هل يمكن للكلاب اكتشاف مرضى كورونا؟.. أستاذ تكنولوجيا حيوية يجيب

كتب: رضوى هاشم

هل يمكن للكلاب اكتشاف مرضى كورونا؟.. أستاذ تكنولوجيا حيوية يجيب

هل يمكن للكلاب اكتشاف مرضى كورونا؟.. أستاذ تكنولوجيا حيوية يجيب

«هل يمكن أن تشم الكلاب فيروس كورونا وتتعرف على المرضى؟».. سؤال غريب لبحث أغرب ذهبت إليه مجلة ناتشر العالمية، مشيرة إلى وجود نتائج أولية مثيرة تؤكد أنّ الكلاب يمكن لها أن تكتشف مرضى فيروس كورونا بدقة ملحوظة، إذ تحمل أنوف الكلاب نحو 300 مليون مستقبل للرائحة، مقارنة بـ5 أو 6 ملايين مستقبل لدى البشر، ما يطرح افتراضية أنّ الكلاب قد تساعدنا في السيطرة على الوباء، لأنها تستطيع فحص مئات الأشخاص كل ساعة في الأماكن المزدحمة مثل المطارات أو الملاعب الرياضية، وهي أرخص واسرع كثيرًا جدًا من طرق الاختبار التقليدية مقارنة بمسحات الحمض النووي أو اختبار الاجسام المضادة.

وقال الدكتور فيصل رضوان أستاذ التكنولوجيا الحيوية والسموم البحرية بالجامعة الطبية بكارولينا الجنوبية، إنّه يمكن للكلاب اكتشاف التراكيز الصغيرة للرائحة التي لا يستطيع الناس اكتشافها، وتمثل الكلاب البوليسية مشهدًا مألوفًا في المطارات، إذ تكتشف روائح الأسلحة النارية والمتفجرات والمخدرات.

وتابع: انتبه علماء الكلاب البوليسية في وقت مبكر من الوباء، ودربوا الكلاب على شم عينات الرائحة في أغلب الأحيان من عرق المصابين، في غرف معقمة، والجلوس أو خربشة الأرض عندما تكتشف رائحة العدوى.

الكلاب تكشف السرطان والسكر والملاريا

وأضاف: درّب العلماء أيضًا الكلاب على اكتشاف بعض أنواع السرطان ومرض السكري والملاريا، ولا يعرف الباحثون على وجه اليقين ما طبيعة الرائحة التي يشمها الكلاب، ولكن يشتبه في أنّ هذه الأمراض تجعل جسم الإنسان يطلق نمطًا مميزًا من المركبات العضوية المتطايرة تتبخر هذه الجزيئات بسهولة لتكوين رائحة يمكن للكلاب التقاطها ومن المرجح أن تكون العدوى الفيروسية كوفيد- 19، تغير رائحة الجسم، ويمكن للكلب اكتشافه.

تكتشف العدوى قبل ظهور الأعراض

وأشار رضوان إلى أنّ بعض البلدان بدأت عمليا استخدام الكلاب في بعض المطارات، وبينها الإمارات العربية المتحدة وفنلندا ولبنان، وذلك بتطبيق تجارب لاكتشاف مرضى كورونا بين الركاب؛ وهناك نتائج مبهرة لدراسة من مشروع فرنسي لبناني، جرى فيه تدريب 18 كلبًا، استخدمت فيها أفضل الكلاب أداءً في تجربة بمطار بيروت في لبنان، حيث فحصت الكلاب 1680 راكبًا ووجدت فيها 158 حالة كوفيد- 19 جرى تأكيدها من خلال اختبارات الحامض النووى PCR، وحددت الكلاب بشكل صحيح النتائج السلبية بدقة 100%، واكتشفت بشكل صحيح 92% من الحالات الإيجابية، وفقًا لنتائج غير منشورة.

ووفقًا لمجمل البيانات الأولية فإنّ الكلاب يمكنها إلتقاط رائحة المرض ربما لدى حاملي الفيروس، قبل أيام من إمكانية تحديده بالاختبارات التقليدية للفيروس، ما يشير إلى أنّه يمكننا من اكتشاف العدوى قبل بدء الأعراض.

وأكد رضوان أنّ معظم هذه النتائج لم تتم مراجعتها أو نشرها بعد، ما يجعل من الصعب على المجتمع العلمي تقييم هذه الادعاءات، لكن حتى الباحثون الذين يعملون لتطوير الاختبارات الفيروسية التقليدية، أبدوا تفاؤلهم بأنّ النتائج الأولية لاختبار الكلاب مثيرة للاهتمام وتبشر بالخير، وإذا تمكن المجتمع العلمي من تقييم مدى فاعلية تدريب الكلاب لإجراء اختبار كورونا المستجدة، سيوفر بديلا عمليا مناسبا للبلدان منخفضة الدخل وذات الإمكانيات المختبرية المحدودة، حيث يمكن أن تستفيد بشكل خاص من هذا النهج في مقاومة تفشي الوباء.


مواضيع متعلقة