بالصاروخ والغراء.. «أسماء» بنت الصعيد تبدع في تزيين الأخشاب بصدف البحر

كتب: سمر صالح

بالصاروخ والغراء.. «أسماء» بنت الصعيد تبدع في تزيين الأخشاب بصدف البحر

بالصاروخ والغراء.. «أسماء» بنت الصعيد تبدع في تزيين الأخشاب بصدف البحر

بين نشارة الخشب ورائحة الغراء النفاذة، اعتادت «أسماء جميل» قضاء ساعات يومها، داخل ورشة صغيرة يجاورها فيها فتيات وسيدات من قريتها، تمكن حب عملها من قلبها وأبت أن تتركه، رغم غرابة الفكرة في المجتمع الصعيدي، فكيف يمكن لفتاة في العشرين من عمرها أن تحمل أدوات النجارة الثقيلة، «قالولي دي شغلانة للرجالة ومهنة صعبة هتتعاملي إزاي مع الصاروخ وتحفري في الخشب مسمعتش كلامهم وكملت في طريقي»، بحسب ما قالت بنت محافظة قنا في بداية حديثها لـ «الوطن».

 

دراستها بكلية الأداب قسم اللغة الفرنسية، ليس لها علاقة بمهنتها التي قطعت نحوها طريقًا طويلًا فور تخرجها، لم تجلس في بيتها مستسلمة في انتظار الوظيفة، واتجهت على الفور للأعمال اليدوية التي أحبتها وأجادتها، «عملت مشغل يدوي خاص بيا للمفروشات والستاير»، حتى سمعت ذات مرة في جلسة نسوية عن تدريب ممول من الأمم المتحدة لتعليم السيدات الحرف المختلفة فخاضت التجربة بمفردها دون مساندة أحد.

أسماء تبدع في تزيين الصواني الخشبية وشكمجية الذهب وحامل المصحف

«الصاروخ وعلب الغراء والصنفرة»، أدوات ذات ملمس خشن تمسكها الفتاة الصعيدية بيديها متمكنة بعد خوضها التدريب النسوي لتبدأ في طلاء قطع الخشب بألوان مختلفة وتزيينه، «بعد ما ندهن الخشب بنزينه بالصدف وفي منه أنواع وألوان كتير»، حتى يخرج من تحت يديها منتجات خشبية مستخدمة في كافة البيوت، صواني خشبية أو شكمجية للذهب أو حامل مصحف، تتفاوت أسعارها حسب حجمها، بحسب وصفها.

غيرت أزمة فيروس كورونا من خطة عمل الفتاة الثلاثينية قليلا، نقلت عملها إلى منزلها بدلا من الورشة، يدعمها في ذلك زوجها الذي بات رفيق نجاحها، «بقيت اشتغل وأسوق المنتجات من البيت»، وسط محاولات دائمة منها للتطوير من نفسها لتواكب تطلعات الزبائين، «البيع والشرا قل بعد أزمة كورونا ونفسي تتعمل معارض مستمرة في المحافظات عشان نسوق المنتجات».


مواضيع متعلقة