«وجدي» يفتح الميكروباص لاستضافة كلاب الشوارع: «بخاف عليهم من البرد»

«وجدي» يفتح الميكروباص لاستضافة كلاب الشوارع: «بخاف عليهم من البرد»
نظرات استغاثة واستعطاف ظهرت في عينيها، تستعطف المارة للحصول على طعامها وشرابها، وربما تبحث عمنّ يؤويها من برد الشتاء القارس، حتى وجدت كل هذا الاهتمام لدى «وجدي» ذو المشاعر الرحيمة والسمحة، فهو يحرص على الاعتناء بالكلاب الضالة وحمايتها من البرد، من خلال استقبالها داخل الميكروباص الخاص به تنام فيه طوال الليل.
وجدي سعيد، سائق ميكروباص اعتاد على احتضان كلاب الشارع والرفق بها، وبمرور الوقت نشأت بينهما علاقة طيبة وتمتلئ حياته بالسعادة فور رؤيتها تلعب من حوله، «من زمان كنت مربيها في الشارع كانت كلبة وعندها جروين صغيرين، أمهم ماتت وبقت بنتها هي اللي تخلف وبقيت أخد عيالها وأخوها وافتحلهم الميكروباص بتاعي يباتوا فيه».
روى «وجدي» البالغ من العمر 37 عاما، لـ«الوطن»، أنه غير متزوج وكان يعمل سائقا لإحدى الشركات السياحية منذ عدة سنوات، وبعد فترة من الوقت مع إغلاق السياحة اضطر لترك العمل بها، مفضلا أن يترك مكانه لزميله الذي يعول أمه ووالده وأبناءه لكي يستطيع الإنفاق عليهم، واتجه للعمل سائقا حرا.
«كانت معايا عربية ميكروباص قبل كده كانت الكلاب بتنام تحتها، وعملت حادثة من سنة، وجبت العربية اللي معايا دلوقتي».. يبدأ عمل السائق الذي حصل على الدبلوم فقط، في الصباح يتجول في الشوارع ليحصل على قوت يومه ثم يعود بعد العشاء لمن يؤنسون وحدته ويشعرونه بالأمان «مكسبي في اليوم حوالي 300 جنيه والرزق بتاع ربنا ، بجبلهم أكل وأشربلهم الصبح وبعد ما أرجع نفس أحطلهم الأكل وأفتحلهم الميروباص وأسيبه مفتوح يتدفوا جواه».
وعما إذا كان خائفا من سرقة السيارة أو اتساخها، ذكر «وجدي» أن الكلاب هي من تقوم بحراسة سيارته من السرقة ، وكثيرا ما تقوم بتمزيق الكنب إلا أنه لم يهتم بذلك فهي رفيقته «الكلاب بتحس بالحنية وأنا بحبهم وببقى سعيد لما بشوفها فرحانة، احنا بشر مابنستحملش السقعة أومال هي تعمل إيه لا بتقدر تتكلم ولا تعبر عن اللي جواها».