في ذكرى إبراهيم أصلان.. حمدي أبوجليل يتذكر أزمة «وليمة لأعشاب البحر»

في ذكرى إبراهيم أصلان.. حمدي أبوجليل يتذكر أزمة «وليمة لأعشاب البحر»
- إبراهيم أصلان
- وزارة الثقافة
- حمدي أبو جليل
- وليمة لأعشاب البحر
- إبراهيم أصلان
- وزارة الثقافة
- حمدي أبو جليل
- وليمة لأعشاب البحر
تمر اليوم الذكرى التاسعة لرحيل القاص والروائي إبراهيم أصلان، حيث رحل صاحب «مالك الحزين»، في 7 يناير 2012، وهو أحد أبرز كتاب جيل الستينات، أصدر عددا من الروايات والمجموعات القصصية، وأدرجت روايته «مالك الحزين» وهي أولى رواياته ضمن أفضل 100 رواية في الأدب العربي، وحققت له شهرة أكبر بين الجمهور، وحصل على عدد من الجوائز منها جائزة كفافيس، وجائزة الدولة التقديرية، وجائزة النيل.
كان إبراهيم أصلان أحد أطراف واحدة من أكبر الأزمات الثقافية التي شهدتها مصر في سنة 2000، حين نشرت وزارة الثقافة رواية «وليمة لأعشاب البحر» لكاتبها حيدر حيدر وهو روائي سوري، ضمن سلسلة آفاق الكتابة التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية، وكان يرأس تحريرها إبراهيم أصلان، حيث وجهت التيارات الإسلامية وقتها تهمة ازدراء الأديان لـ «أصلان»، وخرجت على إثر ذلك المظاهرات من الأزهر ضده.
في بداية الألفية، إبان عمل «أصلان» بمنصب رئيس تحرير إحدى السلاسل الأدبية بهيئة قصور الثقافة، حدثت أزمة شهيرة، كان طرفا فيها بحكم منصبه، وهى أزمة رواية «وليمة لأعشاب البحر»، للكاتب السوري حيدر حيدر.
وعن تفاصيل هذه الأزمة تحدث الروائي حمدي أبو جليل قائلا في تصريحات لـ «الوطن»: «في عام 2000 كان إبراهيم أصلان رئيس تحرير سلسلة آفاق الكتابة التى تصدرها هيئة قصور الثقافة، وكنت أنا مدير تحرير السلسلة، وهى معنية بتقديم الأعمال العربية غير المتاحة للقارئ المصري».
وتابع: «كانت تدعمها وزارة الثقافة ويباع الكتاب منها ب 2 جنيه فقط، ونشرت السلسلة أعمالا لأدونيس ومحمود درويش والطيب صالح ومختلف البلاد العربية، ووقتها نشرنا وليمة لأعشاب البحر للسوري حيدر حيدر».
وأشار أبوجليل: «فى أحد أيام الجمعة، وبعد صدور الرواية بنحو 7 شهور، فوجئت بجريدة الشعب، والتي كانت لسان حال الإسلاميين، تخرج بمانشيت أحمر بعنوان (من يبايعنى على الموت).. غير العناوين الفرعية المحرضة، مع توجيه التهم إلينا صراحة وبأسمائنا، وعلى إثر هذا التحريض قامت مظاهرات من جامعة الأزهر بقيادة الدكتور أحمد عمر هاشم».
وتابع: «بعدها مباشرة تم استدعائنا؛ إبراهيم أصلان المتهم الأول، وأنا المتهم الثاني، (المسؤولين عن النشر)، وبعدها على أبو شادى رئيس قصور الثقافة وقتها، ومحمد كشيك مدير عام النشر التى تصدره عنه السلسلة»، لافتا: «فاروق حسنى وزير الثقافة نفى عنا تهمة ازدراء الأديان، وجند كل إمكانيات الوزارة للدفاع عنا وعن الرواية، وتم تشكيل لجنة من كبار النقاد، لكتابة تقرير وتقديمه للنيابة، لدفع تهمة ازدراء الأديان إلينا».
وأكمل: «استمرت التحقيقات مع كل منا نحو 9 ساعات، وتضامن معنا المثقفون، ووقع 750 مثقفا على بيان أعلنوا فيها أنهم متهمين مع إبراهيم أصلان وحمدي أبو جليل، ومنهم يوسف شاهين وعادل إمام وأحمد عبدالمعطى حجازي، وتحملوا معنا المسؤولية، حتى تشيع التهمة وتسقط عن الجميع، وكتب الأستاذ جمال الغيطاني أن هذا اليوم هو عيد قومي للمثقفين، وهو ما أنقذنا، وأفرج عنا بضمان محل إقامتنا، لكن الرواية تم وقفها بعد ذلك».