«والسلام على يوم ولدت».. عاشور: الاحتفال بمولد عيسى أمر إلهي في الإسلام

كتب: سعيد حجازي

«والسلام على يوم ولدت».. عاشور: الاحتفال بمولد عيسى أمر إلهي في الإسلام

«والسلام على يوم ولدت».. عاشور: الاحتفال بمولد عيسى أمر إلهي في الإسلام

قدم الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الديار المصرية وأمين الفتوى بالدار، التهنئة للإخوة الأقباط بأعياد الميلاد، داعيا أن يعيد الله تلك الأيام على مصر بالخير والبركات.

وأجاب عاشور، لـ«الوطن»، حول حكم ما يروجه البعض بأنّ تهنئة إخواننا المسيحيين بذكرى ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام مخالف للإسلام، وهل هذا صحيح؟، قائلا إنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم أرسى أصول التعامل مع مناسبات وأعياد غير المسلمين من خلال موقفه من احتفال يهود المدينة بيوم عاشوراء، إذ صامه وأمر بصيامه قائلا: «نحن أحق وأولى بموسى منكم»، وأظهر موافقتهم على السبب وهو شكر المنعم سبحانه، وإحياء يوم فاضل في تاريخ نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام بالعبادة المشروعة لدى المسلمين، ودون مناقشة في ثبوت هذا اليوم ومدى حقيقة تحديده بعينه دون غيره من الأيام، فضلا عن كونه لم يعد ذلك مشابهة مذمومة لغير المسلمين أو اشتراكا في عقائدهم.

أوضح عاشور، أنّ الاحتفال والفرح بميلاد سيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام يدخل تحت عموم الأدلة الشرعية التي أرشدنا الله تعالى من خلالها، إلى أنّ الأزمان التي ولد فيها الأنبياء والرسل أيام سلام على العالمين، فقال عن سيدنا عيسى «والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا».

وتابع: «قرر الفقهاء استحباب صلة غير المسلمين في مثل هذه المناسبات وبرهم والإحسان إليهم بوجه عام؛ بما يعد ترجمة حقيقية لمبادئ الحضارة الإسلامية الراقية وقيمها السمحة التي تؤكد الالتزام بالمشترك الديني والاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وفي ذلك يقول الله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)».

وقال عاشور، إنّ أقل شيء يقال في مثل هذا الاحتفال أنّه مباح شرعا، بل ينبغي للمسلمين فعل ذلك للفرح بالزمان المبارك الذي شرفه الله تعالى بنعمة إيجاد سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام، لما في ذلك من دلائل التعظيم والاحتفاء والفرح بهذا الرسول الكريم وما فيها من الآيات الباهرة لطلاقة القدرة الإلهية، فضلا عن اعتبارها عنوانا لمحبته التي هي ركن الإيمان بنبوته ورسالته، وعملا بمقتضيات وصية رسولنا صلى الله عليه وسلم التي قال فيها: «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة»، ولذلك ينبغي التهنئة بقولنا : كل عام والمسلمون والمسيحيون بكل خير وسلام ووئام بمناسبة ذكرى مولد سيدنا عيسى المسيح على نبينا وعليه أتم السلام.


مواضيع متعلقة