«غضب يناير».. «الوطن» ترصد كواليس الليلة الأسوأ في تاريخ أمريكا الحديث

«غضب يناير».. «الوطن» ترصد كواليس الليلة الأسوأ في تاريخ أمريكا الحديث
- اقتحام الكونجرس
- ترامب
- بايدن
- انتخابات أمريكا
- الكونجرس
- أمريكا
- مظاهر يناير في أمريكا
- اقتحام الكونجرس
- ترامب
- بايدن
- انتخابات أمريكا
- الكونجرس
- أمريكا
- مظاهر يناير في أمريكا
ليلة غير مسبوقة عاشها الأمريكيون، ومعهم العالم أجمع، بعدما أقدم المئات من أنصار الرئيس الخاسر للانتخابات دونالد ترامب على اقتحام الحواجز الأمنية لمبنى الكونجرس الأمريكي، وتمكن بعضهم من احتلال مجلس الشيوخ، بعد اشتباكات مع الشرطة داخل المبنى.
وجاءت عملية الاقتحام تزامنا مع انعقاد جلسة للكونجرس بمجلسيه (الشيوخ والنواب)، للتصويت على نتائج الانتخابات في الولايات، والتي تذهب لمصلحة الرئيس المنتخب الديمقراطي جو بايدن، ضد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، والذي رغم الفارق الشاسع بينه ومنافسه ظل يتمسك بأن الانتخابات سرقت وتعرضت للتلاعب والتزوير، الأمر الذي جعل كثير من المراقبين يحملونه مسؤولية تهييج أنصاره والقيام بما فعلوه ليلة أمس.
أنصار «ترامب» يشتبكون مع الشرطة ويهتفون ضدهم: «خونة»
وأمام أعين العالم بثت الفضايات العالمية والمحلية صورا ولقطات أنصار الرئيس الأمريكي المتهية ولايته وهم يشتبكون مع الشرطة؛ إذ فتح بعضهم مطافئ الحريق باتجاه قوات الأمن المتواجدة لتأمين مبنى الكابيتول، حتى وصلت الاشتباكات إلى داخل مبنى الكونجرس.
ونجح أنصار الرئيس الخاسر في إزالة بعض الحواجز المعدنية خلال دخول المبنى، فيما تصدت لهم قوات من مكافحة الشغب لوقف تقدمهم، وأطلقوا عليهم رذاذ الفلفل، وكانت المفارقة أن واصل المحتجون تحركاتهم، وهتفوا ضد الشرطة بشعار «خونة».
وفي سياق تلك الاشتباكات، توفيت امرأة جراء إصابتها بالرصاص، فيما أعلنت السلطات تفكيك عبوتين ناسفتين، في خضم فوضى عمت الكونجرس.
حظر تجول في «واشنطن» وقتلى واعتقالات
وأمام مشاهد الفوضى، أعلنت بلدية واشنطن حظرا للتجول يشمل كامل المدينة لمدة 12 ساعة، بدأ السادسة مساء أمس بتوقيت العاصمة الأمريكية، ثم أعلنت الشرطة تأمين مبنى الكونجرس ليعود الأعضاء للاجتماع لاحقا للتصويت على نتائج تصويت الولايات الأمريكية في المجمع الانتخابي؛ إذ صوتوا صباح اليوم باعتماد نتيجة المجمع الانتخابي بفوز جو بايدن.
وكان المشرعون يبحثون مسعى في اللحظة الأخيرة من جانب أعضاء مؤيدين للرئيس الخاسر للطعن على النتائج، وهي خطة لم تحظ بأي فرصة للنجاح، فعلى سبيل المثال صوت الكونجرس بغرفتيه ضد رفض الرئيس الأمريكي الخاسر نتائج الانتخابات في ولاية بنسلفانيا.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن أحداث العنف عند مبنى الكابيتول أوقعت 4 وفيات، بينهم امرأة قتلت بطلق ناري في أثناء الفوضى التي عمت المبنى.
وأعلنت الشرطة الأمريكية اعتقال 52 شخصا على الأقل خلال الأحداث، وفتح تحقيقا لتحديد ملابسات مقتل المرأة.
دعوات من «ترامب» لأنصاره بـ«القتال».. و«بايدن»: هذا تمرد وليس احتجاجا
وحمل كثيرون الرئيس الخاسر المسؤولية؛ إذ خرج ترامب قائلا لأنصاره إنه ينبغي لهم التوجه صوب مبنى الكونجرس للتعبير عن غضبهم بشأن عملية التصويت والضغط على المسؤولين المنتخبين لرفض النتائج، وحثهم على القتال.
لكن الرئيس الخاسر عاد مرة أخرى بتصريح متناقض؛ إذ دعا أنصاره للحفاظ على السلمية والعودة للمنازل، في المقابل، قال «بايدن»، الذي من المقرر أن يتولى السلطة في 20 من يناير، إن أنشطة المحتجين تصل إلى حد التحريض على التمرد، مضيفا أن اقتحام المتظاهرين لمبنى الكونجرس وتحطيمهم النوافذ واحتلالهم المكاتب وتهديدهم سلامة المسؤولين المنتخبين ليس احتجاجا وإنما تمرد.
قادة الجمهوريون يدينون ما جرى: «تمرد»
وجاءت مواقف نواب الحزب الجمهوري، حزب الرئيس الخاسر للانتخابات، رافضة لاقتحام مبنى الكابيتول، وعلى رأسهم السيناتور الجمهورية عن ولاية جورجيا كيلي ليفلور، التي عبرت عن موقفها المعارض للتصديق على نتائج ولاية أريزونا، إذ قالت إنها كانت تنوي الاعتراض على نتيجة الانتخابات، لكن بعد أعمال العنف التي شهدها الكونجرس غيرت موقفها، علما أنها من أشد المؤيدين للرئيس الأمريكي الحالي.
كما أعلن السيناتور الجمهوري البارز ليندسي جراهام بجملة من المواقف المغايرة، بدأها بالاعتراف بجو بايدن كرئيس شرعي للولايات المتحدة، مؤكدا رفضه لما يجري، واعتبر أن جو بايدن هو الرئيس الشرعي لأمريكا.
واعتبر المرشح الرئاسي السابق السيناتور الجمهوري ميت رومن،ي أن ما حدث كان تمردا حرض عليه الرئيس، ورأى السيناتور الجمهوري بن ساس أن ما حدث في الولايات المتحدة «كان بشعا»، أما زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، فقال إن الكونجرس سيواصل عمله بطريقة قانونية بصرف النظر عن ضغوط «ترامب».
وفي السياق ذاته، كما أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس رفضه لما جرى.
الكونجرس يسدل الستار على انتخابات الرئاسة ويصدق على فوز «بايدن»
وصادق الكونجرس الأمريكي، صباح اليوم، بغرفتيه على فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة بعد أن انفضت الجلسة من قبل لفترة طويلة بسبب تحركات أنصار «ترامب».
وباعتباره رئيس مجلس الشيوخ كإحدى مهام نائب الرئيس في أمريكا، أعلن مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته مايك بنس أن الكونجرس صادق على فوز بايدن ونائبته كامالا هاريس 306 مقاعد، فيما حصل الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته ونائبه على 232 صوتا.
وقد أقر الرئيس الخاسر بأنه سيكون هناك انتقال سلس للسلطة كأول رد فعل منه على تصويت الكونجرس.
ويتبقى خطوة واحدة في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية الحامية التي بدأت في 3 نوفمبر الماضي، وهي تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن رسميا في 20 يناير المقبل.
استقالات متتالة في «البيت الأبيض» على خلفية اقتحام الكونجرس
وعلى خلفية الأحداث، قدمت نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، سارا ماثيوز، استقالتها من منصبها، وقالت في بيان، إنها تشرفت بالعمل في إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، وفخورة بالسياسات التي اتخذها، لتتوالى الاستقالات في «البيت الأبيض».
وأضافت «ماثيوز» أنها بصفتها شخص عمل في قاعات الكونجرس شعرت بالانزعاج مما رأته، موضحة أن الأمة الأمريكية تحتاج إلى انتقال سلمي للسلطة.وأعلنت ستيفاني جريشام، رئيسة موظفي السيدة الأولى استقالتها من منصبها، على خلفية اقتحام الكونجرس، وقالت في بيان، إنه كان شرف لها أن تخدم في البيت الأبيض، وأنها فخورة بإنجازات إدارة ترامب.
كما استقالت ريكي نيسيتا، السكرتيرة الاجتماعية للبيت الأبيض استقالت وكذلك سارة ماتيوس، نائبة المتحدث الصحفي باسم البيت الأبيض.وأتى ذلم بعد استقالة نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، مات بوتينجر من منصبه على خلفية أحداث اقتحام الكونجرس.