وهي أقدم سيارة بالبحر الأحمر وكانت لا يوجد غيرها في ذلك الوقت، ويشكر الله على إطالة عمره حتى يرى انتصار القوات المسلحة المصرية وهزيمة العدو وتلاحم وصمود المواطنين لاسترداد الأرض والدفاع عن العرض.
"شاهد عيان " يروي تفاصيل استشهاد المقدم "حسني حماد" في معركة شدوان.
التقت "الوطن" مع "أحمد إبراهيم سليمان"، أحد مواطنين ومواليد مدينة الغردقة، في العقد السابع من العمر ويعمل صياد والذي عاصر معركة شدوان وهو شاهد عيان على استشهاد المقدم "حسني حماد" والذي استشهد إبان معركة شدوان في 22 يناير من عام 1970 للدفاع عن جزيرة شدوان ضد الاحتلال الإسرائيلي والتي تواكب ذكرى احتفالات محافظة البحر الأحمر بعيدها القومي.
الشهيد المقدم أركان حرب "حسني حماد"، أحد أبطال معركة شدوان الشهيرة، كان قائد كتيبة قوات بحرية ونجح في إسقاط طائرتين من نوع الميراج للعدو الإسرائيلي قبل استشهاده بدقائق واستشهد فوق سفينة حربية وهو يدافع عن جزيرة شدوان عام 1970 "كما تمناها من قبل أن ينال الشهادة فوق طوربيد بحرى وأثناء المعركة..
وعن ذكرياته في مشاركته لمعركة شدوان واستشهد المقدم حسني حماد أمام عينه بواسطة الطيران الإسرائيلي وذلك عقب اسقاطه طيارتان اسرائليتان يروي لنا التفاصيل :
كان لي الشرف معاصرة معركة شدوان عام 1970 حيث كنت أعمل صياد وكان دور بعض من الصيادين بأوامر من القوات المسلحة المصرية القيام بتوصيل الجنود والأسلحة للقوات المصرية والتي حاصرها العدو على جزيرة شدوان بواسطة مراكب الصيد وذلك من خلال التسلل ليلا خوفا من أن يرصدنا العدو .
وكان ذلك يتم ليلا في الظلام الدامس بدون إضاءة أنوار من على المراكب خوفا من الطيران الإسرائيلي الذي كان يحلق فوقنا وكنا حافظين الطريق إلى الجزيرة.
وعن لحظة استشهاد المقدم "حسني حماد" يقول كنا مراكب صيد بالقرب منه بحوالى خمسمائة متر وفجأه قام الطيران الإسرائيلي بغارة جوية .
وقتها قامت المراكب الحربية المصرية بالتصدي للطيران الإسرائيلي وعددهم مركبان أحدهما كان تحت قيادة المقدم حسني حماد وكان بيني وبينه 500 متر فقط ورايته وهو يسقط طائرتين للعدو الإسرائيلي بالمدفعية وكانت شظايا النيران تتساقط حولنا حتى قام طيران العدو بإصابة واحد من المراكب الحربية المصرية وكان قائده الشهيد المقدم حسني حماد والذي رايناه يستشهد أمام أعيننا الي ان تمكن العدو الإسرائيلي من السيطرة على الجزيرة.
وفوجئنا بالطيران المصري يقصف كل من كان على الجزيرة سواء القوات الإسرائيلية والمصرية معًا حتى انسحب العدو الإسرائيلي من على الجزيرة، حتى تمكن المواطنون والقوات المسلحة في التلاحم والصمود وتم تحرير الجزيرة في عهد اللواء سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب أكتوبر والذي كان قائد منطقة البحر الأحمر في ذلك الوقت.