المياه الجوفية تغرق المنازل والشوارع في قرية الكولا بسوهاج (صور)

كتب: خالد الغويط

المياه الجوفية تغرق المنازل والشوارع في قرية الكولا بسوهاج (صور)

المياه الجوفية تغرق المنازل والشوارع في قرية الكولا بسوهاج (صور)

معاناة لا تنتهي زادت من مرارة طعم الأيام وحولت حياة الآلاف من سكان قرية «الكولا»، التابعة لمركز اخميم، شرق محافظة سوهاج، إلى كابوس، بعدما أغرقت المياه الجوفية منازلهم، وحاصرتهم في العديد من شوارع القرية، كما تسببت في غرق مساحات واسعة من أراضيهم الزراعية.

أهالي القرية أكدوا ان المياه الجوفية بدأت تظهر في منازلهم قبل نحو عامين، إلا أنها كانت تختفي سريعاً، ولكن الأمر ازداد سوءاً قبل 6 شهور، حيث أغرقت المياه العشرات من منازل القرية، بصورة دائمة، دون أن تختفي مثلما كان يحدث من قبل.

الأهالي أكدوا أن المياه الجوفية ظهرت في حوالي 100 منزل في القرية، مطالبين بضرورة تنفيذ مشروع الصرف الصحي لإنقاذ منازلهم من الانهيار، وحمايتهم من الأمراض والأوبئة التي قد تسببها المياه الجوفية.

وقال «حمدي جابر»، 41 سنة، من أهالي القرية، إنهم يعيشون في مأساة حقيقية، بعد أن أغرقت المياه الجوفية المنازل والشوارع، وتحولت حياتهم إلى كابوس يومي، بسبب كثرة المعاناة التي لا تنتهي، نتيجة غرق منازلهم بالمياه الجوفية.

وأضاف «جابر»، في نبرة صوت تملؤها الحسرة والألم: «بيوتنا هتقع، والمسئولين مش بيتحركوا»، وأوضح أن التهديد الحقيقي الذي يواجه السكان في المنطقة، هو انهيار منازلهم، بسبب المياه الجوفية، مشيراً إلى أن الأهالي فوجئوا بخروج كميات من المياه من باطن الأرض، بنسبة قليلة منذ عامين تقريباً، ومع مرور الوقت، زادت تلك المياه، وأصبحت داخل كل شارع ومنزل.

وقال «علي عبد الكريم»، 50 سنة، مزارع، إن عدد سكان القرية يبلغ حوالي 20 ألف نسمة، وجميعهم معرضون للإصابة بمختلف الأمراض والأوبئة، فضلاً عن معاناتهم من انتشار الروائح الكريهة، بعد أن تراكمت المياه في مختلف أنحاء القرية، وتحولت أرضهم الزراعية إلى مستنقع تكسوه الحشائش.

وأضاف «زكريا سرور»، 34 سنة، أن الأهالي تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى المسئولين في الوحدة المحلية، إلا أنهم لم يهتموا لحالهم ومشكلتهم التي تفاقمت بشكل كبير، لدرجة أن بعض المنازل أوشكت على الانهيار، بعد غرقها بالمياه الجوفية.

وأضاف أن حوالي 20 فداناً من أجود الأراضي الزراعية، أصبحت مهددة بالبوار وتلف زراعاتها، بسبب المياه الجوفية، وارتفاع نسب الأملاح بها، التي حولت الأرض الزراعية النيلية إلي مستنقعات تكسوها الحشائش، وتسكنها الحشرات، ومصدر للروائح الكريهة.

ومن جانبه، قال المحاسب حسين حبارير، رئيس مدينة اخميم، إن المياه الجوفية التي ظهرت في عدد من المنازل بسبب البيارات التي يتم حفرها داخل البيوت، وبسبب مياه الري الناجمة من الأراضي الزراعية القريبة من المنازل.

وأضاف رئيس المدينة أنه تم عرض المشكلة على محافظ سوهاج، اللواء طارق الفقي، الذي كلف بسرعة تنفيذ مشروع الصرف الصحي في قرية «الكولا»، ضمن مشروعات مبادرة «حياة كريمة»، بتكلفة 60 مليون جنيه، لافتاً إلى أن القرية مدرجة ضمن مشروع الصرف الصحي، معرباً عن توقعه انتهاء مشكلة المياه الجوفية تماماً، بعد تنفيذ مشروع الصرف الصحي.

 


مواضيع متعلقة