النور في القرآن الكريم.. نص خطبة الجمعة المقبلة
د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
نشرت وزارة الأوقاف عبر موقعها الرسمي، نص الخطبة الموحدة لهذا الأسبوع، إذ حددت الوزارة موضوع خطبة الجمعة ليكون بعنوان «النور في القرآن الكريم»، ودعت الوزارة الأئمة، للالتزام بموضوع الخطبة نصا أو مضمونا على أقل تقدير، وألا تزيد فترة الخطبة عن 10 دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.
وجاءت الخطبة الموحدة للحديث حول أنّ المتأمل في كتاب الله يجد أنّه تحدث عن النور حديثا عظيما، بمعان متعددة، فتحدث عن أعظم وأعلى وأشرف نور، وهو نور الحق تبارك وتعالى، حيث يقول تعالى في سورة النور التي سميت بهذا الاسم لحديثها عن نوره «الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم»، فالمؤمنون بنور الله إلى الحق يهتدون، وبهداه من حيرة الضلالة يعتصمون.
القرآن الكريم يتحدث عن نور النبي
وتحدث القرآن الكريم عن نور نبينا الذي أرسله الله تعالى ليضيء حياة الناس، بالرحمة، واللين، والرفق، وتأليف القلوب، حيث يقول تعالى «قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم»، ويقول سبحانه «يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا».
والقرآن الكريم كتاب نور، وكتاب هداية، وكتاب رحمة، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم، حيث يقول: «فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون»، ويقول تعالى «وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم»، كما بيّن القرآن الكريم أنّ الإيمان نور يضيء القلوب، ويهديها إلى الحق، ويكسبها الطمأنينة.
النور في القرآن الكريم
وأضافت الخطبة الموحدة: الصلاة نور، إذا أحسن المؤمن أداءها، وعاد أثرها على سلوكه، حيث يقول تعالى «إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر»، ويقول نبينا: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء»، ويقول «من حافظ عليها كانت له نورا، وبرهانا، ونجاة يوم القيامة».
الخطبة الثانية
وتناولت الخطبة الثانية الحديث حول أنّ الشهادة في سبيل الله نور، إذ يقول الحق سبحانه وتعالى «والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم، والوضوء هو نور المؤمن يوم القيامة؛ فبه تبيض الوجوه والأطراف، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وينادى المحافظ عليه بنداء الشرف يوم القيامة، يقول نبينا: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء»، ويقول: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء.
فما أحوجنا إلى التمسك بأنوار القرآن الكريم لتكون لنا سبيل الهداية والنجاة في الدنيا والآخرة، حيث يقول تعالى: «فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا»، ويقول نبينا: أبشروا، وأبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟، قالوا: نعم، قال: فإن هذا القرآن سبب، طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدا».
واختتم الخطبة الموحدة الدعاء بقولها: «اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، واجعله شفيعا لنا يوم القيامة».