إبراهيم أصلان.. من "بوسطجي" لـ"أبرز الأدباء" صاحب فيلم الكيت كات

إبراهيم أصلان.. من "بوسطجي" لـ"أبرز الأدباء" صاحب فيلم الكيت كات
لم يمنعه عمله في بداية حياته بهيئة البريد كبوسطجى ثم في أحد المكاتب المخصصة للبريد، من أن يمارس موهبته في الكتابة، بل حول مهنته إلى تجربة ألهمته مجموعته القصصية "وردية ليل"، التي كتب بعدها أعمالا قصصية لاقت ترحيبا كبيرا عندما نشرت في أواخر السيتينات وكان أولها مجموعة "بحيرة المساء" وتوالت الأعمال بعد ذلك إلا أنها كانت شديدة الندرة.
الأديب الراحل إبراهيم أصلان، تمر اليوم ذكرى وفاته الثامنة، إذ توفي في 7 يناير عام 2012، عن عمر ناهز 77 عاما، وهو أحد أبرز كتاب جيل "الستينات" في مصر، وصاحب رواية "مالك الحزين" وهي أولى رواياته التي أدرجت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربي وحققت له شهرة أكبر بين الجمهور العادى وليس النخبة فقط، رغم أنه لم يحقق تعليما منتظما منذ الصغر، فقد التحق بالكتاب، ثم تنقل بين عدة مدارس حتى استقر في مدرسة لتعليم فنون السجاد لكنه تركها إلى الدراسة بمدرسة صناعية.
وحققت رواية "مالك الحزين" نجاحا ملحوظا على المستويين الجماهيرى والنخبوى ورفعت اسم أصلان عاليا بين جمهور لم يكن معتادا على اسم صاحب الرواية بسبب ندرة أعماله من جهة وهروبه من الظهور الإعلامى من جهة أخرى، حتى قرر المخرج المصري داوود عبد السيد أن يحول الرواية إلى فيلم تحت عنوان "الكيت كات" وبالفعل وافق أصلان على إجراء بعض التعديلات الطفيفة على الرواية أثناء نقلها إلى وسيط آخر وهو السينما، وبالفعل عرض الفيلم وحقق نجاحا كبيرا لكل من شاركوا فيه وأصبح الفيلم من أبرز علامات السينما المصرية في التسعينيات.
ربطته علاقة جيدة بالأديب الراحل يحيى حقي ولازمه حتى فترات حياته الأخيرة ونشر الكثير من الأعمال في مجلة "المجلة" التي كان حقى رئيس تحريرها في ذلك الوقت، والتحق في أوائل التسعينيات كرئيس للقسم الأدبي بجريدة الحياة اللندنية إلى جانب رئاسته لتحرير إحدى السلاسل الأدبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة إلا أنه استقال منها إثر ضجة رواية "وليمة لأعشاب البحر" للروائى السوري حيدر حيدر.
ولد إبراهيم أصلان بقرية شبشير الحصة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية ونشأ وتربى في القاهرة وتحديدا في حى إمبابة والكيت كات، وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغى في كل أعمال الكاتب بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيره المساء" مرورا بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، وحتى كتابه "حكايات فضل الله عثمان" وروايته "عصافير النيل"، ثم انتقل للوراق فالمقطم.
حصل أصلان على عدد من الجوائز منها "جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن رواية "مالك الحزين" عام 1989م، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2003م – 2004م، وجائزة كفافيس الدولية عام 2005م، وجائزة ساويرس في الرواية عن "حكايات من فضل الله عثمان" عام 2006م، وجائزة النيل للآداب عام 2012.