«زيادة» عن الجدل في السودان بسبب «خلق آدم»: عشنا عقودا من العزلة (حوار)

«زيادة» عن الجدل في السودان بسبب «خلق آدم»: عشنا عقودا من العزلة (حوار)
- حمور زيادة
- السودان
- مايكل أنجلو
- لوحة فنية
- السودان الشقيق
- حمور زيادة
- السودان
- مايكل أنجلو
- لوحة فنية
- السودان الشقيق
قال الروائي السوداني حمور زيادة، إن الجدل المثار حول لوحة الفنان الإيطالي مايكل أنجلو «خلق آدم» ببلده السودان، بعد إدراجها في مناهج طلاب المدارس، هو نتاج القطيعة الفكرية التي أحدثها النظام السابق مع العالم، مشيرا «لقد عشنا لعقود في ظل نظام كان يحاكم حتى رسوم الكارتون والأغاني».
وأضاف زيادة، في حواره لـ«الوطن»، «تسببت لوحة مايكل أنجلو، فى عاصفة من الجدل، بعد إدراجها في مقررات المناهج الدراسية لطلاب المدارس الابتدائية، لافتا إلى أن علماء الدين انتقدوا وزارة التربية والتعليم، لكن محمد الأمين التوم، وزير التربية والتعليم، رفض إقالة مدير المناهج بالوزارة، على خلفية الجدل الدائر حول اللوحة، بعد إفتاء مجمع الفقه الإسلامي، بحرمة تدريس لوحة أنجلو باعتبارها إساءة للذات الإلهية»، وإلى نص الحوار.
* ما تفسيرك لحالة الجدل المثار في السودان بسبب لوحة لمايكل انجلو؟
- أعتقد أن السبب الرئيسي في وجود هذا الجدل هو الثلاثين عاما الماضية من حكم نظام البشير الإسلامي، الذي أحدث قطيعة عميقة بين المجتمع والعالم، ففي تقديري أن سبب الرفض هو عدم معرفة كثيرين بالفن وأهميته، لذلك كشفت لوحة مايكل أنجلو السنوات الطويلة من القطيعة مع العالم، التي أفرزت مجموعات لا تعلم من هو مايكل أنجلو ولا عصر النهضة ولا أهمية الفنون، وتشعر بالتهديد تجاه عقيدتها من أي شيء لم يعتادوا عليه في العقود الماضية، لذلك يطالبون بحماية أطفالهم من رؤية عمل فني عالمي.
* وكيف يتم التعامل مع الفنون في السودان؟
- لقد عشنا عقودا في ظل نظام كان يحاكم حتى رسوم الكارتون والأغاني. فمثلاً منع النظام أغنية للفنان حمد الريح من تأليف الشاعر السوداني صلاح أحمد ابراهيم، تتحدث عن آلهة الأولمب، كما أن وزير للسياحة صرح من قبل أنه لا يدخل المتحف القومي لأن به أصنام! وفي ظني أن كثير من المعترضين ربما لم يرو لوحات أنجلو من قبل. لذلك يتعاملون معها بشكل عدائي بعيدا عن قيمتها الفنية وأهمية مايكل أنجلو في الفنون.
* ألا توجد حركة فنية في السودان؟
- للأسف ليس لدينا في السودان متاحف كثيرة، نفتقد وجود الفن في حياتنا، فقبل أشهر رفض مواطنون نصب تمثال لأحد شهداء الثورة بحجة أن التماثيل محرمة، كثيرون لم يدخلوا في حياتهم معرضا فنيا أو متحفا، لم يشاهدوا حفل «أوبرا»، فالفنون ظلت في عهد النظام السابق أمرا نخبويا مرفوضا إلى حد كبير، لذلك فالمناخ العام غير متقبل للفنون.
* ولأي فريق ينتصر الشعب بعد الثورة؟
- الآن بعد الثورة؛ من الطبيعي أن يشعر أشخاص بالقلق من زوال الأسوار، التي كانت تمنع عنهم التعرض للعالم وفنونه وثقافاته المختلفة، لكن من الصعب التكهن بذلك لعدة عوامل، منها أن جزءًا كبيرا من حملة الرفض موجود في وسائل التواصل الاجتماعي. وبحسب دراسات حكومية عام 2019 لا يزيد عدد هؤلاء عن 8% من إجمالي المواطنين، وهؤلاء جزء منهم غير مهتم وجزء لا يعارض وجود الصورة. لكن على الجانب الآخر هناك الحملة التي شنها بعض خطباء المساجد من السلفيين والاسلاميين. هذه قد تكون الحملة الأشد إثارة وتأثيرا. لكن لا يمكن الجزم بدقة بمدى تأثير هذه الحملة. فمن قبل شنت هذه المنابر حملات مشابهة ضد أمور مختلفة مثل لعب الأطفال او تعديل بعض القوانين بعد الثورة، لكن لم يكن لها مردود يذكر.
*وكيف تتوقع رد وزارة التعليم على هذه الحملة؟
- من الصعب أن تبقى اللوحة مع وجود حملات مساجد ضدها واعتراض معلمين، الخطاب الأصولي قائم على فكرة أن اللوحة إهانة للذات الإلهية، أتوقع أن تتم إزالة الصورة مثار الجدل، خاصة أن عددا من المعلمين معترضين عليها أيضا، لكن في تقديري أنها أثارت نقاشاً مهما، ولفتت الأنظار الى خطورة إرث النظام السابق الذي ربما سقط سياسياً، لكن آثاره الاجتماعية ستظل ممتدة وقوية إلى زمن ليس بالقصير.
*وكيف يتم التغيير بعد الثورة؟
- الموضوع يحتاج ثورة ثقافية بالتأكيد، ويفترض أن تبدأ الثورة هذه من مقررات الأطفال في المدارس لينشأ جيل جديد متصالح مع الفنون.
*وما موقف وزارة الثقافة في هذا الموضوع؟
*حتى الآن لا شيء.