«الوطن» في منزل طفل بشتيل المقتول.. والده: ملامحه مشوهة عرفته من هدومه

«الوطن» في منزل طفل بشتيل المقتول.. والده: ملامحه مشوهة عرفته من هدومه
جمجمة مهشمة، وجه منتفخ، كدمات متفرقة وسحجات عميقة في مناطق متعددة بالجسد، تفاصيل شوهت ملامح الطفل محمود فيصل الشهير بـ«فهد»، الذي لم يكمل عامه التاسع، بعدما عثرت عليه قوات الشرطة مقتولاً، وعلى جسده آثار اعتداء وحشي، بعد اختفاء دام أربعة أيام، ابتداءً من مساء الخميس الماضي، حتى صباح الأحد.
اختفاء ثم جثة مشوهة
في منطقة «بشتيل» بالجيزة، التقت «الوطن»، أسرة الطفل المغدور به، عائلة تعيش في هدوء وأمان، الجميع في المنطقة تربطهم بها علاقات طيبة، لا مجال للمشاحنات أو العداوة، الأمر الذي بدا غريبا ومربكا، بعدما أعلن الوالد المكلوم فيصل عبدالواحد اختفاء نجله، وعدم العثور على أثر له، رغم محاولات البحث التي شارك فيها جميع أهالي القرية، والتي استمرت حينها لما يزيد على الساعات الأربع، على أمل أنَ يكون «فهد»، ذهب إلى أحد أقربائه وسرقه الوقت، ولم ينتبه أنً الساعة تخطت العاشرة مساءً.
بصوت حزين ودموع منهمرة وعيون متورمة من شدَة البكاء، يروي «فيصل»، تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة نجله الذكر الوحيد حيث يقول: «أمه بعتته يجيب حاجة من أول الشارع، وكنا مستنينه على العشا، بس فهد اتأخر أكتر من ساعتين، فقلقنا ونزلنا ندور عليه»، سرعان ما انتشر خبر اختفاء الصغير في الشارع ومنه للمناطق المجاورة، ليهتدي والد الضحية في النهاية إلى البحث عن «فهد»، عبر كاميرات المراقبة المثبتة على أبواب وجدران المحال.
وتابع الأب لـ«الوطن»: «قدرت أفرغ كل الكاميرات القريبة من البيت، وشوفت ابني راكب توك توك مع 3 أشخاص، واحد منهم نعرفه بشكل شخصي، لأنه هو اللي كان بيوصله بالتوك توك للمعهد الأزهري اللي بيدرس فيه، وكنا بنكرمه وبيتنا مفتوح له، وهو المتهم الرئيسي في الحادث، ماصانش العشرة وعض الأيد اللي اتمدت له».
ضبط المتهمين وجنازة بالزغاريد
وبعد تقديم بلاغ في نهاية اليوم إلى قسم شرطة أوسيم، تمكنت تحريات المباحث من القبض على المتهمين الذين اعترفوا بارتكابهم الواقعة، وإبلاغ والد المجني عليه، بتواجد جثة نجله بمشرحة زينهم، ويقول: «روحت يوم الأحد الصبح المشرحة، وعرفت ابني من هدومه وعلامة مميزة في رأسه لأن ملامحه ماكنتش واضحة بسبب الضرب اللي اتعرض له، والطوبة اللي كانت فاتحة دماغه».
يدخل الأب بعدها في نوبة من البكاء: «ليه طفل صغير يتعمل فيه كده، ما صعبش عليهم، ده كان فيه حنية الدنيا كلها، كانوا طلبوا فدية وسابوا فهد عايش»، نافيا ما تردد عبر وسائل التواصل، بأنَ نجله تعرّض لعملية سرقة أعضاء، مؤكدا «ابني جسمه من جوه زي ما هو، وكل الكدمات كانت من بره بس»
وطالب الأب المكلوم، بسرعة محاكمة الجناة، كونهم ارتكبوا جريمتهم مع سبق الإصرار والترصد: «ده قتل عمد لطفل صغير ما عملش حاجة، ومش هيطفي ناري أنا وأمه، غير لما يتعلقوا على حبل المشنقة»، ليوارى الطفل الثرى مساء الأحد، وسط زغاريد أطلقتها والدته: «كنا بنزف عريس للجنة».
حبس المتهم بقتل الطفل فهد
وكانت النيابة العامة قبل قليل، أمرت بحبس متهم بقتل طفل وهتك عرضه بأوسيم، حيث تلقت «النيابة العامة»، بلاغًا من والد المجني عليه يوم الثامن من شهر يناير الجاري، بغياب ابنه البالغ من العمر ثماني سنوات من مسكنه بأوسيم منذ اليوم السابق على الإبلاغ، بعد خروجه منه لشراء حاجة له، وبإجراء الشرطة تحرياتها، أسفرت عن مرافقة المتهم المجنيَّ عليه قُبيل اختفائه فأمرت «النيابة العامة» بضبطه.