«بسمة» تستغيث لإنقاذ 245 قطة وكلب من الموت: مينفعش أرجعهم الشارع تاني

«بسمة» تستغيث لإنقاذ 245 قطة وكلب من الموت: مينفعش أرجعهم الشارع تاني
أنين ونظرات باكية ترمق بها المارة طمعا في مأوى من الشتاء القارص البرودة أو طعاما يساعدها على البقاء، تظل تبحث عن قوت يومها في أوقات مختلفة لا يهمها إن كانت صباحا أو مساء، لتختبئ بعد ذلك في مكان بعيد عن البشر بحثا عن الأمان، تلك هي حياة كلاب وقطط الشارع التي وجدت الحياة والدفء في أحد الملاجئ.
منذ عامين ، افتتحت بسمة أحمد 37 عاما، «شلتر» يضم نحو 200 كلب و45 قطة بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة، بعدما أنقذتهم من الشارع ووفرت لهم المأوى والطعام، لتتغير مسار حياتها من ربة منزل إلى محبة للحيواناات وتدافع عن حقوقها.
روت السيدة الثلاثينية أنها لم تكن تهتم بحيوانات الشارع إلى أن أنقذت في يوم «جروًا» صغيرًا ساقه مقطوعة وأجرت له عملية ليصبح «بندق» رفيقها الدائم وصديق أسرتها الصغيرة المكونة من والدتها وزوجها وأبنائها، « كنت لما بلاقي قطة باخدها عندي البيت أعالجها وأوديها شلتر، ولما شوفت بندق جرو لولو بقى كلب إنقاذ وبقيت أساعد القطط تحديدا وأنقذها من الشارع».
أسست «بسمة» ملجأ للقط طبالمطرية منذ ثلاثة أعوام ثم انتقلت منه إلى الهرم بعد شكاوى الجيران وانزعاجهم من الرائحة وخوفهم أيضا من الأمراض التي قد تنتقل لهم، ووجدت في أحد الأيام أطفال يشنقون كلبة عمرها شهر ونصف بحبل في الشارع لتتشاجر معهم وتعالجها وتضمها للملجأ، ثم بدأت تتلقى مكالمات من أصدقائها بحالات كلاب بحاجة للإنقاذ السريع من الموت.
«الشلتر اللي في الهرم أجرته من سنتين وبقى للكلاب والقطط ومكنتش بعرف في الكلاب أوي بس مقدرش أسيبها في الشارع كدة، وبقى عندي عنابر مخصصة ليها وبحبها أوي».. لم تتخيل أنها ستتبنى ذلك العدد من الحيوانات ولكنها أحبت مساعدتهم وكلما شاهدت فرحتهم ازدادت سعادتها ولكن كم المآسي التي تراها يوميا هددت حالتها النفسية ولم تستطع أن تتجاوز ما يمكن أن يفعله البشر بتلك الكائنات الضعيفة.
يعتمد الملجأ بشكل أساسي على التبرعات، ونحو 20% من دخل الزوجة الخاص، ولكن مع تفشي فيروس كورونا أصبح الأمر صعبا للغاية وتضاءلت حجم الأموال التي كانت تنفقها على أكل ورعاية الحيوانات بالإضافة إلى أجر العاملين معها واضطرت للتعامل مع المحال والعيادات البيطرية بالآجل إلى حين تحسن الأمر «إني أنقذ حيوان ده بيديني طاقة إيجابية كبيرة وفي نفس الوقت مسؤولية، وعايزة الناس تساعدني أنقذهم لأني مش هينفع أرجعهم الشارع تاني».