"حماس" لا تحارب وحدها.. وخبراء: الفصائل تنسق فيما بينها ولا تتصرف بعشوائية

"حماس" لا تحارب وحدها.. وخبراء: الفصائل تنسق فيما بينها ولا تتصرف بعشوائية
بعدما أطلقت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، 6 صواريخ من طراز j80، على تل أبيب، أمس، تداعت صورة ذهنية لدى الكثير أن "حماس" هي حركة المقاومة الوحيدة بقطاع غزة، وأنها تواجه الاحتلال الإسرائيلي وحدها لتصدرها المشهد الإعلامي، ويوضح الخبراء في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي حقيقة المشهد، وما وراء تبني "حماس" للهجوم هذه المرة.
وأوضح الدكتور خالد سعيد، الباحث بمركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق، أن حركة "حماس" لا تحارب وحدها في قطاع غزة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما يشاركها 4 فصائل أخرى على الأقل وهم: "الجهاد، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، فتح".[FirstQuote]
وأضاف "سعيد"، في تصريح لـ"الوطن"، أن "حماس" هي الأشهر لأنها أكثر عددًا وعتادًا وقوة، مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية في الوقت الحالي لا تنحصر على كيان بعينه دون الآخر، مشيرًا إلى اتحاد كل الفصائل في عملية المقاومة لأنها تعلم أنها في حالة حرب، أما الخلافات فتكون سياسية وفكرية في فترات أخرى كالتهدئة بين حماس والكيان الصهيوني، أو خلاف بين الحكومة المصرية وحماس، ولكن المشهد حاليًا يعبِّر عن التكامل والترابط بين الفصائل الفلسطينية، وحتى المستقلين الذين يشاركون لأن القصف والتدمير والاستشهاد والإصابة لا يفرقون بين فصيل وآخر.
وعلَّق الدكتور منصور عبدالوهاب، أستاذ اللغة العبرية بكلية الألسن بجامعة عين شمس، قائلًا إن "الفصائل الفلسطينية الجديدة التي تظهر في إطار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي منبثقة عن الفصائل الكبرى، ولكن أسلوبهم وسياستهم لا تتناسب مع أساليب التنظيمات الكبيرة؛ التي تهتم بالسياسة، بينما يهدف الآخرون إلى مقاومة الاحتلال".[SecondImage]
وأضاف الخبير، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن "هناك تنسيقًا كبيرًا بين تنظيمات المقاومة الفلسطينية، وأنهم يتشاورون لتحديد حجم التصعيد على إسرائيل، وتحديد حجم الضربات، وأنهم لا يتصرفون بشكل عشوائي".
وتابع "منصور"، الذي شغل منصب المترجم العبري للرئاسة 10 سنوات: "كل فصيل من الفصائل يشكِّل خطورة على إسرائيل، لأن كل فصيل يمتلك قاعدة شعبية وتمويلًا للسلاح، فطبيعي أن يشكِّل ذلك خطرًا على إسرائيل"، موضحًا أن تغير هذه الجماعات وتجددها يمثل لإسرائيل خطورة استراتيجية وذلك لاختلاف أساليب تعاملهم، مشيرًا إلى أن هذه الفصائل عنقودية وأن كل فصيل ينشأ عنه فصيل آخر ولكنهم يختلفون في هدفهم عن التنظيمات الكبرى بأنهم يبحثون عن الدور الحقيقي للمقاومة وليس من أجل قطر وتركيا وإيران والإخوان.
وقال المحلل السياسي، إن حماس تبنَّت الهجوم هذه المرة نظرًا لمحاصرتها بعد سقوط الإخوان في مصر، ومن جهة أخرى اتفاق المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح، مشيرًا إلى أنها تسعى لتأخذ الدور الأول الذي أنشئت من أجله وهو المقاومة، لاستعادة ما فقدته من مكانة في نفوس الشعوب العربية، وتصبح رمز المقاومة من جديد.