«محمد» بعت حوالة من العراق من 25 سنة وموصلتش: خايف أموت وابني ميسحبهاش

«محمد» بعت حوالة من العراق من 25 سنة وموصلتش: خايف أموت وابني ميسحبهاش
عندما كان في مرحلة الشباب قرر السفر إلى العراق بحثًا عن الرزق، بسبب توافر فرص العمل هناك في ذلك الوقت، حيث ظل 12 عامًا يعمل في إحدى شركات المياه، وقضى شبابه مغتربًا ليكون نفسه ويستطيع الزواج، وخلال تلك الفترةأرسل إلى أبيه 5 حوالات تقدر بـ 50 ألف جنيه، وبعد مرور أكثر من 25 عامًا لم يستطع سحب الحوالات من أحد البنوك المصرية، بحجة أنها لم تصل حتى الآن رغم معاناته في الوقت الحالي من ضيق المعاشات.
اقرأ أيضًا.. معاناة أهالي قرية «قزمول» بالمنيا من قلة الخدمات
بعد الحرب في العراق بداية التسعينيات، قرر محمد بدير، 58 عامًا، العودة إلى مصر في إجازة مدتها 3 أشهر، لحين هدوء الأوضاع في البلاد ولكنه لم يستطع العودة وقتها، ليقرر الاستقرار في محل إقامته بمحافظة كفر الشيخ وفتح محل بسيط للحلاقة، ولكن الأمور لم تكن على ما يرام، فزوجته لحقت بوالده وتوفيت، ولم يبق له في الدنيا سوى ابنه «عدي»، الذي لم يتخط الـ 13 من عمره.
«محمد» يفتتح محلاً للحلاقة
يحكي «محمد» أن الحياة ضاقت عليه خلال السنوات الأخيرة، فهو مريض بالقلب ومعرض للوفاة في أي وقت، وكل ما يشغله هو حال ولده الصغير من بعده، فلا يوجد له ونيسًا يرافقه بعد موته، مضيفًا: «لما رجعت من العراق اشتغلت حلاق بس أنا كبرت في السن، وكل زبايني من كبار السن برضو، وممكن أعمل 20 جنيه في اليوم، وقاعد في مكان مش نضيف ونفسي أسيب لابني حاجة، وعندي القلب ونظري بقى ضعيف، وساعات بقعد أعيط خايف على ابني من الزمن وبقول لنفسي هيروح فين من بعدي».
خايف أموت وابني مايبقاش له حد
طوال الـ 25 عامًا الماضية يجوب «محمد» بين البنوك كل فترة، ليحصل على الحوالات التي تعطلت منذ زمن، ليعطيها لابنه وتعينه على الحياة، ولكن إلى الآن لا يقدر على سحبها بسبب مشاكل لا يعلم عنها شيئًا، إذ يروي أنه قد حولهم على حساب والده، وقبل أن يتوفى قام بعمل توكيل عام له، مضيفًا: «خايف أموت وابني ميقدرش يسحبهم وهيعمل ايه من بعدي وهو مالوش حد، عاوز حد يساعدني أسحب باقي الحوالات، أنا سحب حوالة فقط من 5 سنين، والباقي كل ما أروح البنك بيقولولي موصلوش».