مجدي عاشور: التهكم والسخرية بأهل الابتلاء كبيرة من الكبائر

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

مجدي عاشور: التهكم والسخرية بأهل الابتلاء كبيرة من الكبائر

مجدي عاشور: التهكم والسخرية بأهل الابتلاء كبيرة من الكبائر

واصل الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى بالدار، سلسلة فتاوى النوازل.

وأجاب عاشور، على سؤال: ما حكم من يتهكم أو يسخر أو يخوف الناس من المريض، خاصة ذوي الأمراض الخطيرة أو المعدية؟

وقال عاشور: المرض جند من جنود الله وآية من آيات قدرته، يصيب به من يشاء قهرا منه سبحانه ليخافه الإنسان ويرجع إليه بالتوبة، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا)، فإذا تضرع الإنسان وأناب إلى ربه كانت له رحمة بالأجر والثواب، وقد يرفعها الله عنه.

وأضاف، في بيان له: قد يكون الابتلاء بالمرض - خاصة الأمراض الخطيرة أو المعدية - سببا في رفع الدرجات، فيكون المريض بها أفضل عند الله من الصحيح السليم، لا سيما إذا صبر عليها ورضي بقضاء الله فيه، فكم مرض من الأنبياء وعلى رأسهم خاتمهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، والمرض من البلاء".

وتابع: نهانا القرآن الكريم عن التهكم والسخرية من أي أحد، حتى ولو كان عاصيا؛ لأننا لا نعرف ما بينه وبين ربه، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، فإذا كان النهي عن السخرية من أي أحد، فهو أولى مع أهل الابتلاء والمحن، الذين هم في رحمة الله تعالى.

أوضح عاشور أن التهكم والسخرية والتنمر بأهل الابتلاء أو التخويف منهم بغير حاجة، خاصة ذوي الأمراض الخطيرة أو المعدية، هو حرام شرعا، ويعد فاعله مرتكبا لكبيرة من الكبائر؛ لاعتراضه على قضاء الله وحكمته، ولإيذائه لأخيه الإنسان.


مواضيع متعلقة