مأساة طفل «هرس» توكتوك يده: 30 ألف جنيه صدمت والده وأنقذته جراحة عاجلة

كتب: لمياء محمود

مأساة طفل «هرس» توكتوك يده: 30 ألف جنيه صدمت والده وأنقذته جراحة عاجلة

مأساة طفل «هرس» توكتوك يده: 30 ألف جنيه صدمت والده وأنقذته جراحة عاجلة

ابتسامة هادئة ارتسمت على وجهه الطفولي البريء، سعادة تلقائية تشع من عيونه، وهو ينظر إلى الشوارع أثناء ركوبه مع والدته وجدته «التوكتوك»، متوجها لحضور سبوع ابن عمه، لتنقلب فرحة الطفل «محمود وليد» إلى مأساة وصراخ وبكاء لا يتوقف، بعد انقلاب «التوكتوك» به، وإصابته بجروح بالغة في اليد.

المستشفيات تحولت لعزل والطفل يصرخ

انقلب «التوكتوك» يوم السبت الماضي، وانقلبت معه حياة «وليد جابر»، بعد معرفته بحادث صغيره الشقيق الأكبر لطفل آخر لدية عام ونصف، لتبدأ رحلة عذاب بالبحث عن العلاج وسط آلام وصراخ «محمود»، الذي لا يملك شيئا في انتظار زوال معاناته: «المستشفيات أغلبيتها حالات كورونا وعزل، فكان صعب ألاقي حد يعمل عملية لابني، لأنه حصله قطع في أصابع اليد اليمنى والأوتار بخلاف الكسور».

30 ألف جنيه لإجراء عملية

يحكي «وليد» لـ«الوطن»، أنه أثناء تحدثه مع الأطباء لمحاولة إيجاد حل فوري وإنقاذ نجله، علم أن يحتاج إلى عملية تتخطى تكلفتها 30 ألف جنيه في المستشفيات الخاصة، نظرا لحالة الوباء التي تمر بها البلاد، وتحويل أغلب المستشفيات الحكومية إلى عزل.

محاولة للمساعدة من مجهول

ظروف «وليد» البسيطة، أخذته إلى دوامة حسابات فور سماع الرقم المطلوب لإنقاذ ابنه، وفي هذه الأثناء، شاهده أحد الأشخاص كان مرافقا لمريض بالمستشفى، وتحدث معه عن تفاصيل حالة «محمود»، وطلب منه رقم هاتفه ووعده بنشر قصته على مواقع التواصل للمساعدة في العلاج.

جراحة 6 ساعات بدون تبرعات

لم يكن الأب يعلم أي شيء عن نشر تفاصيل حادث نجله على «فيسبوك»، فهو لم يدخل مدرسة ولا يجيد الكتابة أو القراءة، وكان كل همه إنقاذ «محمود» الطفل الأكبر البالغ من العمر 7 سنوات، وبالفعل خضع الصغير لعملية عاجلة إصلاح الأوتار وتثبيت الكسر بعد رد العظام إلى مكانها، مع وضع اليد كاملة في جبيرة، واستغرقت الجراحة نحو 6 ساعات يوم الأحد الماضي، في أحد المستشفيات الحكومية، نظرا لصعوبة حالته.

الدعاء أهم من الفلوس

استغاثة «وليد» التي اتنشرت لم يكن يعرفها، لكنه سعيد بما فعله الشخص الذي نشرها وحبه للخير، مشيرا إلى أنه ليس في حاجة إلى المال الآن، ولا يحتاج سوى الدعاء لنجله: «مش عايز غير أنه يقوم بالسلامة، مش محتاج أكتر من كده، وشكرا للناس اللي حاولت تساعد».

محمود في رحلة التعافي

يتعافى «محمود» حاليا داخل منزل أسرته، في انتظار استشارة طبية أخرى، للغيار على الجرح، مع محاولة إبقاء يده في حالة راحة كاملة، وتناول الأدوية المقررة لمساعدته في التغلب على آلامه، واستعادة وظائف اليد كاملة.


مواضيع متعلقة