منع الشيشة بسببب كورونا يشل صناعة «مكامير الفحم»: تسريح العمال ووقف الإنتاج

منع الشيشة بسببب كورونا يشل صناعة «مكامير الفحم»: تسريح العمال ووقف الإنتاج
- الفيوم
- محافظة الفيوم
- فانوس
- عمال الفحم
- الشيشة
- كورونا
- المقاهي
- الفحم
- شيشة تفاح
- الفيوم
- محافظة الفيوم
- فانوس
- عمال الفحم
- الشيشة
- كورونا
- المقاهي
- الفحم
- شيشة تفاح
تلفحهم نيران الفحم ليلًا نهارًا.. فعملهم في «المكامير» يعتمد على حرق الأخشاب وتكميرها، ولكنهم اعتادوا على أن تكون أرزاقهم منبعثة من بين النيران والرماد، فتجد أحدهم يرص أخشاب الأشجار، وآخر يُشعل النيران فيها، ليأتي من يدفنها في باطن الأرض، وآخر يرش «تلال بودرة الفحم» بالمياه لتتحول إلى قطع فحم، ليأتي آخر وينقي الفحم من الشوائب، بينما يعبئه أحدهم في أجولة، تلك الصورة كانت دائمًا نشطة كخلية نحل مستمرة إلى أن تفشى فيروس «كورونا» في البلاد.
وبينما يتصاعد دخان كثيف يملأ السماء، يجلس ما يقرب من 30 عاملًا؛ مُهددة مهنتهم بسبب توقف الطلب على صناعتهم، إثر منع الشيشة، ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، حيث توقفت أرزاقهم التي كانت تنبعث من بين النار والرماد، وفي حين يُغطي سواد الفحم وجوههم وأيديهم يعلو اليأس والخوف والقلق ملامحهم.
11 مكمورة فحم بقرية فانوس التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، كانت سببًا في فتح بيوت 200 أسرة بالقرية ومصدر رزقهم الدائم، إلا أنّ «كورونا» الذي منع الشيشة وأغلق المقاهي لفترة طويلة من الزمن، تسبب في وقف حالهم وتسريح الكثير منهم بعدما توقفت عملية بيع الفحم، خصوصًا أنّه لا يوجد موسم «عيد أضحى» يعوض نقص مبيعاتهم للمطاعم والمنازل لتُستخدم في الشواء.
وبنبرة يملأها اليأس يقول محمد أمين (43 عامًا)، صاحب مكمورة فحم، إنّ صناعتهم تدمرت وأصبحت المكامير الخاصة بهم مهددة بالإغلاق بسبب إغلاق الكثير من المقاهي ومنع الشيشة، التي كانوا يعتمدون عليها بشكل كبير في بيع منتجات الفحم المختلفة التي يقومون بتصنيعها، وأصبحوا لا يعملون سوى في موسم عيد الأضحى حينما يكون هناك إقبال على شراء الفحم من أجل شواء اللحوم التي تكون موجودة بكثرة خلال أيام العيد.
ولفت إلى أن «المكمورة الخاصة به» كان يعمل بها 30 فردًا أصبحت الآن تضم 10 فقط، وتم تسريح البقية لعدم قدرته على دفع راوتبهم، بسبب قلة المبيعات، بالإضافة إلى تعرضه لخسائر فادحة، جراء سرقة الأخشاب من قبَل الأهالي ليستخدموها في تسوية الطعام وإعداد الخبز بدلًا من الغاز من خلال «الأفران البلدي» و«الكانون».
وكشف «أمين» أنّه يعمل في صناعة الفحم منذ 20 عامًا، ويشتهر بالاسم بين باقي صُنّاع الفحم، وله زبائن خاصة به، تأتي إليه من جميع أنحاء الجمهورية لشراء أنواع الفحم المختلفة مثل المانجو والكافور والبرتقال والزيتون والجازورين، مؤكدًا أنّ المانجو أفضلها بالنسبة له، لأنّها تحترق بسرعة وتجف أسرع، مؤكدًا أنّ صناعتهم لا تهدد البيئة، حيث إنّ عمله بالكامل قائم على الأشجار المريضة التي يتم قطعها بسبب إصابتها بمرض معين أو توقفها عن طرح الثمار.
وبيّن أنّ صناعة الفحم تمر بعدة مراحل تبدأ بتجفيف الأخشاب في الشمس لمدة تتراوح بين 20 إلى 35 يومًا، بحسب الطقس وحسب نوع الأشجار، ثم تدفن في باطن الأرض ويوضع فوقها القش ثم تُغطى بالتراب ويتم إشعال النيران فيها لمدة 25 يومًا، ليتم إغراقها بالمياه بعد ذلك وتغطيتها بغطاء بلاستيكي ضخم حتى تتماسك وتتحول إلى قطع بدلًا من كونها بودرة ترابية، وأخيرًا يتم غربلتها لإزالة الشوائب منها، ثم تعبئتها تمهيدًا لبيعها.
وأوضح أنّ سعر الطن قبل كورونا كان 3500 جنيه وأصبح الآن 1200 جنيه فقط، ولكنّه مضطر إلى البيع بأسعار قليلة لعدم وجود إقبال على الشراء، وبسبب تراكم كميات كبيرة من الفحم لديه وفشله في بيعها، بالإضافة إلى ضيق الحال في منزله وفي منازل العاملين معه وحاجتهم الماسة إلى الأموال لينفقوا على أسرهم.
وفي ختام تصريحاته دعا «أيمن» لأن تمر أزمة الكورونا وتنتهي تمامًا كي تعود الحياة إلى طبيعتها وتزدهر حرفته مرة أخرى.