«علي» عاش في الشارع ويبحث عن أهله: «نفسي أقول بابا وماما»

«علي» عاش في الشارع ويبحث عن أهله: «نفسي أقول بابا وماما»
منذ اللحظة الأولى في عمره استيقظ على واقع مؤلم، طفل رضيع تخلى عنه والداه ينتظر الرحمة من عيون الجميع ليجد من يؤويه بمنزله ويحنو عليه من غدر الدنيا، ليجد «علي فوزي» نفسه باسم مستعار هائما في الشوارع لا يوجد أصدقاء أو أقارب له ويشعر بالغربة.
علي فوزي، شاب يبلغ من العمر 22 عاما، تقطعت به السبل ويريد أن يعثر على والديه فهو يعيش على أمل أن يكون تم خطفه وليس رضيعا وحيدا لا أحد يريده، وجده أحد الأشخاص ليربيه ببيته مع بناته الصغار حتى سن عام ونصف ليتخلى عنه مجددا ويضعه في أحد الملاجئ «كل الناس بتتخلى عني ومعرفش اسمي إيه، حتى اللي رباني في بيته اسمه سعيد ، الناس قالوله أنت عندك بنات ومينفعش ولد يتربى معاهم ووداني ملجأ في طنطا بعد ما اتفطمت».
حياة قاسية عاشها «علي» فهو يبحث عن والديه منذ سنوات ليجيب عن سؤال واحد «أنا مين؟»، وظل يبحث يوميا في كفر الزيات بالغربية، وشكل اسمه عقبة لمعرفة هويته إذ أن الدولة تعطي اسما مستعارة لمن لا أهل لهم، «زوجة سعيد هي اللي فطمتني مع بناتها وبعد ما سلموني لدار أيتام كانت بتفضل تيجي تزوني لكن جوزها لأ، لحد ما صاحبة الدار قالتلها متجيشي تشوفيه تاني علشان ميتعلقش بيكي».
حكى الشاب العشريني لـ«الوطن»، أنه ظل بالدار حتى سن 18 عاما ثم غادرها هائما على وجهه في الشوارع ليعيش وينام أسفل أحد الكباري لمدة 6 أشهر وبعد ذلك حصل على وظيفة من أحد أصدقائه بالدار في كافتيريا، حتى استدعائه للجيش في 2018، «مكنتش بنزل أجازات خالص في الجيش لأني مليش حد أبات عنده ولا أصحاب ، وخلصت السنة اللي فاتت».
«أهلي سابولي بصمة وحشة في حياتي وتعبوني نفسيا ، بس بدور عليهم علشان محتاجلهم ومحتاج أقول بابا وماما وميتقالش عليا يتيم».. بتلك الكلمات عبر «علي» عن حسرته وألمه، وأنه سيغادر مصر للعمل بالخارج بعد توفير أحد أصدقائه وظيفه له « أنا غريب في مصر فأكون غريب في دولة محدش يعرفني فيها».