حكاية 5 أطفال بلا مأوى أعادت مؤسسة «معانا» أحلامهم الضائعة

حكاية 5 أطفال بلا مأوى أعادت مؤسسة «معانا» أحلامهم الضائعة
- معانا لإنقاذ انسان
- متسولين
- الاتجار بالبشر
- مؤسسة رعاية
- الأطفال المعثور عليهم
- معانا لإنقاذ انسان
- متسولين
- الاتجار بالبشر
- مؤسسة رعاية
- الأطفال المعثور عليهم
ظروف عديدة دفعتهم للتشرد واتخاذ الشارع وأرصفته مأوى لهم، دون حول لهم ولا قوة، حيث كان السبب الرئيسى وراء تشردهم لا يمكن تخيله، ففى الوقت الذي لا يجد فيه الطفل مكانا يشعر فيه بالطمأنينية والأمان سوى حضن أمه ويتخذه مأوى له، كانت هناك أمهات تتاجرن بأولادهن وبمستقبلهم وحياتهم، لتصبح مؤسسات الرعاية البديل الآمن لهم من ظلم الأم أو الأب.
أبوين تخلو عن أطفالهم من أجل تجارة المخدرات
تروى هاجر خالد عصمت، أخصائية اجتماعية ونفسية، والمسؤولة عن رعاية الأطفال بلا مأوى بإحدى حضانات مؤسسة «معانا لإنقاذ انسان»، التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، أن هناك 3 أشقاء تُركوا بلا مأوى ودون رعاية بعد الحكم بالمؤبد على والديهم نتيجة التجارة فى المواد المخدرة، مشيرة إلى أن أكبرهم ويدعى محمد سيد يبلغ من العمر 5 سنوات، تليه أخته الوسطى سلمى 4 سنوات، ومحمود الذى لايتجاوز 3 سنوات.
تعرضوا للتنمر والأذى النفسي بالشارع
تتابع «هاجر» لـ«الوطن»، أن الأطفال الثلاثة لم يرعاهم أحد بعد حبس والديهم الذين ضحيا بأولادهما مقابل أعمال غير مشروعة، وهي التجارة بالمخدرات، التي دفع ثمنها أبناؤهم في وقت هم في حاجة به لتلقي كل الدعم والأمان من والديهم، كباقي الأطفال في عمرهم، وتركاهم وحدهم بغرفة صغيرة في مكان يدعى «العرب»، ولم يرعاهم أحدهم، حتى تم إبلاغ قسم الشرطة بوجود 3 أطفال دون رعاية من أحد، ليتم تحويلهم من قبل النيابة للمؤسسة، مشيرة إلى أن الأطفال كانوا بحالة نفسية سيئة نتيجة تعرضهم للتنمر والأذى النفسي بالشارع.
تأهيل الأطفال
وأوضحت الأخصائية النفسية أن الأطفال الثلاثة كانوا مرعوبين من الجميع فور وصولهم المؤسسة، مشيرة إلى أنه تم البدء معهم بجلسات الدعم النفسي، وإجراء الكشف الطبي عليهم، وتنظيم جلسات تخاطب، وتعليمهم مصطلحات مهذبة، خاصة بعدما كانت لغتهم صعبة نتيجة مكوثهم بالشارع، مؤكدة أن الأولاد على دراية بسجن أبويهم، ما عدا محمود الذي يبلغ من العمر 3 سنوات.
تواصل «هاجر» حديثها قائلة: «يبدأ يومهم بالاستيقاظ من النوم في الثامنة صباحا، يغيرون ملابسهم ويغسلون أسنانهم، ويأخذون علاج وفيتامينات لأنهم يعانون من الأنيميا نتيجة سوء التغذية، ويمارسون نشاطا صباحيا، وأنشطة تعليمية ورسم وتلوين، وألعاب ذكاء، مشيرة إلى أنه جاري استكمال أوراقهم لإلحاقهم بالمدرسة، ودمجهم مع دار كبار المسنين لتحقيق الدمج المجتمعي والشعور بالجو الاسري الذي يفتقده كل من الكبار والصغار».
أم تتسول بأطفالها مقابل بضع جنيهات
يقول محمود وحيد مدير مؤسسة «معانا لانقاذ إنسان» لـ«الوطن»: «بدأت قصتها منذ نحو 3 سنوات، بوجود سيدة مشردة تفترش الشارع معها طفل يدعى كريم لا يتجاوز عمره أشهر معدودة، وتوجهنا لها وأنقذناها وظلا معنا فترة طويلة».
يتابع مدير المؤسسة: «خاطبنا وزارة التضامن بتوفير مكان آمن لها في دار استضافة المرأة، لأن مؤسسة معانا في ذلك التوقيت كانت لا تستضيف أطفال، وتم تجهيز مكان لها في دار المرأة المعنفة، وظلت هناك نحو 6 شهور، حتى خرجت للشارع مرة آخرى، وأدى وجودها في الشارع إلى حملها مرة آخرى وإنجاب طفلة ثانية اسمها كارما، وأخذناها من الشارع مرة آخرى وهي حامل، وظلت في الدار حتى تم ولادة الطفلة الثانية، وكانت هذه الطفلة بداية التفكير فى إنشاء دار لاستضافة الرضع».
حبس الأم
وتابع أن «سمر» أم الطفلين تلك الشابة لجأت للشارع بعد طلاقها من زوجها، وبسبب وضعها وظروفها وعدم وعيها تعرضت لانتهاكات كثيرة جدا أدت إلى حملها فى المرة الأولى والثانية، وتواصلنا مع طليقها مرة، وقال لنا: «هستلمها»، وبعد أسبوع من استلامها، فوجئنا أن طفل تم العثور عليه في منطقة الدقي أسفل كوبري واكتشفنا أن الطفل المعثور عليه هو «كريم»، وسلمه في القسم على أنه لا يعرفه ووجده بالشارع، لكننا أوضحنا الموقف للنيابة وتم الحكم على طليقها بالحبس لمدة 6 شهور، وإيواء الأطفال مرة أخرى بالدار، وحبس «سمر» لمدة 3 شهور.
ويضيف «وحيد»: «كارمة اتولدت على ايدينا، وأثناء الولادة تم عمل عملية ربط للأم حتى لا يحدث حمل نتيجة وجودها في الشارع مرة آخرى، وتولد أطفال وتتظلم مرة آخرى، لأنها غير قادرة على رعاية الأطفال، وبالفعل بعد ولادة كارمة صممت على الرجوع للشارع وأخذت الأطفال، وتواصلنا في هذه النقطة مع مباحث الأحداث الذين قاموا بدور كبير، وأخذوا الأطفال وتم حبس سمر لمدة 3 شهور بسبب إهمال الأطفال، ونحاول حاليا بعد خروجها من السجن رعايتها وإعادة دمجها داخل المؤسسة».
الاتجار بالبشر
وأضاف «وحيد» أن سبب حبس «سمر» بالأخص هو التسول بالأطفال وكانت تؤجر كريم لمتسولين آخرين، وهذا يعد إتجارا بالبشر، مناشدا الجميع بالإبلاغ عن أي متسولة تحمل طفلا فورا، سواء كان ابنها أو لا، مشيرا إلى أنه في أوقات كثيرة يكون الطفل مخطوفا من أسرة، وأسرته تتعذب بشكل يومي.
الأطفال تدر دخلا كبيرا على المتسولين
وكرر مناشدته بعدم مساعدة المتسولين بالأطفال، لأن ذلك يشجعهم على التسول وانتشار الظاهرة ، قائلا: «حتى المتسول اللي مش معاه طفل بيضطر يخطف طفل علشان يشحت بيه، لأن الطفل يدر عليه دخل أكثر»، لافتا إلى أنه أطلق حملة «لا للتسول بالأطفال»، مردفًا: «متساعدوش المتسولين إنهم يتسولوا بالأطفال، للحد من ظاهرة خطف الأطفال»